الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس في تصريحات علي الدباغ ثقافة إنسانية ..!

جاسم المطير

2011 / 4 / 13
كتابات ساخرة


مسامير جاسم المطير 1867
ليس في تصريحات علي الدباغ ثقافة إنسانية ..!
يقال والعهدة على الراوي أن معالي وزير الدولة الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية السيد علي الدباغ يحاول في كل مناسبة من المناسبات القمعية أن يتوكأ فيها على عصاه ليهش بها على أغنامه، وله فيها مآرب سرية أخرى، ليست مثل مآرب النبي موسى عليه السلام ، بل هي مآرب نفعية من لون خاص أولها وآخرها كسب رضا قادة جمهورية إيران الإسلامية .
في هجوم عسكري جرى في يوم الجمعة الماضية تضمن عشرات الآليات وآلاف الجنود قتلت سلطات الحكومة العراقية العشرات من أسرى منظمة )مجاهدي خلق( المحبوسين في (معسكر اشرف) وجرحت 300 شخصا منهم بما فيهم ثمان من النساء ، كأننا في معركة من معارك الحرب العالمية الثانية وكأنما هؤلاء )الأسرى( ليسوا بشرا لهم حق الحياة وفق سنن السجون العالمية ووفق الأديان (السماوية) ووفق المعاهدات والمواثيق الدولية ( الأرضية) ثم يأتي ، اليوم ، معالي علي الدباغ مصرحا بعبارات التهديد البوليسي وليس بعبارات الثقافة الدبلوماسية الدولية، أن الحكومة العراقية، قررت )إنهاء وجود( أعضاء مجاهدي خلق في معسكر اشرف، قبل نهاية العام الحالي ناسيا أو جاهلا أن نهاية وجود النظام الإيراني كله سيكون قبل نهاية العام الحالي حين يهب إعصار التغيير الإيراني الجماهيري المتوقع.
لا أريد القول هنا أن الموقف الحكومي العراقي من الناس المنظمين في مجاهدي خلق بافتراضهم ( إرهابيين) هو الدافع لاضطهادهم رغم أن الموقف الدولي رفع عنهم هذه الصفة منذ ثلاث سنوات بموجب قرار من الاتحاد الأوربي ، لكن الموقف الرسمي العراقي – الإيراني ظل معتبرا إياهم بهذا الوصف كاشفاً بوضوح عن تحجر فكري – سياسي من هذه القضية رغم التطورات العالمية خلال العقدين الماضيين . ظل معه الدليل الجلي على أن حكومة المالكي – الدباغ تمارس أبشع الوسائل الإرهابية ضد (سجناء) معسكر اشرف الذين لم يقبعوا في سجنهم بمعسكرهم نتيجة محاكمات عادلة، بل هم نتيجة من نتائج العـُقد السياسية للأحزاب والمنظمات الإسلامية التي ظنت ذات يوم أن تبعيتها لنظام صدام حسين يمكن أن يصون حياتها ويحقق أهدافهما بصراع مشترك ضد عدوهما المشترك في الدولة الإيرانية ، لكنها لم تتوقع أن يأتي فيه زمان يتوجه فيه الرصاص إلى صدورهم العزلاء بأيدي منظمات وأحزاب شيعية عراقية مسلحة حاقدة على جميع معارضي نظام الملالي الفاشست رغم أن مثل هذه الممارسات جريمة يعاقب عليها القانون الدولي حتى ولو اعتبرتهم إيران وأعوانها من الحكام العراقيين أن ضحاياهم ناساً (إرهابيين) ..!
إن كل جريمة سياسية في العصر الحديث لا يمكن أن تفلت من العقاب مهما طال الزمان وان التبشير الأساسي الذي قامت به الجريمة القذافية في لوكربي خير مثال على ما نقول حيث دخل معمر القذافي من خلالها ليس فقط إلى مستنقع الجرائم التاريخية الكبرى بقتله الرجال والأطفال والنساء المسافرين على متن طائرة مدنية ، بل دخل جميع الحكام العرب من أشباه القذافي ومن أصحابه ( حسني مبارك وزين العابدين) وأعوانه من مختلف الدول إلى أوسخ بقعة في ذلك المستنقع لآن وسيلتهم كانت تعتمد على قتل السجناء والمعتقلين بوسائل وحجج لا يقرها عرف الإنسانية .
لنا في العراق اسطع مثال في سجن بغداد وسجن الكوت في بداية خمسينات القرن الماضي حين أقدم النظام الرجعي – الفاشستي على قتل بعض السجناء بحجج واهية إذ نال المجرمون في تلك الجريمتين عقابهم العادل في نهاية الخمسينات على ما فعلت أياديهم بإطلاق الرصاص على سجناء عزل .
في عام 1976 قمت بزيارة معسكر اعتقال النازيين في جمهورية ألمانيا الديمقراطية فوجدت في غرفه يتوفر كل شيء من الحاجات الإنسانية لسجناء كانوا قد ارتكبوا جرائم حرب وإبادة الجنس البشري . ففي غرفة السجين تتوفر له النظافة والرعاية الصحية ، تتوفر الكتب والصحف والمجلات ، تتوفر فيها منضدة طعام وسرير مع أفرشة نظيفة وراديو وجهاز تلفزيون وكل ما يحتاجه(الإنسان) حتى وإن كان (مجرما). لا أحد يعذبهم أو يهينهم أو يقتلهم . هذا النوع من التعامل الإنساني ما لا يدركه أصحاب العقل المتحجر، الحاكم في العراق، إذ سرعان ما يقدمون على مهنة قتل (السجناء) برصاص (السجانين). لا يدركون أن هذا القتل هو ظلم فظيع فادح ، لا يقدم عليه غير الحكام الضعفاء مهما كانت المبررات . يقتلون سجناء إرضاء لروح الله علي خامنئي ويضعون (إرهابيين حقيقيين) في مناصب وزراء ومدراء وأعضاء في مجلس النواب إرضاء لبعض الأسياد الأمريكان من أمثال خليل زاد وبول بريمر..! يا لبشاعة المتناقضات .
إن تغلغل مفهوم (إرهاب الدولة) في عقل الحكام العراقيين أمر يتعارض تعارضا تصادميا مع الفكر الإنساني في العصر الحديث ، حيث أكد أعظم المفكرين قبل قرن من الزمان أن قتل الناس الأسرى والسجناء لا يشكل غير جريمة إنسانية مأساوية يحال المجرمون فيها إلى العدالة الدولية في محاكم الجنايات الدولية .
المشاهد كثيرة في هذا الزمان إذ تستعد مفاتيح قاعات تلك المحاكم وحتى المحاكم الوطنية تحضيراتها لمعاقبة قتلة الشعوب والأفراد المتظاهرين في الشوارع أو المعذبين في السجون ، من أمثال عمر البشير وعلي عبد الله صالح وبشار الأسد ومعمر القذافي وزين العابدين بن علي وحسني مبارك وغباغبو وأمثالهم من الحكام العرب والأعاجم من الذين سيسقطون عن عروشهم في المستقبل القريب . ربما يضيء الفانوس السحري العراقي وجوها عراقية لا تفرق بين قتل السجين والإرهابي..! مثلما لا تفرق بين الماش والبعرور فيسقطون هم أيضا ويحاكمون على ما اقترفوه من جرائم..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• قيطان الكلام:
• يا نوري المالكي ويا ناطقه علي الدباغ نحن في عصر صار يحاكم فيه رؤساء اعتى الدول بالسجن البغيض بتهمة التحرش الجنسي فاحذروا التحرش بأرواح الناس..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 12 – 4 – 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصير شمة في بيت العود العربي


.. مفاجاة صارخة عرفنا بيها إن نصير شمة فنان تشكيلي ??? مش موسيق




.. مش هتصدق عينيك لما تشوف الموسيقار نصير شمة وهو بيعزف على الع


.. الموسيقار نصير شمة وقع في غرام الحان سيد درويش.. شوفوا عمل إ




.. بعيدا عن الفن والموسيقى.. كلام من القلب للموسيقار نصير شمة ع