الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدم الفلسطيني يسفح على نغم التصعيد المحسوب:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 4 / 11
القضية الفلسطينية


الدم الفلسطيني يسفح على نغم التصعيد المحسوب:

خالد عبد القادر احمد
[email protected]


لا نستطيع القول ان مساحة تقاطع لائحة الاهداف السياسية بين حركة حماس والكيان الصهيوني تشمل كل شيء, لكنه خلال هذا التصعيد العسكري المحسوب الذي حدث بينهما الايام الماضية, نستطيع ان نقراء وجود واحدا مشتركا منها على الاقل, وهو هدف افشال محاولة التصالح بين فصيلي حركة حماس وحركة فتح, ولسنا بحاجة الى جهد كبير لرؤية تقارب الموقف الحمساوي مع الموقف الصهيوني بهذا الصدد,
فقد شكلت الانتفاضة الشعبية الفلسطينية المطالبة بانهاء الانقسام مفجرا لم يكن متوقع التوقيت لحالة جمود جهود المصالحة الفلسطينية والذي كان يتاتى منه فعلا فائدة كبرى لحركة حماس, لذلك نجدها انزلقت فورا الى ممارسة العنف والقمع في مواجهة هذا التحرك الشعبي, بل وقد ادرك ايضا الكيان الصهيوني ان عليه مساعدة حركة حماس في التخلص من مأزق الدعوة التي وجهها نفاقا وبدون مصداقية وفي محاولة تملص اسماعيل هنية للرئيس عباس لزيارة قاع غزة, واستجاب لها هذا بالموافقة فورا,
فقد وجه الكيان الصهيوني على لسان رئيس وزراءه نتنياهو تحذيرا حاسما مباشرا للرئيس الفلسطيني مفاده ان يختار بين السلام مع الكيان الصهيوني اوالسلام مع حركة حماس, لكنه وعلى طريقة الكلام لك واسمعي يا جارة, فان الوجه الاخر لهذا التصريح انما كان تحذيرا لحركة حماس ان عليها ان تختار بين السلام مع الكيان الصهيوني او السلام مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية,
ان توجيه نتنياهو التحذير مباشرة للرئيس الفلسطيني, وبمعيته طبعا حركة فتح والسلطة, مع علم نتنياهو ان حركة حماس ستقرأ الرسالة الخفية الموجهة لها بين السطور, كان مقصودا ومراعيا للموقف السياسي الصهيوني المباشر من الطرفين الفلسطينيين,
فالكيان الصهيوني يعلم ان طرف فتح والسلة هو الاكثر ضررا على الكيان الصهيوني باعتباره طرف التفاوض المقبول من الشرعية الدولية والاطر السياسية الدولية. وان اغلاق حالة الانشقاق سيدعم قبوله دوليا ويرفع عنه حالة الشك بتمثيله للمجتمع الفلسيني, كما انه المستفيد الاكبر من المصالحة خاصة بالنسبة لحراكه العالمي الذي يستهدف تحصيل اعتراف دولي عالمي بالدولة الفلسينية, كما ان المصالحة ستعزز من مكانته وشرعيته داخل المجتمع الفلسطيني, فهو الطرف الذي يجب اضعافه انسجاما مع روح وحقيقة السلوك الصهيوني الرافض للسلام والمعيق لعملية التفاوض,
ومن جانب اخر فان ذلك يتماشى مع الموقف الاعلامي السياسي الصهيوني الذي يقيم حركة حماس باعتبارها حركة ارهابية ويرفض تبعا لذلك الاعتراف بها والتعامل معها, لكنه حريص على بقائها كقوة انشقاقية لها وظيفة اضعاف وحدة التوجه الفلسطيني, والتشكيك بالشرعية الفلسطسنية في المحافل الدولية الامر الي يخفف حدة الضغوط عليه, كما ان حالة الانشقاق تؤمن له مظلة توسيع مساحات ومجالات عدوانه على الشعب الفلسطيني, لذلك فهو حريص جدا على بقاء حالة الانشقاق هذه,
