الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القبول في الجامعات والمعايير القديمة

حسين التميمي

2011 / 4 / 10
الصحافة والاعلام


اذكر قبل ربع قرن تقريبا ان عطلا حدث في احد المحطات الكهربائية في العراق وكان بين العاملين في هذه المحطة عدد كبير من المهندسين الأجانب من حملة الشهادات العليا لكنهم لم يتمكنوا من الوصول الى حل لهذه المعضلة، وجرى الحديث بعدها عن استقدام خبير لإصلاح هذا العطل الالكتروني، وفعلا وصل الخبير الاجنبي بعد بضعة أيام وبطيارة خاصة أقلّته، وكان محط اهتمام كبير من قبل الشركة الأجنبية المنفذة ومن قبل المهندسين العراقيين، وبعد ان تمكن هذا الخبير من انجاز المهمة خلال ساعات قليلة، سنحت لي الفرصة للتعرف عليه وكان هولندي الجنسية على ما اذكر وهو رجل دمث الخلق متواضع وبشوش، وقد دفعني الفضول لأسأله عن اسم الجامعة التي تخرج منها وعن شهاداته والدرجات العلمية الأخرى التي حصل عليها بعد البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.. لكن الغريب في الأمر انه فاجأني بالقول: لم احصل على اي منها. ثم ذكر لي تحصيله الدراسي.. وهو يوازي عندنا المرحلة المتوسطة التي تلي الابتدائية !!
وليس هذا فحسب بل كان الرجل يتقاضى راتبا يفوق بكثير راتب اي فني او مهندس او حتى رئيس مهندسين.
اليوم وبعد مرور كل هذه السنوات استذكر هذه الحادثة، ولكن بطريقة مغايرة الى حد ما، فهناك على سبيل المثال الكثير من الادباء والاعلاميين، ممن لديهم من الخبرات والمواهب في المجالين او في احدهما، واستطاعوا خلال سنوات طويلة ان ينحتوا اسمائهم فوق صخرة (............) وان تكون لهم المكانة المرموقة والتأثير الكبير فيمن حولهم او في المجتمع ككل، واغلبهم لديهم مؤلفات وانجازات ادبية او اعلامية تستحق ان تدرس في الجامعات، لكن حين يأتي بعض من هؤلاء، ليستكملوا فرصة الحصول على شهادة جامعية كانوا قد حرموا منها لأسباب سياسية او اجتماعية او حتى انسانية، يعاملون بمثلما يعامل اي جاهل، اونكرة اصابه الثراء مؤخرا ويريد ان يستكمل زينته و(بريستيجه) الاجتماعي ليعلق شهادة جامعية مؤطرة بإطار فاخر على الحائط، وهنا اود ان الفت عناية الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ونقابة الصحفيين العراقيين، للقيام بما عليهما من دور حقيقي في حث الوزارة والجهة المعنية لتقديم تسهيلات واستثناءات للادباء والاعلاميين الذين يرومون اكمال تعليمهم، وان لا يكون نوع التحصيل العلمي الذي لديهم عقبة امام قبولهم في كليات الاداب والاعلام، فمن المعيب ان نتمسك بالأطر القانونية القديمة عندما نتعامل مع هذه النخبة التي يعتمد التعليم الجامعي في مناهجه على الكثير من مدادها او مداد من سبقوهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار


.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: اجتياح رفح سيتم قريبا سواء تم التوصل لاتفاق أم لا


.. بلينكن يعلن موعد جاهزية -الرصيف العائم- في غزة




.. بن غفير: نتنياهو وعدني بأن إسرائيل ستدخل رفح وأن الحرب لن تن