الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميلاد الفرد العربي

أشرف عبد القادر

2011 / 4 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


إن ما يحدث في الشرق الأوسط ، الآن، هو إرهاصات الحداثة،فالشرق الأوسط بعد ُثبات طويل هب وانتفض مطالباً بحقه في الحياة الكريمة كباقي سكان المعمورة،لا شك أن ثورة الاتصالات ساعدت كثيراً عملية الاتصالات من شبكة عنكبوتية إلى فايس بوك إلى تويتر، بعد أن أصبح العالم قرية كونية وبيت من زجاج،وبعد أن تعولمت المشاكل وتعولمت الحلول،وانتهي عصر إغلاق الدول،فما يحدث الآن في أي بلد من بلاد المعمورة يراه العالم أجمع صوتاً وصورة مباشرة دون زيف أو تزييف.
فكيف نوظف ما يحدث،الآن، لمصلحتنا؟
الفرد لم يولد في أوربا إلا مع فلسفة الأنوار،وأقصد بالفرد هنا: الشخص الذي يختار قيمه بنفسه، بحرية تامة دون عقد ذنب أو تأنيب ضمير،الفرد المتصالح مع نفسه،الذي يعيش معها بسلام وفي سلام؛الفرد المالك لرأسه وفرجه.هذا الفرد لم يولد، حتى الآن، في عالمنا العربي،وأعتقد أن ما يحدث الآن في الشرق الأوسط هي مقدمات لميلاد الفرد العربي القادر على اختيار قيمه بنفسه،حتى لا يكون فرداً في القطيع، فلقد خلقنا الله أحراراً وعباداً له فجعلونا عبيداً لهم، ولقد أراد الله أن يعلمنا أننا مختلفين عندما جعل بصمات أصابعنا ونسيج خلايانا تختلف من شخص إلى آخر، وكأنه يقول لنا: كل فرد منكم متميز ومختلف عن الآخر. ولكن حكامنا المستبدين وفقهائنا الظلاميين، يحثوننا دائماً على الإتباع لا على الابداع ،فألغوا تميزنا وتفردنا بدعوي عدم الفرقة في الرأي للوصول إلى الإجماع، والنتيجة أنهم جعلونا رعية كالغنم،وجعلوا الحاكم راعي لهذه الغنم يسوقها بالعصا.
نحن بحاجة لعقد اجتماعي جديد يناسب روح الحقبة،يسمح بالتمايز والتغاير بين البشر،فالاختلاف، وليس التشابه،هو سنة الحياة،فهل سيولد الفرد العربي المالك لرأسه وفرجه،الذي يفكر بنفسه لنفسه وللآخرين، بدلاً من أن يفكر له فقهاء الظلام ؟ المتأسلمون يعتقدون أنه "ليس في الإمكان أبدع مما كان"،حيث إنهم متسمرون في الماضي ويحكموننا بفكر الأموات من وراء قبورهم،لذلك فنحن بحاجة لميلاد الفرد: الكتاب، والمفكر،،والعالم، والفنان والشاعر، والنحات،والرسام ...إلخ. الذي يطلق العنان لتفكيره دونما خوف من سيف الرقيب أوالفقيه الذي يهدر دمه بحد لم ينزله الله ،حد الردة،فلا سقف للتفكير ليقف عنده، ولا رقيب على العقل إلا العقل نفسه.عقد اجتماعي جديد يخرج المرأة العربية من قصورها الأبدي، ليساويها بأختها الأوربية في الحقوق والواجبات، وليساويها بأخيها الرجل،عقد اجتماعي جديد يساوي بين المسلم بغير المسلم،والمؤمن بغير المؤمن،ولن يتسني لنا ذلك إلا بميلاد الفرد العربي،فهل سيولد في هذا المخاض العسير؟أم سيولد ميتاً على أيدي المتأسلمين؟!.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة