الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تنظر النظرية الرسمية إلى التخلف

محمد عادل زكى

2011 / 4 / 10
العولمة وتطورات العالم المعاصر


عادة ما يتم تقديم "التخلف" من قِِِبل النظرية الرسمية التى تدرس فى الجامعات، ومن ثم، من قِِِبل المنتظمات الدولية المعنية، والتى لا يستغنى رأس المال عن خدماتها إطلاقاًً، على أساس من ترادفه، أى التخلف، مع الفقر والجوع والمرض، فالبلد المتخلف هو البلد الفقير، والمريض والجائع شعبه، ويُُجند فى سبيل ترسيخ هذا المفهوم كماًً مهولاًً من الأرقام والبيانات والمعادلات، التى تدفع المرء أحياناًً للتساؤل عن ما الذى تبحث عنه كُُُُل تلك الأرقام على وجه الدقة !! وتثير فى نفس الوقت الدهشة لتجاهلها من قبل النظرية الرسمية!!
وبمفهوم المخالفة، تُُُرتب النظرية الرسمية (وصندوق النقد الدولى(3)تحديداًً) على إعتبار الجوع مرادفاًً للفقر والجوع والمرض . . . إلخ، نتيجة تعتبرها منطقية بالنسبة للمقدمات التى تبدأ منها، وهى أن التقدم هو: الغنى والشبع والصحة . . . إلخ. ومن ثم وجب البحث عن أسباب هذا الغنى والشبع والصحة!! وهذا هو بالتحديد ما يبحث عنه صندوق النقد الدولى من أجل رخاء الشعوب!!
فمن جهة أولى، فإنه وبعد جهد جهيد من قبل الصندوق والمزيد من الأبحاث والدراسات الدائرة فى فلك النظرية الجامعية الرسمية، فقد توصل كُُل من الصندوق والأساتذة الباحثين إلى الإكسير المسبب للغنى والشبع والصحة، هذا الإكسير ببساطة تم إستخلاصه بمنطق غاية فى السلاسة والوضوح؛ فطالما الدول الغنية غنية والمتقدمة متقدمة؛ فلننظر إلى ما تفعله تلك الدولة كى تفعله الدول البائسة الأخرى لكى تصبح مثلها!! والنتيجة الأكثر منطقية لدى الصندوق، والنظرية الرسمية هى: تطبيق نفس النظم الإقتصادية السائدة فى الدول المتقدمة، والتى من ركائزها: تحرير الإقتصاد ووحدات النقود، وكف يد الدولة، وبيع العام للخاص، وفتح الحدود وتسريح العمال، والإنخراط اللامحدود فى المعاهدات الدولية الملزمة بكُُل ذلك. هكذا يتم تقديم "التخلف"، وهكذا يتم تقديم "التنمية والتقدم" ، على الرغم من أن الأجزاء المتقدمة نفسها لا تقوم بإتخاذ مثل تلك التدابير، المفرطة والهزلية أحياناًً، التى يفرضها الصندوق على الأجزاء المتخلفة كى تلحق بالمتقدمة.
ومن جهة ثانية، لا تتعامل النظرية الرسمية مع التخلف، كظاهرة إجتماعية، ليست وليدة اللحظة أو تحدث مصادفة، إذ أن النظرية الرسمية لا تتمكن من فهم التخلف كظاهرة مركبة تشكلت تاريخياًً، وأسهمت فى صياغتها وتحديدها بالشكل التى عليه عوامل ومؤثرات شتى، وبدلاًً من الإنطلاق من القوانين الموضوعية التى حكمت نشؤ، وتطور التخلف عبر الزمن، تذهب النظرية المهيمنة إلى إعتبار التخلف ظاهرة لحظية لعبت الصدفة دور البطولة فى إيجادها بداخل المجتمع.
الوجهتان لا يمكن التسليم بهما، إذ لا يمكن التسليم بوجوب إتباع نظام السوق من أجل دفع التنمية، كما لا يستساغ إبداًً إعتبار التخلف ظاهرة لحظية، وليكن، على سبيل المثال، المجتمع المصرى وتخلفه الإقتصادى، بإختصار، محل النظر؛ لنفى صحة المقدمات، التى تبدأ، ومن ثم النتائج، التى تنتهى إليها النظرية المهيمنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوراق الجوافة..كيف تحضر مشروبًا مثاليًا لمحاربة السعال والته


.. دراسة: مكملات الميلاتونين قد تمنع الإصابة بحالة الضمور البقع




.. في اليوم الـ275.. مقتل 20 فلسطينيا بغارات على غزة| #الظهيرة


.. ترقب داخل فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية للانتخابات التشريعية




.. اقتراح التهدئة.. تنازلات من حركة حماس وضغوط على بنيامين نتني