الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان الاجتماع الموسع ال 24 للجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي حول الأوضاع الثورية الراهنة

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2011 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


دقت جماهير العراق ناقوس الثورة يوم 25 من شباط المنصرم. نزلت بصورة ثورية رائعة، وكسرت حاجز الخوف بصورة نهائية، مستلهمة إرادتها وقوتها من الثورات العظيمة في المنطقة، التي حققت الانتصارات واحدة تلو الأخرى في مصر و تونس و ما تليها.

اقتحمت الجماهير المحتجة الميدان، نزلت بغضبها الثوري تطالب بالتغيير الجذري وإرغام الفاسدين بالنزول عن كراسي حكمهم وسلطتهم، وبتنحيتهم عبر قرارها الثوري الذي انطلق بالرغم من كل المحاولات القمعية و الاستبدادية و أكاذيب الحكومة وادعاءاتها الفارغة لإجهاض الانتفاضة. نزلت الجماهير ولا تزال في مشهد نضالي عظيم ضد 8 سنوات من الحكم الفاسد للقوميين و الإسلاميين. نزلت ضد سياسات هذه السلطة المعادية لها ولتطلعاتها من اجل الحرية والمساواة، وضد ما تمارسه من سلب ونهب وافقار المجتمع وسلب حقوقه، وانعدام الخدمات والحريات من جانب، وتراكم الثروات لدى قلة قليلة من المسؤولين وحواشيهم من جانب آخر. لقد اصطفت الجماهير الداعية للحرية والمساواة في الساحات الرئيسية لأغلب مدن العراق في هبة نضالية بطولية قل نظيرها من اجل إنهاء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المأساوية. إنها هبة من اجل إعادة الكرامة الإنسانية للأغلبية الساحقة المتعطشة لعالم يليق بأوضاع حياة القرن الـ 21.

لقد اصطفت جبهتان: جبهة الأغلبية الساحقة، جبهة العمال والكادحين والمحرومين ودعاة الحرية والمساواة من الشباب والنساء ومجمل الداعين لعالم أفضل، أغلبية متطلعة لعالم تحترم فيه الكرامة الإنسانية، جبهة تتطلع أن يأتي التغير الجذري على أيديها ومن حركتها فقط. فيما تصطف أقلية برجوازية طفيلية متسلطة، غارقة في النهب والسلب والفساد والقمع والتنصل عن أي مسؤولية تجاه رفاه وحرية المجتمع، أقلية مليشياتية عديمة الرحمة والإنسانية والضمير ومعادية للجماهير إلى ابعد الحدود كجبهة ثانية.

وجاء رد حكومة وسلطة المالكي التي دب الرعب والذعر في أوصالها بإطلاق الوعود بالإصلاحات الاقتصادية والسياسية والتراجعات المتعاقبة والكثيرة للسلطة القائمة من جهة، والعنف البوليسي الشرس لنظام مرتعب ومرتبك إلى ابعد الحدود بوجه المتظاهرين. لقد واجهت هذه السلطة الجماهير بأبشع الأشكال وبينت تفاهة ادعاءاتها وادعاءات قوى الاحتلال التي جلبتها للسلطة تحت غطاء "الحرية" و"حقوق الإنسان" وغيرها. لقد تبين للجميع وفي مقدمتهم عمال وكادحي وتحرري العراق اليوم وأكثر من أي وقت مضى المضامين القمعية والاستبدادية لهذه السلطة التي لا تمت بأي صلة للجماهير ،و كذب ادعاءاتها وفراغها من أي محتوى واقعي وحقيقي، وبهذا أزيحت غشاوة كبيرة عن الكثيرين.

لقد عمقت الأوضاع الثورية هذه من الأزمة السياسية الخانقة التي تغرق بها هذه السلطة المتأزمة والهشة أساسا. مع اندلاع أول شرارة للهبة العارمة لجماهير العراق، أمسكت إطراف هذه السلطة بخناق بعضها البعض واخذ يطعن بعضها البعض، وعمقت من صراعاتها وتناقضاتها ومأزقها العميق والشامل.

لا يمكن الحديث عن أي تحسن جذري في حياة جماهير العراق وهذه السلطة وقواها المليشاتية جاثمة على صدور الجماهير. لا يأتي ذلك على أيديها، ولا على أيدي انتخاباتها وبرلمانها وغيرها. وعليه ينبغي عدم الإصغاء إلى وعودها بالانتظار والصبر وغيره، بل تصعيد النضال ضدها بصورة منظمة وتحويل مسار الاوضاع الثورية صوب الإنتفاضة و الثورة العارمة لتحقيق أهداف الانتفاضة الجماهيرية والعمالية وذلك بإنهاء عمر هذه السلطة ونظامها الفاسد والقمعي عبر تنحيها من السلطة السياسية وإقامة بديل الثورة الذي يتمحور حول اقامة حكومة مجالسية تعبر عن الإرادة المباشرة للجماهير، حكومة علمانية وغير قومية تعرف البشر في العراق على اساس الهوية الانسانية.

على الجماهير في هبتها أن تعد العدة لانتزاع أمر إدارة المجتمع من أيدي هذه السلطة، ينبغي توحيد الصفوف وتنظيمها وإدارة المجتمع فورا ودون إبطاء، ينبغي عدم الانجرار وراء وعود السلطة البرجوازية القومية-الطائفية وعقد الآمال عليها. إن هذا سم ومقتل هبتكم وحركتكم الجماهيرية. ينبغي توحيد وتنظيم هذه الحركات والصفوف حول آفاقها عبر تشكيل المجالس في الأحياء السكنية والمعامل من خلال ابتكارات عمالية وجماهيرية مختلفة ومتنوعة. توسيع وتنويع أشكال نضال هذه الحركة لتشمل أوسع ما يمكن من ميادين المجتمع في المعامل والجامعات والأحياء والمحلات وغيرها وعدم اقتصارها على أسلوب أو ميدان نضالي وحيد، والارتقاء بسياسية هذه الحركة وآفاقها النضالية السياسية.

ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي يهدف إلى تحقيق أهداف الانتفاضة الجماهيرية العارمة وذلك بإنهاء عمر هذه السلطة ونظامها الفاسد والقمعي عبر تنحيها من السلطة السياسية وإقامة سلطة مباشرة للجماهير، الحكومة المجالسية. حيث ترتكز لبناتها الأولى في المحلات و المعامل والمؤسسات الحكومية، من خلال تنظيم مجالس المحلات و المعامل والجامعات والمعاهد، أي إرساء حكومة مجالسية، تضع في مقدمة أولوياتها وبرنامجها إنهاء الجوع والفقر والفساد وتوفير ضمان البطالة لكل العاطلين عن العمل ، إقامة المساواة التامة بين المرأة والرجل وفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم، الإقرار بالحريات والحقوق المدنية والسياسية غير المقيدة والمشروطة هو أمر فوري ولا يقبل التأجيل. ونرى بان الخلاص النهائي هو بناء نظام إشتراكي وتحقيق الحرية والمساواة . نحن نناضل من أجل تحقيق هذا الهدف، عبر تطوير الاقتدار النضالي للطبقة العاملة و الجماهير الكادحة والتحررية.


وفي السياق ذاته، ينبغي تصعيد نضالنا الراهن حول المطالب الفورية أدناه:

1- إطلاق الحريات الفردية والمدنية.
2- إقرار فوري بحرية الإضراب و التنظيم وتشكيل المنظمات الجماهيرية والعمالية.
3- أطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الذين تم اعتقالهم في التظاهرات الجماهيرية منذ بداية شباط المنصرم ولحد الآن.
4- إلغاء ميليشيات قيادة قوات بغداد وفرقة 11 الاستخباراتية فورا.
5- إلغاء حكم الإعدام و منع التعذيب والإيقاف الفوري لسائر الأعمال والممارسات القمعية من قتل واغتيال ومطاردة وتقديم كل من له علاقة في هذه الممارسات إلى محاكمة علنية وجماهيرية عادلة.
6- توفير تيار كهرباء مستمر لمدة 24 ساعة بدون انقطاع.
7- زيادة مفردات البطاقة التموينية كما ونوعا بحيث تشمل كافة المواد الضرورية.
8- ضمان البطالة لكل العاطلين عن العمل.
9- زيادة الحد الأدنى من الأجور على أن لا تقل الزيادة عن 500 الف دينار عراقي.
10ـ ضمان تقاعد مناسب يليق بحياة مرفهة و آمنه.
11-قطع دابر الفساد والمفسدين وتشكيل هيئات خاصة بإشراف ممثلين منتخبين من قبل الجماهير لذلك، ومصادرة أموال الفاسدين وتقديمهم للمحاكم. ويشمل ذلك الفساد المستند إلى قرارات السلطة من حيث الرواتب، الامتيازات، المخصصات وغير ذلك.
12-ينبغي أن لا تتعدى رواتب مسؤولي الدولة ومخصصاتهم حياة مرفهة عادية.
13-إلالغاء الفوري لقانون التمويل الذاتي.


أواخر آذار 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف طريف بين عمار وحماته ????


.. بريطانيا تحقق في مراهنة مسؤولين في حزب المحافظين على موعد ال




.. هل بإمكان الديمقراطيين استبدال بايدن في الانتخابات الرئاسية؟


.. في هايتي -المنسية-.. نصف السكان يعانون من جوع حاد




.. فيديو صادم يظهر 180 ألف نحلة تعيش في سقف غرفة نوم رجل