الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاريزما الثورية أم الإنترنت , اليوم ؟

رعد الحافظ

2011 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


عندما شاهدتُ فلم مقتل الشابة الإيرانية الثائرة / نِدا أغا سلطاني , وكيف زاغت قزحيتا عينيها من برجيهما , فيما كان الدمُ يتدفق من فمها وأنفها الجميلين ,
عقب إطلاقة (مقصودة ), أصابتها في مقتل من مكان قريب .
وكان إستاذها للموسيقى يصرخ بقربها : تماسكي يا نِدا , لا تستسلمي للموت .. لاترحلي , نحنُ قربكِ , ستنجين , تماسكي , تماسكي !
أيقنتُ لحظتها كما الغالبية ( حسب ظنّي ) , أنّ نِدا الجميلة , وأخوتها في الإنسانية , خالد سعيد /الإسكندراني المصري , ومحمد بو عزيزي / التونسي ,
وحسام عيّاش من درعا السورية , والطفلة طلّ الملوحي ( الله يحفظها ) .
وأمثالهم في كلّ مكان , هم شرارة الثورة وقدحتها الأولى .
http://www.elaph.com/Web/AsdaElaph/2009/6/454235.htm
وأحمدُ العقل أنّي كنتُ قد كتبتُ مقالاً ( الرابط أعلاه ) , عن مأساة نِدا سلطاني يومها , وشاركتُ في تظاهرة في مدينتي لإبداء الغضب الإنساني ضدّ تلك الجريمة الفاضحة .وهذا فلم يُصوّر مقتلها
http://www.youtube.com/watch?v=bu5Kzhu9m1o
{ أتمنى عند فتحكم للرابط أعلاه أن يكون الشريط مازال يعمل قبل وصول أيادي الباسيج إليه فهم يمسحون كل الأفلام التي تخّص نِدا } .

*****
الكاريزما الثوريّة
في الثورات الحاليّة , إختفت معالم شخصية القائد المُلهِم , وأهميّة الكاريزما الشخصيّة والرمز الذي يمثلهُ القائد الضرورة .
وبرزت بدلها القيادة الجماعية الشعبية الشبابية .
والغريب ( الجميل في الأمر ) أنّ كلٍ منهم لا ينسب لنفسهِ منصب القيادة أو( مفجّر ثورة الأوّل من زعزوع ) حسب النظام القديم للثوّار,
عندما كان يتّم تنصيب أعلاهم رتبةً عسكرية , رئيساً لمجلس قيادة الثورة , وبعد مدّة معينة ينقلب عليه الطامح الأكبر في القيادة ,
فيشنقه أو يُذيبه أو يكتفي بعزلهِ , ويجلس مكانه ويقول : لقد أصلحنا مسيرة الثورة وأعدناها الى خطّها الأصلي الشريف !
أتذكر بعض الأمثلة على ذلك
جمال عبد الناصر , مع محمد نجيب / في مصر .
عبد الكريم قاسم , مع نجيب الربيعي في العراق .
صدّام حسين والبكر , مع رفاقهم في 30 تموز 1968 .
ثم صدّام مع البكر نفسهِ عام 1979 .

*******
تأثير الإنترنت على الثورات
المؤدلجون يكابرون , ولايوّدون تصديق تلك الحقيقة من أرض الواقع , التي تقول أنّ الإنترنت يقوم بأعظم دور في هذهِ الثورات
عندما يُعوّض عن قلّة الوعي الذي لازم عموم شعوبنا فترات طويلة , يعوّضهُ اليوم بسرعة رهيبة .
و إخلاصاً منّي ( كي يفهموا ) , سأحاول إثبات تلكَ الحقيقة من جديد .
وسوف أعود الى موضوع (( نِدا أغا سلطاني )) ذاتهِ من أجل ذلك .
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2010/02/100216_mkr_polk_prize_tc2.shtml?print=1
إقرؤوا معي الخبر التالي :
لقد حصل الأشخاص المجهولون الذين صوّروا مقتل نِدا , ونشروا الفيديو على شبكة الإنترنت ,على جائزة ((جورج بولك)) للصحافة .
إنّها إحدى أهمّ الجوائز , في الصحافة الأمريكية !
وتُعَدّ هذه المرّة الأولى التي تُمنَح فيها الجائزة لعمل (منتجهُ مجهول ) .
باقي الخبر يقول :
قالَ أفراد لجنةِ تحكيم جائزة جورج بولك , أنّ قرارهم جاء تقديراً لبعضِ المارة (( الشُجعان)) ,
الذين أثبتوا أنّه يمكن إستخدام كاميرا الموبايل وتبادل ملفات الفيديو والمواقع الاجتماعية لنقل ونشر الأخبار .
وسؤالي الأوّل هو / هل يقتنع المؤدلجون الآن بجدوى الغرب ودورهِ في تشجيع إستخدام مخترعاتهِ لكشف إرهاب الطغاة وجرائمهم ضدّ شعوبهم ؟
أم سيقولون نعلم ذلك , إنّها نظرية المؤامرة التي بُحّت حناجرنا بها ؟
(ماهي) القضية عندهم , يا أمّا الغرب ضدّ الثورات التي ستطيح بمصالحهِ , أو إذا شجعها فهي مؤامرة منهُ على الشعوب ( وليس على الطغاة ) .
ولا أعرف كيف سيرتبون أفكارهم تلك مع الحالة الليبية الراهنة وتداعياتها وإرهاصاتها ؟
والسؤال المفتّرّض الآن :
هل يحقّ لنا أن ندعي أنّ الغرب ( حكومات وأفراد ومنظمات ) , تُشجع سِرّاً وعلناً , ثورات الشعوب ضدّ طغاتهم ؟
ليس بطريقة المؤامرة بل لمصلحة الجميع ؟
وقبل الإجابة , أتمنى أن يُشاهد الجميع ذلك الفلم المؤلم لمقتل (( نِدا )) , ليعرفوا تأثيره الصارخ وآثار تلك المشاهد التي إمتدت لتخلق غَضباُ دولياُ من العنف الذي استخدمته قوات الأمن والپاسيج الخامنئية الإيرانية , ناهيك عن الغضب الشعبي الإيراني العظيم .
والذي وإن نجحَ الطغاة في قهرهِ مرّة , لكنّهم لن ينجحوا كلّ مرّة , فالمنطق والتأريخ يميل الى جانب الشعوب في العصر الراهن .
******
إستراحة هيجيلية
سأرفق( بتصرف ) رأي الصديق الكاتب الليبرالي , سرحان الركابي , الذي وردَ ضمن نقاشاتنا الجانبية على بريدنا الخاص , حيث يقول :
حسب هيجل / فإنّ الصراع التأريخي الطبقي قد إنتهى في الدولة الليبرالية الديمقراطية الحديثة ,
لأنّها حققّت فكرة الإعتراف الشامل المتبادل بين مواطنيها , بصرف النظر عن إنتمائهم الطبقي أو الديني أو العرقي .
يُضيف الركابي :
لذلك ( يرى العقلانيون ) , بأنّهُ لا حاجةَ لنا اليوم الى نظريات ماركسية أو دعاوي دينية , للمساواة والعدالة ( المثالية ) بطريقة اليوتيبيا
لإيجاد عالم مثالي في مكان مثالي , لايوجد فعلياً على الأرض , إلاّ اللهم في جمهورية أفلاطون , أو مدينة ( الفارابي ) الفاضلة .
******
قراءة ثانية
من كتاب الحزب الهاشمي / سيّد القمني , في ص 5 يقول مايلي نقلاً عن العقّاد , واصفاً دور اليهود في ظهور الأنبياء
{ لقد كان لليهود الشأن الأكبر , في تشجيع عرب الجزيرة على ذلك الحُلم الذي داعبَ سُراة العرب وأشرافهم , حتى بدا لكلٍ منهم طيفَ زعامتهِ للدولة الموحدة , مُشرقاً في الخيال } .
ويضيف هو ( سيّد قمني ) في ص 6 الآتي :
فظهرَ لهم أن لا حلّ إذن سوى أن يكون مُنشيء الدولة .. نبياً مثل داود
( نبي اليهود ومَليكهم الذي تغنّوا بمزاميرهِ كثيراً ) .
ويضرب مثلاً بظهور / أميّة بن عبدالله الثقفي , الذي راودتهُ نفسهُ بالنبوة وتسائل علناً
ألا نبيٌ منّا فيُخبرنا ... ما بعدّ غايتنا في رأسِ مُحيّانا ؟
ويضيف القمني ما يلي :
والعجيبُ في الأمرِ , أنّهُ لم تمضي سوى سنين قليلة , حتى قامت في جزيرة العرب دولة واحدة قويّة ومقتدرة ,
تطوي تحت جناحيها في زمن قياسي ممالك الروم والعجم , بعد أن أعلنَ حفيد عبد المطلب بن هاشم , محمد ( ص ) , أنّهُ هو النبيّ المنتظر .

تحياتي لكم
رعد الحافظ
10 إبريل 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقتطفات حلوة
شامل عبد العزيز ( 2011 / 4 / 10 - 19:35 )
تحياتي , حسب تقديري سوف تجد من يعارضك وهذا لا بأس فيه فالحياة لا تقبل النوع الواحد وتزهو بالتنوع , االبطل - الأوحد - المخلّص , المنقذ , المهدي , أيّ تعبير آخر لم يعد له وجود سوى في أذهان من يعيشون بأجسادهم في الوقت الحاضر بينما أفكارهم تذهب بعيداً في الماضي , هكذا هي الحياة يا صديقي كل شيء موجود , لا تبقى على حالة , عندما كان هناك من يجلس على كرسي الحكم في اوربا الشرقية لأكثر من 30 - 40- عاماً رأيت ما حصل لهم ولمنظومتهم ففي عام 1989 تبخر كل شيء , الآن الدور على أصحابنا - 42 سنة - 33 سنة - 30 سنة وكأن الله لم يخلق سوى الحزب الحاكم ومعه طبعاً الزوجات والأولاد والبنات , الخلافة الإسلامية كانت على نفس المنوال ويبدو أن الطغاة الحاليين في الشرق وفي بلادنا كانوا قد أقتبسوا فكرة الجلوس لأكثر من 40 عاماً ولكن ألا ترى بأن جميع البلدان التي حكمها ويحكمها واحد هي في ذيل الترتيب مقارنة مع حكم ( العملاء) أصحابنا , اوربا الشرقية مقارنة مع اوربا الغربية وبلداننا مقارنة مغ الكل ,
( راح نشبع شتائم ) بس ميخالف مشيها أبو سيف ,
خالص الاحترام


2 - العزيز / شامل
رعد الحافظ ( 2011 / 4 / 10 - 20:16 )
أخي العزيز لا تحفل كثيراً لآراء البؤساء والمؤدلجين والظلاميين
المهم أن تفكّر بحرية تامة وتقول رأيكَ بحرية ضمن حدود الآداب العامة وبعدها لن يبقى للمخرصين حُجة على العقلانيين , فهذا الذي نكتبه يكاد يكون أضعف الأيمان
فلماذا يعتقدون بأنّهم قادرين على إخراس الكلّ ليعلو صوتهم النشاز في تخوين الجميع ؟
وهم عندما ينتهوا منّا سيتفرغوا لتخوين بعضهم هههههههه
لذلك رحمةً بهم من ذلك السيناريو ولإبقاء حلف السلفيين الماركسيين والإسلاميين ضدّ الليبرالية والحرية التي جاء بها الغرب الكافر , خلينا نكتب الحقيقة ليتفرغوا لشتمنا بدل شتم أنفسهم في حالة الفراغ , فهم لن يكفوا عن الشتيمة في كلّ الأحوال
أعتقد بهذا يكونوا هم مدينين لنا بالشكر والتقدير , فماذا ترى ؟ تقبّل تحياتي


3 - ثورة النت وثواره .. ليبرالية علمانية
عدلي جندي ( 2011 / 4 / 10 - 21:38 )
إحتدم النقاش لتفسير سورة مع مؤمن وإثبات صحة حديث لأنه يفسرها بعكس التفاسير المعتمدة ويتهم الحديث بأنه حديث ضعيف فقلت له أنتظر سابحث في جوجل عن الحديث وموقعه من الصحة أو الضعف وعن السورة و تفسيراتها وعندها إنتفض محدثي قائلا ما هو هذا الجوجل إلا صهيوني كافر يريد تدمير الإسلام وكل ما يكتبه كذب في كذب وعلي الرغم من عمله في تصليح أجهزة الكمبيوتر إلا أنه مؤمن


4 - العزيز / عدلي جندي
رعد الحافظ ( 2011 / 4 / 10 - 23:06 )
أخي العزيز , هؤلاء المؤمنون , ميكافيليّون حدّ النخاع , ينتقون حتى من المصحف والحديث ما يلائم أفكارهم ساعتها , وربّما ينسون فيعودوا لينكروا تطابق تلك الآية أو الحديث في موقف مماثل , عندما لايخدم وجهة نظرهم , لقد عايشتهم طويلاً وعرفتُ معدنهم
لكن في ظنّي هؤلاء أصبحوا أقل خطراً اليوم بوجود النت الذي ينكرونه عندما يفضحهم ويلتصقون بهِ في مواقف أخرى
الأخطر من هؤلاء اليوم هم أنصاف المثقفين والمؤدلجين الذين يرقصون على كلَ الحبال
بحيث لم نعد نفهم ماذا يريدون , هل حكم الطغاة ؟ أم الإسلاميين ؟ لأنّ عدوهم الأوحد هو الغرب الليبرالي الحرّ وديمقراطيته التي ترعبهم على الدوام
تقبّل تحياتي الدائمة


5 - تساءلات
سرسبيندار السندي ( 2011 / 4 / 11 - 00:01 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي أبا سيف الورد ... وتساءلي هل سيمتد لهيب الثورات ليسقط المنافقين والدجالين من ذوي الرايات المريضة ودعاة ألإسلام هو الحل كما أسقطو الحكام والطغاة وولاة العهد ... سلام !؟


6 - انها ضد المصالح
مازن البلداوي ( 2011 / 4 / 11 - 06:40 )
عزيزي رعد الحافظ
الأمر ليس سهلا اخي كما تعلم جيدا، النظام الليبرالي سيطيح بمناصب ورؤوس تعتاش على التجمعات التي لازالت تصدق مايقال لها،او بالأصح ماتريد ان يقال لها،لأن هذه المجاميع والتجمعات لاتريد البحث عن الأفضل، حتى انها لاتعتقد بوجود افضل مما تعرفه كما كان العالم يعرف ان الأرض مسطحة، هذه الأنظمة مبنية على هذه المعتقدات والا فأن وجودها من قبيل السخرية،لذا فان الشعب او المجاميع البشرية يجب ان تغير من طريقة تفكيرها وتمزق الكفن الذي يحيط بعقولها كي تعرف ان هنالك ماهو افضل وأصح واكثر كرامة مما هم عليه، بعد هذا نستطيع ان نتجاوز الصراع الطبقي ومن ثم غلق المنافذ التي يتسرب من خلالها مثل هؤلاء الذين يعيشون على مآسي الأخرين
تحياتي


7 - ردّ // للأحبّة
رعد الحافظ ( 2011 / 4 / 11 - 09:19 )
الصديق العزيز / س. السندي
أنا آمل عزيزي كما تأمل وجميع العقلانيين , أن توفّر هذه الثورات الحرية الكافية ليقول الجميع كلمتهم ورغبتهم
ولكن السيناريو المتفائل الذي أرسمهُ في خيالي يقودني الى مايلي
الظلاميّون بالطبع سيكسبوا الإنتخابات في كثير من بلداننا البائسة والسبب واضح هو جهل العامة
لكن .. الجهل والتجهيل لن يستمرا طويلاً بوجود المخترعات الغربية
لاحظ أنّنا نتحدث عن حياة الشعوب وليس الأفراد , فلو مرّ نصف قرن آخر من التداعيات والإرهاصات بسبب تأثير المشايخ وتخلفهم , فلن يكون كثيراً في عمر الزمان , خصوصاً شعوبنا التي نامت في العسل 14 قرن ويزيد , لكن الآن هناك سلاح جديد أثبت فعاليتهِ .. الإنترنت , فاضح الأشياخ والمتخلفين والمؤدلجين
والله سوى فضيحتهم بجلاجل وطبل ومزمار , تقبّل محبتي
****
الصديق العزيز / مازن البلداوي
بالطبع عزيزي الأمر ليس سهلاً أبداً , من يقول العكس فهو حالم , محض حالم
لاتنسى أيضاً أنَ قضيّة الديمقراطية عندنا ( غريبة ) على مجتمعاتنا التي تعوّدت الخضوع والكذب والنفاق للقوي والحاكم والجلاّد , ويقودنا في ذلك الطريق وعّاظ السلاطين , لكن الفلم إنتهى أو يكاد ,بظهور النت

اخر الافلام

.. نتنياهو: فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة غير مطروحة ق


.. استقبال حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة




.. أسرى غزة يقتلون في سجون الاحتلال وانتهاكات غير مسبوقة بحقهم


.. سرايا القدس تبث مشاهد لإعداد وتجهيز قذائف صاروخية




.. الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يترشح لانتخابات الرئ