الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيام في كوبا ، منتجع فاراديرو ، الحلقة الثانية

فائز الحيدر

2011 / 4 / 12
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


أيام في كوبــا
الحلقة الثانية
بعد جمع المعلومات اللازمة لأفضل وقت للزيارة بعيدا" عن حرارة الجو والأعاصير الموسمية فيها ، تم تهيئـة ما يمكن تهيئته لقضاء إجازة مريحة ، وتم إختيار الوقت الملائم للزيارة في بداية شباط 2011 ، وما هي إلا ثلاث ساعات من الطيران الليلي الهادئ المريح من مطار تورونتو الدولي حتى حطت بنا الطائرة الكندية الحديثة في الساعة العاشرة والنصف ليلا" في مطار سان كلبرتو خوميز الدولي ....Juan Gualberto Gomez International Airport في منتجع ( فاراديرو) Varadero الجميل مما أضاع علينا فرصة رؤية الأراضي الكوبية من الجو . منذ الدقائق الأولى لوصولنا الأراضي الكوبية كنا نبحث عن المفاجئات في تلك البلاد التي حبست أنفاس العالم يوما" وكادت بسببها أن تنشب حرب عالمية جديدة بين الأتحاد السوفياتي والولايات المتحدة فيما كان يعرف بأزمة الصواريخ الكوبية المفاجئة الأولى ... يقول البعض يمكن الحكم على تطور البلدان من مطاراتها ، ولكننا شاهدنا العكس فرغم إن المطـار كان صغيرا" وينقصه الكثير قياسا" للمطارات الدولية الأخرى ومخصص أصـلا" لأستقبال الطائرات التي تحمل السواح القادمين على الأغلب من المـدن الكندية المختلفة وبعض الـدول الأوربية لكنه كان خاليا" من رجال الأمن عكس ما كنا نسمعه ويروجه البعض من أن كوبا دولة بوليسية وحسب ما يروجه الأعلام الغربي ، والمفاجأة الثانية .... هي خلو المطار وجميع شوارع هافانا من صور فيدل كاسترو وبدلا" منها كانت هناك صور وتماثيل البطل القومي الكوبي خوسيه مارتيه والثائر تشي جيفارا التي تملأ الشوارع والساحات العامة.

وسط الترحيب والأبتسامة الدائمة من قبل موظفي المطار والأنتهاء من أجراءات المطار الروتينية كان بإنتظارنا وعند مدخل المطار دليلنا السياحي وهو يتحدث معنا بلغة أنكليزية جيدة ويرشدنا إلى الباصات السياحية الحديثة المكيفة التي تنتظـرنا في ساحة المطـار الأمامية لتنقل السـواح وحسب الفنـادق التي حجزوا فيها ويعطي كافة التوجيهات اللأزمة لرحلة ناجحة بعيدا" عن السياسة ومنغصاتها .

يشكل منتجع ( فاراديرو (الذي يبعـد حوالي 140 كم عن هافانا والواقع على شبه جزيرة مقاطعة Hicacos ، هـدفا" لمن يبحث عن الهدوء والسكينة ويود قضاء أجازة مريحة بعيدا" عن مشاكل العمل وروتين الحياة اليومية ، كما أن المنتجع يشكل هدفا" أيضا" لعشاق الشمس والمياه الزرقـاء والرمال البيضاء من الكنديين والأوربيين الذين يهجرون صقيع بلادهم وثلوجـها بحثا" عن دفء البحـر الكاريبي . وفاراديـرو هي جزيـرة ضـيقة يبلغ طولهـا 50 كيلـومتر مليئة بالفنادق والمنتجعات السياحية ذات الشواطيء الجمـيلة المُطلة على المُحيط ، أهـم مزايا هذه المنتجع هو أنـه آمن جـداً وتتوفر فيه جميع مستلزمات السُـياحة الناجحة ، إضافـة إلى أن أغلب الكوبيين المتواجدين فيهـا يجيدون اللغة الأنجليزية مما يساعد على تقديم كافة الخدمات بسرعة ويسر .

كانت أقامتنا في فندق Parcelo solymar ذو الأربعة نجوم والواقع على ساحل البحر مريحة للغاية ، فهو واحد من عشرات المنتجعات والفنادق السياحية المنتشرة على طول الساحل ، فالحرارة مثالية في هذا الوقت من السنة ولا تتجاوز 28 درجة مئوية ، يقع الفندق المكون من خمسة طوابق و525 غرفة وسط ما يشبة الغابة من الأشجار والنباتات الأستوائية المنسقة بشكل جميل جدا" ، فشجيرات الجهنمية ذات الأزهار المتنوعة والصبيريات المختلفة التي لا تجد مثيل لها في مكان آخر وأشجار المطاط التي يبلغ أرتفاعها أكثر من ثمانية أمتار وأشجار المانكو والجوافا والأشجار الوطنية أو ما تسمى با ( النخلة الملكيَة( التي تنتشر بشكل واسع وتسيطر على الطبيعة الكوبية وهي تشكل ومنذ القدم المصدر الأساسي للخشب المستعمل في البناء في المناطق الريفية ، كذلك تستعمل أوراقها لصنع القبعات والزيوت و مواد اخرى تستعمل في صناعة التبغ. والنخلة الملكية عرفت بإستقامتها وصمودها في وجه العواصف والأعاصير، لذلك تعتبر رمزاً لقوة وثبات الشعب الكوبي كما يقول أحد الكوبيين . ويتخلل تلك الأشجار العديد من برك السباحة النظيفة والبارات التي تقدم أنواع العصائر والمشروبات الغازية والكحولية المحلية من البيرة اللذيذة وشراب ( الرام ) المشهور عالميا" مجانا" وطيلة اليوم ، أضافة إلى العديد من الفعاليات الترفيهية المجانية طيلة النهار .

وما يثير الدهشة هو الأهتمام الكبير بصالة الفندق الداخلية فقد غطيت بنبات اللبلاب الذي يتدلى من الطابق الخامس وحتى مدخل الفندق مشكلة ما يشبه سجادة جميلة متناسقة تثير إعجاب كل من يدخل الفندق ولن تجد لها مثيل في أي مكان آخر ، في الصالة يتوفـر كل ما يطلبة السائح من نظافة وخـدمة وإحترام ، فالعاملين وغالبيتهم من الشبان والشابات الكوبيات الجميلات يقدمن ما في وسعهن من خدمة لراحـة السائح طيلة 24 ساعة ، كافتريا للراحة ولتناول المشروبات بإنواعها مجانا" ، عيـادة طبية ، صالون حلاقة ، محلات لبيع الهدايـا والتحفيات ، محل لبيع شـراب الرام والسيكـار الكوبي المشهور ، جيم يحتوي على العديد من الأجهزة الرياضية لمن يهوي ممارسة الرياضة ، ساحات لكرة الطائرة والمنضدة والتنس ، دروس مجانية لتعلم الرقص واللغة الأسبانية ، صالة لبيع اللوحات الزيتية المرسومة من قبل رسامين كوبيين مشهورين ومطعم فاخر يظم العشرات من إنواع المأكولات معدة من قبل طباخين ماهرين ولثلاث وجبات وخدمة ممتازة من قبل عمال مدربين ربطتنا معهم علاقات صداقة حميمة ، أما ليلا" فهناك العديـد من الفرق الغنائية والمسرحية التي تقدم عروضها الجميلة المجانية في قاعة العروض داخل الفندق ، ولهواة السباحة هناك ساحل البحر الذي لا يبعد سوى 200 م عن الفندق ويمتد لعـدة كيلومترات فهو ساحل جميل ونظيف ذو رمال بيضاء ومزود بالمئات من المظلات والكراسي والخدمة المجانية لراحـة السواح الذين يبحثون عن المياه الزرقاء والحمامات الشمسية وتأجيـر الزوارق والغـوص في مياه البحـر . ولا ننسى توفـر خدمات الأنترنيـت والأتصالات التلفونية داخل الفندق رغم بطئ سرعتها وإرتفاع أسعارها نسبيا" بسبب ضعف شبكة الأتصالات نتيجة الحصار الأمريكي ولأسباب أمنية أيضا" فإستعمال الأنترنيت محصور في أماكن محدودة ولمؤسسات الدولة ولأشخاص مؤتمن بهم أيضا" وهذا ينطبق على التلفونات المحمولة أيضا" .

في اليوم الثاني لوصولنا وخلال جولتنا المسائية في الشارع الرئيسي المحاذي لفندقنا دخلنا حيا" نظيفا" لا يبعد عن فندقنا سوى بضعة مئات من الأمتار ، هذا الحي ذا بيوت قديمة يسكنها الكوبيون يقوم البعض بترميمه ، حوّل قسم من تلك البيوت إلى مطاعم وبارات وقسم آخر إلى أماكن لبيع الهدايا والتحفيات ، وهنا وهناك ترى متاجر مختلفة وأسواق تجارية موزعة على جانبي الطريق ، عمال النظافة والزراعة يوصلون عملهم بتنظيف الحي وتنظيف حدائقه وحتى ساعة متأخرة من المساء ، في وسط ذلك الحي ونحن نبحث عن بعض التحفيات كهدايا ، جذب إنتباهنا العديد من الملصقات والبوسترات الكبيرة المختلفة التصميم كتبت بلغات عديدة تقول ( أفرجوا عن الأبطال الذين يدافعون عن شعبهم من الموت ) ، لم تكن لدينا فكرة عن هؤلاء الرجال الخمسة رغم إن هذه البوسترات تطالب السلطات الأمريكية بالأفراج عنهم .
توجهت بالسؤال إلى أحد بائعي التحفيات وهو يضع معروضاته على عربة خشبية والجالس بقرب البوستر ليوضح لنا شخصية هؤلاء الشباب وما هي جريمتهم فعقب علينا بقوله ... لقد تم إعتقال هؤلاء الأبطال من قبل السلطات الأمريكية في مدينة ميامي الأمريكية التي تعتبر المركز الرئيسي للتآمر وتنفيذ العمليات التخريبية والعدوانية المعادية لكوبا والتي أدت إلى مقتل وجرح الآلاف من الكوبيين أضافة إلى الخسائر الإقتصادية وتهريب الأسلحة والمخدرات والقيام بعدة محاولات فاشلة لأغتيال الرئيس الكوبي فيدل كاسترو ، وجهت الولايات المتحدة لهؤلاء المواطنين الخمسة تهمة الأرهاب والتجسس لصالح كوبا ، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك فمهمتهم كانت ليست التجسس على الولايات المتحدة بل جمع المعلومات عن خطط المنظمات الإرهابية التي تتخذ من مدينة ميامي كقاعدة لها. لقد خضع هؤلاء الشبان الخمسة لمحاكمة صورية في مدينة ميامي وحكم على أربعة منهم بالسجن المؤبد والخامس لمدة خمسة عشرة سنة ، لذا إن هذه البوسترات تطالب كافة المنظمات الأنسانية والمتعاطفين مع الشعب الكوبي رفع مذكرات الأحتجاج للحكومة الأمريكية للمطالبة بإطلاق سراح هؤلاء الشبان .
يتبع ... التوجه إلى العاصمة الكوبية هافانا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين وصحفيين بمخيم داعم لغزة


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش




.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -




.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش