الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الكرامة السورية

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2011 / 4 / 10
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تتعدد الثورات العربية وتتلون بتلون التراث الشعبي لدى كل بلد، ففي تونس ، كنا أمام ثورة الياسمين التي فاح منها عبق الحرية ، وفي مصر كنا أمام ثورة اللوتس ، تلك الزهرة الفرعونية التي ترمز إلى الحياة ، أما في سورية ، فنحن اليوم أمام ثورة الكرامة على الظلم والقهر والاستبداد .
لطالما عرف السوريون منذ الأزل ، أنهم شعب العزة والكرامة الذي لم يسمح لأي أحد كان ، أن ينتقص من كرامته أو يخدش من كبريائه ، فإنه اليوم يثور لاستعادة كرامته المصادرة في المعتقلات والزنازين ، ويثور دفاعاً عن حريته المسلوبة في أقبية الظلام .
عندما تستباح كرامة الشعب السوري لمدة أربعين عاماً ، وتستبدل بجدران سميكة من الخوف والرعب ، فإن هذا لا يعني فناء الشعب ، كما يراهن نظام الأسد ، ما دامت روح الإنسان حية باقية ، وها قد انتفضت تلك الروح بعد سبات طويل ، وعادت إليها الكرامة التي غابت في مجاهل القهر والاستبداد.
هناك الكثير من الشعوب التي تعيش بلا كرامة ، أو لا تعنيها الكرامة شيئاً ، قدر ما تعنيها لقمة العيش أو قدر ما تعنيها المصالح ، لكن الأمر يختلف اختلافاً كبيراً لدى الشعب السوري الذي يفقد وجوده ، عندما يفقد كرامته .
لهذا فإن ثورة 15 مارس / آذار ، هي ثورة الكرامة التي سلبها نظام الأسد ، ثورة على الظلم والقهر والفساد والاستبداد ، تلك الموبقات التي خطفت الشعب السوري من وجه التاريخ .
لقد أساء نظام الأسد إلى تاريخ الشعب السوري حيث استخف بعقله ، سفح دمائه ، اعتقل أحراره ، اغتصب حرائره ، ألغى تاريخه ، وباعد بين حاضر شبابه وماضي أجداده ومستقبل أجياله .
كل قطرة دم سالت على ثرى الوطن ، وكل صرخة ألم تأوهت بها أجساد المعتقلين ، ستمهد الطريق نحو الخلاص من طاغوت الفساد والاستبداد ، وستعيد روح العزة والكرامة والحرية إلى ملايين السوريين .
إنها ثورة الكرامة التي أنطلقت بشائرها في زمن الصحوة الثورية والهبة الجماهيرية ، هذه الثورة العظيمة التي انتظرها السوريون بفارع الصبر ، ستعيدهم كما كانوا بالأمس ، أعزاء لا أذلاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مهلا في الاشادة بالكرامة
سعيد علي ( 2011 / 4 / 10 - 17:27 )
الاستاذ الكريم لاتوجد شعوب كثيرة تعيش بلا كرامة او لاتهمها كرامتها قدر ما تهمها لقمة الخبز. لا نعرف شعبا من تلك الشعوب بهذه الصفة وكما اشرت ولكننا نعرف شعبا صمت 42 عاما عن الاعتداء على كرامته وما زال فيه من يقدس ويهتف بالروح والدم لمنتهك هذه الكرامة ان وجدت حالة شبيهة نرجوك ذكرها لنا حتى تعتز بشعبنا الى درجة الشوفينية, مع التحية.

اخر الافلام

.. معركة رفح.. إسرائيل تتحدث عن خيارات بديلة لهزيمة حماس | #غرف


.. العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران.. عقبات -لوجستية- و-سياس




.. قصص ومعاناة يرويها أهالي منطقتي خزاعة وعبسان الكبيرة بسبب تو


.. شهداء غزة من الأطفال يفوقون نظراءهم الذين قضوا في حروب العال




.. نتنياهو: قمت بكل ما في وسعي لإضعاف قوة حماس العسكرية وقضينا