اما حركة حماس فان زيارة عباس لغزة والمنهاجية العملية التي حددها عباس لها والتي تقود لعملية اغلاق فوري لحالة الانشقاق ويضع الخلاف الفصائلي بينهم مباشرة على مسار الاحتكام للخيار الديموقراطي وعملية الانتخابات, الامر الذي سيكشف حقيقة حجمها ووزنها الجماهيري بعد ان كفت بصورة كبيرة عن ان تكون فصيل مقاومة وتحولت الى حزب حاكم, وهو امر قد يعرضها لاختبار مطلب التداول الديموقراي للسلطة الذي هوالان اقليميا احد اشكال وصور الصراع بين الطبقات الشعبية والانظمة, خاصة ان اوهام حركة حماس في التخلص من الحصار ونيل حرية الحراك السياسي توسعت بعد سقوط نظام مبارك في مصر والي كان ولا شك يحد من هذه الحرية, فحركة حماس بات لديها ولا شك رهان اعلى على دور حركة الاخوان المسلمين في الحياة والقرار السياسي المصري ترجوا ان تستفيد منه باتجاه تعزيز شرعيتها على الصعيد الاقليمي والعالمي, وخوفها من نتائج حالة عدم استقرار النظام السوري الذي يحتضنها وما يمكن ان يؤول من سوء مصير هذا النظام,
لقد كان التصعيد العسكري هو المخرج الوحيد لكلا الطرفين حماس والكيان الصهيوني, في مواجهة احتمال توسع حراك الانتفاض الشعبي الفلسطيني وشعار انهاء الانقسام, لذلك وفي تناغم باتجاه التصعيد العسكري المتبادل ومع بقاء اليد العليا فيه لصالح الكيان الصهيوني ولخاسر الاكبر فيه شعبنا, باشر كلا الطرفين تصعيدا متواترا للعمل العسكري كان الدم الفلسطيني فيه عدو الكيان الصهيوني وكان النقب الفلسطيني فيه عدو صواريخ وقذائف الهاون التي تطلقها المقاومة,
اننا لا نبرر للكيان الصهيوني عدوانه لا في قطاع غزة ولا في الضفة الغربية ولا في منطقة 1948, لكن من واجبنا ان تكون قرائتنا موضوعية لمنطوق وتراكم الوقائع الذي وكما برهن على ان الانتهازية لا يجب ان تسود النهج السياسي في الصراع مع العدو الوطني لا اثناء اللجوء للعنف ولا اثناء التفاوض, فالمستفيد النهائي من النهج السياسي الانتهازي هو العدو القادر على فرض شروطه في كلا الحالين,
لقد كان فعلا تصعيدا محجما عسكريا ومحسوبا سياسيا, وبرهن ان الكيان الصهيوني استطاع موضوعيا ان يجعل من كلا الطرفين الفلسطينيين وكيلا امنيا له كل في نطاقه, بل ويدعونا للقول ان مستوى من الخنوع والرضى والقبول بذلك متوفر في موقف ونهج كلا الرفين الفلسينيين. وهي الحقيقة التي تنتهي بنا الى القول وبثقة ان مصالحة بين ( هذه ) الفصائل ستجعل منها وكيلا امنيا واحدا للكيان الصهيوني, الامر الي قد يقلل المعاناة الشعبية الفلسطينية المعاشية قليلا فحسب, ولذلك ندعوا شعبنا خاصة الشباب منهم الى مباشرة الانتفاضة الشعبية بشمولية نضالية تجعل من اسقاط هذه الانتهازية السياسية الفصائلية جزءا من مواجهة الاحتلال وعملية التحرر منه
ان السلبيات التي يمكن ان نقرأها من تراكم الوقائع السياسية الانتهازية الفصائلية هو اكثر بكثير مما عرضناه هنا, ولذلك لا نستغرب ان يكون الاحساس الشعبي ان دم الشهداء يسفح هدرا في ظل هذه الفصائل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يتهرب من الإجابة عن سؤال حول إرسال قوات أمريكية للقتال


.. مهند مصطفى: إسرائيل بدأت تدرك صعوبة وتعقيد جبهة الشمال




.. غارة إسرائيلية على شقة سكنية في طرابلس شمال لبنان


.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا




.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق