الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طفلة فلسطينية تحرج مسؤولاً في منظمة التحرير

ماهر علي دسوقي

2011 / 4 / 12
حقوق الانسان


هي براءة الأطفال وجرأة الصغار تتحدث فتلقي بظلالها على الأمكنة التي علاها التدليس والقمأ .. تحضر فتملأ الأرجاء بعطر لطالما غالبته رائحة الرطوبة والصدأ.. هي لحظات في حياتنا تأتي فتترك من الأثر ما لم تتركه عقودٍ خلت..

فما يخط هنا ليس من الخيال او من بنات افكار المحُال .. بقدر ما هي واقعة صدق لا نألفها لدى الكثير من ابناء جلدتنا هذه الايام .. او قل هي صراحة قول جهلنا دروبها منذ زمن بعيد.. واعتدنا وفقها على النفاق ومحاباة أهل الأمر والنهي .. والعيش كعبيد..

فقد سَعُد طلاب الصف السادس في احدى مدارس رام الله بالضيف القادم، لا لمعرفتهم المسبقة به او لشوقهم او شغفهم لسماع ما سيقول.. بل من باب كسر الروتين والخروج على المألوف الممل.. وما ان دخل قاعة الصف حتى بدى منتشياً بما لديه من معلومات عن "م.ت.ف"، فالدرس الخامس من الوحدة الثانية لمقرر التربية الوطنية يحمل عنوان "منظمة التحرير الفلسطينية"..

طفلة تبلغ من العمر احدى عشر سنة، وقفت.. بعد محاضرة بدت اكثر مللاً من "الحصص التقليدية"، وفي خلدها ما تعلمته قبل ايام في درس اللغة العربية .. "كن جريئاً بالحق ولا تبالي" .. فاستجمعت ما لديها من صوت لتلقي على الضيف المسؤول "الموظف" سؤالها غير الخيالي ....

فقرأت من الدرس السطر التالي .. انتخب احمد الشقيري في المؤتمر التأسيسي الاول لمنظمة التحرير الفلسطينيه .. على ظريق تحرير فلسطين.. رئيسا للجنة التنفيذيه ..الخ، وعليه.. وبكلمات واثقه سالت.. لماذا لا توضع صور احمد الشقيري الى جانب صور "عرفات"و"عباس" في مؤسسات السلطة والمنظمة التي انتصرت ؟! وهل لعدم كونه عضوا في حركة فتح لذلك علاقه ؟! وهل هذا التجاوز يعتبر من طباع المناضلين الغلابه ؟

زمجر المسؤول المفترض حيث لم يتوقع ان يسأله هذا السؤال احد، فلطالما خرست الألسن او التصقت في الحلوق قبل ان تنطق اسم الشقيري ، فما باله ان تستهجن طفلة عدم "تعليق" صورته الى جانب او قبل ياسر عرفات ومحمود عباس!! هذا امر حتما فيه مكيدة و التباس.

وما كان منه الا ان اشاح بوجهه الى طالبة اخرى لتسأل.. لكنه ما ابعد نظره عنها طوال اجاباته الاخرى..وكأنه يقول .. انظري كيف اجيب بطلاقه وهذا لساني لما اقول شهاده .

ومن الغرابة حقاً ان مدرسة التربية الوطنية لم تتدخل ولم تطلب منه الاجابة .. لعلمها ان مجارات الطفلة قد "يحرجها امام من يمثل "سلطة" الشعب الفلسطيني والرقابه.

عادت الى البيت وفي ذهنها ان السؤال غير مهم لذلك تجاهله المعني .. لكن "الغمة" انقشعت حين سألت والدها الذي ابدى بدوره اهتماماً خاصاً بالسؤال .. وقال: السؤال يا صغيرتي في محله .. ويحمل من الذكاء والفطنة الكثير .. لكنهم لن يجيبوا عليه لان فيه ايضا الكثير ..

ألا عجباً لهذه المناهج التي تعلم الطالب ان يكون في الحق جريئاً من جهة .. وحين يسأل عما وضع فيها توصد في وجهه الأبواب من جهة ثانية ..

ان تصرف هذا "المحاضر الضيف" ينم عن دراية ومراس خاص في تجاهل من يعارضه الرأي..تماما كمُوظِّفيه .. والا لكان اجاب.. فالتجاهل هنا يعني رفض الجرأة والتمرد على القائم، بل انه يحمل في طياته اصراراً غريباً على نهج التلقين "والبصم" والبقاء تحت عباءات "النظام"..

نعم، انه سؤال مشروع ويحتاج الى اجابة .. ليس من باب الاعجاب بالرجل الراحل المؤسس واترابه .. بل من باب الاحترام لدوره امام احفاده ..
.. فالى متى يلغى من "سبق" ويعلن عن بداية اخرى لمن لحق.. لا لشيء الا لانه على غير هدى اللاحقين كان قد خطى..وعلى غير صراتهم قضى اومضى ...

هل علتم الآن.. ما يضرهم لو جُعل العلم في المدارس بين التلاميذ جرأة وانصاف.. لا تلقين وتدجيل واسفاف ..لان من يمتلك العلم عن وعي وفطنة كسلاح ..لابد له وان يشهره رافضا الخنوع والالتفاف..

واخيرا ...
هل اصبح الكتاب في زماننا الصديق الذي يعاتب.. والجليس الذي ينافق؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشقيري بدا من القدس
احمد القدسي ( 2011 / 4 / 12 - 07:52 )
الشقيري بدا من القدس عام1964 لتحرير الاراضي المحتله عام 1948
ازيح الشقيري عن قيادة ا لمنظمه وفي العام 1993 حصل الشعب على فتات من فلسطين


2 - يحتفون بقيادة فتح فقط
سمر الحموري ( 2011 / 4 / 12 - 08:14 )
السلطه تحتفي بقيادات فتح فقط
ابعدوا الشقيري ولا يعترفون به وذات اللعبه تمارسها حماس معهم الان
تحيه للطفله التي سالت ولليد التي كتبت


3 - هل يقبل الشقيري
هدايه الابراهيمي ( 2011 / 4 / 12 - 13:21 )
لن يقبل الشقيري تعليق صورته الى جانب اهل اوسلو نهائيا
لكن الطفله ذكيه حقا
شكرا اخ ماهر وتحيه لك


4 - افحمتني هل بنت
جحشان أصلان ( 2011 / 4 / 12 - 18:00 )
شكرا لك أخ ماهر مقال رائع عقبال بنتي ما تصير زيها!

اخر الافلام

.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و


.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا




.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟


.. جامعة فيرمونت تعلن إلغاء خطاب للسفيرة الأميركية بالأمم المتح




.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين