الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-جالري- الغربال.. ريشة, كلمة وموال

زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)

2004 / 10 / 23
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


"جالري" الغربال.. ريشة, كلمة وموال
اطلبوا تجدوا.. اقرعوا يفتح لكم.!! يأتون الى بيوتنا.. يفترشون معداتهم بين الارائك وطاولة الطعام.. وزاوية المكتبة المكتظة بعبق الكلمات.. يمرون وسط الزحام.. يجتهدون بان يبقى كل شيء على ما يرام.. هدوء وعلاقة احترام!! يحملون ايام عطاء انساننا العربي الفلسطيني, من على جدران بيته وراحتي يديه.. وينقلونه بصدق وامانة مهنية الى كل بيوت الناس.
ربما هي حالة من حالات التحدي, للايام والسنوات الطويلة التي لحقت بابناء هذا الشعب, وهي محملة بالغبن والطمس والعدمية, بشتى مجالات الحياة, ومنها ايضا ما لحق بنا من تميز واستثناء على صعيد الاعلام والتسويق الثقافي.. فقد عششت في اروقة المؤسسات الرسمية لهذا الوطن.!! كل الممارسات والاساليب التي ارادت لنا بان نبقى حطابين وسقاة ماء.. فهيهات يرضخ شعب اقسم يمين البقاء على راحتي رغيف خبز ناشف ايام العوز الشديد.. فمن تراب هذه الارض نبت الزيتون والصبار.. واشرقت شمس النهار.. فنحن على ميعاد مع فجر هذا الوطن, الذي ليس لنا من وطن سواه.. ولن نرضى باي وطن عنه بديلا.!!


بعض من الاخوة العاملين في برنامج "جالري"
من اليمين سهيل فوده, حنان بشاره, علي العباسي, غسان محاميد, وليد قمر

ربما يكون الامر حدثاً عاديا, بان يلتقي طاقم من العاملين في حقل الاعلام, باناس رهنوا ايام عمرهم لخدمة الاحلام الكبيرة, التي تعطي لاي شعب مصداقية وجوده الحضاري.. وربما تكون ظرف زمان ومكان, تظافرت له بعض الجهود وتقاطعت بعض المصالح لميلاده الطيب في وضح النهار.. الا انه رغم تلك وهذه, فانه يبقى عمل ذات بعد توثيقي يضع النقاط على الحروف, امام امتداد عهد طويل من الطمس والاستثناء والعدمية.. ولتكن الظروف ما تكون.. فان اطلالة وجودنا الحضاري من خلال شاشة التلفزة, التي احتلت كل ساعات النهار في بيوتنا, وهي مصابة بالتخمة المترهلة, من جراء ما يبث امامنا من سخافة وتسخيف للثقافة والاداب والفنون.. التي ما هي الا تعبير حقيقي عن تسخيفها لعقولنا, ومقدراتنا واحلامنا الانسانية والوجدانية, في هذا الزمن الردئ.. فان هذه الاطلالة تتطلب منا ان نتعامل معها برؤية بعيدة المدى, وبمقدار ذات وزن من الاحترام والتقدير.
انا اترنم على بحر الكلمات هنا, دون ان اخبركم عن القصة بكاملها قبل هذه الانغام.. لست ادري لماذا وكيف.. هطلت كل هذه الامطار دفعة واحدة كانها غيمة من مواسم كانون الشتائي الجميل.. الا ان القصة وما فيها, هي ان برنامج "جالري" الذي ستبثه القناة الثانية, في ساعة منتصف النهار في يوم الاحد من كل اسبوع.. هو ثمرة جهد تظافرت فيه مقدرات وامكانيات عربية.. لنقل صورة عن حياة مبدعينا من بيوتهم واماكن عطائهم الى بيوت كل الناس.
فان كاميرا المخرج وليد قمر جالت ما زالت تجول.. في القرى والبلدات والمدن العربية, لتحمل في مخزونها صورة واقعية للكثير من الحالات العبقرية المعطائة لابناء هذا الشعب.. ولتقف على تسجل نغمة من عنين طاحونة الايام.. تعمق الذاكرة والانتماء, انساناً ووطناً وتاريخاً وعطاء.! يتناوب على عزف انغام ربايتها, كل من الفنان كمال سليمان والاذاعية حنان بشاره.. فتأتي الاصوات منسجمة ما بين الصدر والعجز لبيت القصيد.. الذي يتم من خلاله اللقاء بفنان او كاتب او شاعر او موسيقي, او اي من قامات العطاء الابداعي لابناء هذا الشعب.. ويقف الى جانبهم العديد من القوى القادرة على العطاء والعمل, فهناك غسان محاميد الذي يقوم باعداد هذا البرنامج وتحريره, ويواكب هذا العمل بكل ما اتويّ من تصميم وارادة وعزم لا يقبل الجدل.. وايضاً الذي يمد هذا العمل بالرعاية والدعم, الاستاذ علي العباسي صاحب مؤسسة الغربال الشفاعمرية.. التي وضعت في سلم اولوياتها دعم مسيرة الثقافة والفنون في الوسط العربي.. واظهار اهمية الطاقات الابداعية الكامنة, في افئدة ابناء البقية الراسخة رسوخ الصخر في هذا الوطن.
لا تسألوني لماذا انا متحمس الى هذا الحد.. فحسبي انني ادعوكم الى متابعة امر هو في تواصل وثيق بالعطاء الابداعي, المعبر عن بقائنا وثقافتنا المتأصلة من جيل الى جيل.. وحسبي ايضاً انني لست من المطبلين المزمرين, لحالة من حالات الترهل المستخف بنا شعباً وتاريخاً وحضارة.. في بوق العولمة المبعوثة والباعثة على المزيد من التبعية والاسترخاء.!! شاهدوا وانظروا في هذه اللقاءات من سيكون.. ستجدون اثاث بيوتكم وابناء حاراتكم.. واصدقاء الصباح والمساء, على شرفات ازقة بيوت مضيئة بالعلم والمعرفة وحب الحياة.!!
انتبهوا انكم في هذا الوقت الضئيل المقتطع من مساحات التلوث العبثي المتردد كل يوم.. تستطيعون ان تقطفوا شهداً طبيعياً اصيلا, يروي شغف التوازن الذوقي والوجداني لنا جميعاً.. فلا تترددوا!! وكل الابواب مفتوحة امامنا وامامكم, للجدل والمكاشفة فيما نلتقي به من خلالهم.. فهم ونحن, سنكون بلا شك ارأف بحالنا من الآخرين.. وخاصة من اولئك الذين يملكون زمام الامور في القناة الثانية, حتي في هذه المناسبة, لم يجدوا سوى منتصف النهار من ايام الاحاد, وقتا لبث هذا البرنامج.. حيث تقتصر مشاهدته على نسبة ضئيلة من ابناء شعبنا.. فهذا اليوم وهذه الساعة.. هما وقت عمل وشقاء.. ولا يبقى امام شاشة المرناة سوة القليل المشاهدين.. الا اننا ما دمنا نستطيع ان نقول ما نشاء وان نعرض ما نشاء فلا بأس اذا.. الشيء افضل من الا شيء في مثل هذا المقام..!!
اعدوا فنجان قهوتكم وانتظروا امام شاشتكم الصغيرةعلى القناة الثانية.. في الثانيةعشرة من ظهر كل يوم احد, لتلتقوا بابنائكم وجيرانكم واحبائكم.. فان صدقت العاصفة, فان موسم المطر سينبت الزهر في كل الطرقات.. وان كانت مجرد ريح عاتية, فلنا ولكم الحق في قول كلمة حق في وجه هذه الريح, لتكون درساً تتعلم منه الايام وتستفيد من تجربته خيرة اجيالنا الآتية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد