الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة لأعضاء المؤتمر الوطني لحماية الثورة

محمد عمامي

2011 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


تمرّ ثورتنا بمنعرج خطير وحاسم في مسارها الفتي. وسيكون مدى فعلنا الثوري محددا في تقدّمنا نحو تحقيق أهدافها أو الرضوخ إلى مخططات الالتفاف المعقّدة والمتتالية والتي تتضافر على نسجها تشابك قوى دولية وإقليمية ومحلية.
تابعت، باهتمام كبير، أشغال المؤتمر الوطني لحماية الثورة الذي نجح عموما في الخروج بموقف مشرّف يخرج مهمة حماية ودعم الثورة من أيدي أعدائها الملتفين عليها ويضع مصيرها من جديد يبن أيدي أبنائها الذين فجروها.
وتفاعلا مع هذا المكسب أكتب لكم مبديا رأيي في بعض المسائل التي أراها جوهرية لمواصلة ثورتنا حتى تحقيق مهامها التي سال من أجلها دم الشهداء الأمجاد.
وإذ أدعو قوى الثورة إلى الصمود في وجه تلك المخططات، أرى أنه لا حماة للثورة غير القائمين بها وأنّ لا طريقة لحمايتها سوى طريق الاستمرارية والمداومة إلى غابة تحقيق أهدافها الثورية.
إنّ أشكال التنظيم الذاتي التي ابتدعها شعبنا وشبابه الثوري في الأحياء وفي القرى وفي المدن وعلى مستوى الجهات هي التي وقفت ولا تزال ضد محاولات النظام البائد إعادة السيطرة على البلاد عبر أزلامه المرتشين وقوات قمعه الجبانة.
إنّ حكومة المبزع/السبسي هي تجسيد لتلك القوى المعادية للثورة الساعية أكثر فأكثر إلى حرف مسارها والتضييق من أهدافها إن لم يكن بالوفاق المغشوش فبالهراوة.
لذلك أعتبر أنّ من أولوياتنا دعم الثورة ومواصلتها حتى تطيح بآخر وجه من وجوه النظام القديم/الجديد (إذ لا يمكن تأسيس نظام الحرية والعدالة الاجتماعية المنشود دون هدم وتفكيك مؤسسات وأجهزة النظام الاستبدادي المهزوم)، وأن أية هياكل تسيير انتقالية يجب أن تنبع من الشعب عبر الانتخاب المباشر لا عبر عمليات البيع والشراء في الغرف المغلقة.
ولكي نحاصر السلطة الرجعية المنصبة ونسحب منها مشروعية الأمن والنظام وتدبير الشؤون اليومية، يجب أن نخلق على الأرض سلطة ثورية موازية تسيّر شؤون الأحياء والقرى والمدن وقطاعات النشاط (كليات، مدارس، مؤسسات...) ومن هذه الهياكل المنتخبة ديمقراطيا، يسهل في ما بعد إفراز سلطة ثورية انتقالية تتكون من مفوضي اللجان المحلية والجهوية والقطاعية تحضر انتخابات عامة وديمقراطية، يؤطرها قانون انتخابي يقوم على النسبية والشكل الفدرالي لا المركزي للسلطة.
بعد تأكد الجميع من تورط حكومة السبسي - كما سابقاتها- في مواصلة نهج بن علي القمعي، أنتطر منكم الدعوة إلى مواصلة التعبئة في كل الجهات والقطاعات بالتظاهر والاعتصام والإضراب وغيرها من أشكال نضالية، وطرد كل مسؤول يقع تعيينه من قبل السلطة المنصبة من ذلك الولاة والمعتمدين والعمد ورؤساء البلديات ... وتعويضهم بمجالس شعبية منتخبة.
على المستوى الوطني لا زلنا نناضل من أجل المطالب التي رفعها شعبنا في وجه الدكتاتورية والنهابين والتي أرى أنها أعمق من مسار انتخابوي بسيط يحاول الإعلام الرسمي تقديمه بمثابة الحل السحري لكل الشرور.
1/ حل أجهزة الدولة البائدة بدءا بالبوليس بجميع فصائله التي لا تخرج مهمتها عن قمع الشعب وسد الأفواه (بوب، التدخل السريع، مقاومة الإرهاب، سلامة أمن الدولة، الشؤون العامة، الأمن الرئاسي، الأمن الجامعي، مقاومة الشغب، حرس المؤسسات...) وهي كلها فصائل بوليس سياسي تسهر على قمع النضالات الشعبية وتوفير الـأمن للدكتاتورية والرأسماليين.
2/ إلغاء مؤسسة الرئاسة
3/ حل المجالس الصورية (النواب ومستشارين والاقتصادي الاجتماعي) وجمعيات الوشاية.
4/ مصادرة أملاك النهابين واستعادة الأملاك العمومية المفرّط فيها ووضعها تحت تصرف لجان منتخبة من أجرائها بالتنسيق مع المجالس الجهوية والوطنية.
5/ إعلان الخيرات الباطنية العمومية (فسفاط، بترول، غاز طبيعي مياه جوفي) ملكا عموميا لا يجوز التفريط فيه أو خوصصته. بل يجب وضعه تحت تصرف اللجان القطاعية بالتنسيق مع المجالس الجهوية التي تخطط لاستغلال تلك الخيرات وتوزيعها توزيعا عادلا . وكذلك الشأن مع الغابات والأودية والدواوين والأراضي الدولية.
6/ مجانية الخدمات الاجتماعية الأساسية (صحة، تعليم، نقل عمومي، كهرباء وماء)
7/ إقرار سياسة تشغيلية عادلة باقتسام ساعات العمل بتنقيص ساعات العمل للمشتغلين دون خفض في الأجور، مما يوفر مواطن شغل جديدة، من جهة، وخلق المشاريع العمومية المشغلّة والمساهمة في تطوير الخدمات الاجتماعية المتطوّرة، من جهة أخرى.
8/ إقرار منحة بطالة لكل العاطلين عن العمل بدون استثناء مهما كان مستواهم التعليمي.
9/ إلغاء الديون الخارجية واستعادة الأموال المسروقة ومحاسبة النهابين.

وطبعا، بعد ما رأينا أحجام الأموال المنهوبة و المهرّبة والديون المفروضة علينا دون أن تنفق على حاجيات الشعب، لا يمكننا التصديق للحظة أنّ تلك المطالب تعجيزية وأنّه لا قبل لنا بتحقيقها لكوننا بلدا فقيرا ومتأزما. إن بلدا احتمل نصف قرن من النهب المنظم وبتلك الأحجام لا يمكن أن يكون فقيرا. فيكفي أن توضع الثروات بأيدي الشعب حتى نحقق أكثر المطالب "تعجيزية".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا