الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذي لا يأتي

أمل جمعة
(Amal Juma)

2011 / 4 / 10
الادب والفن


أراها ،تخترقني تجرح العين والقلب واللسان وإصبع اليد الصغير،وأضحك من جديتّها وهي تجرحُني بطرفِ جناحها مثل طائر ملول ،أضحك مما ترقيه أمامي من فتات شهوات ولذائد محكمة التغليف بورق فضي لامع ،تمد لي بخيطها المرن وتقول: خذيني أتيتُك طوعاً فلا تتركيني عبثاً لنظرات الجيران الفضولية ومكرهم وكيدهم،ولا تنتظريه فارساً يأتي في نهاية الحكاية ،فحصانك فر من مربطه منذ ألف عام يا صبية.
وأصدقها...
كنا متوعكات نمسك بالخاصرة الملوثة بالألم،لا تعبئين القلب أيتها الحياة ولا تروين السؤال الملح :من أسرف محدقاً بالغيوم فأحدث الدهشة ، وأي طقس بشري خلق الدمعة ؟؟ ولا تروين السؤال الملح منذ الأبدية :متى تنتهي الدهشة وكيف تبدأ الأنثى سحرها ؟؟
الفرسان صنيعتنا المخادعة نحن ربّات الكهوف الموغلة بثناياها ورطوبتها،مذْ دلتنا الغريزة علينا واكتشفنا أن النقصان سؤال ملح ويومي،كصخر مل قسوته،تعبنا من الرقاد ،ولججنّا في السؤال،توارثنا الانتظار الأبدي لذلك الشيء الذي لا يأتي..
يعود الصيادون بفرائس دامية كل مرة مفتوحة الأعين ودافئة. وتعتاد أيدينا تقطيع رحم الغزالة ،نشعر بالألم ،وخشفها الصغير لم يدرك أن الشمس تشرق كل صباح ولا تحمل ذاكرته البيضاء ضغينة لأحد ،لا نتوقف كي لا تعاتبنا أرحامنا .
كنّا متوعكات ،نرفع من الحنين قسطاً كبيراً نخزنه بالجرار وفي الجزء الطري من أصابع اليّد،ندسه سهواً في المراثي الطويلة وأغاني البحارة البعيدين، نعلق التمائم كل مرة بين عيني من ينضج من الفتيان ،فالنذور أول دروس الصامتين والمتعبين ،نرسم في المساحة الضيقة بين حواجب الفتيان النافرة صورة الرب الذي اكتشفناه فيما بعد .
وكنا نرقص طوعاً بجانب النهر لينمو به الماء ،لم نكن نعلم أن جفافنا سيغير طعم البحار فيما بعد وتحل بها ملوحة تكلست من عرق الصيادين وعراكهم مع إناثهم جوار الماء ،فلم نكن بعد قد طورنا سلوكاً خجلاً نحو شهواتنا،بالتحديد كانت طقوس صلاة لشيء لا ندركه ،وكنا واضحين نفهم لغة الطير وإشارات الغيم .
الفرسان خطيئتنا، فيما يشبه اعتذارا مؤجلاً للغزالة، تمازحنا ،ومنحنا الصياد لقباً آخر لننجو من العتاب،وبقينا ننتظر ذلك الشيء الذي لا يأتي.....
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا