الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة قصيرة إلى أصدقائي.. وغيرهم

أحمد بسمار

2011 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


عندما أرسلت مقالي المنشور البارحة في الحوار بعنوان : أنا لا أريد الاختيار بين الدب والجب. كنت واثقا أن صراحتي كالعادة سوف تثير الغضب بين أصدقائي السوريين وغير السوريين, وخاصة الملتزمين منهم للطرف الأول أو الثاني. الثوريون منهم أو الطائفيون. أو حتى الذين لا التزام لهم على الإطلاق, سوى حب النقد والمعارضة أو ملء الفراغ والفصاحة الأدبية, أو عقدة نقص عند غالب المهجرين القادمين من بلد لم يمارسوا فيه أبدا حرية التعبير منذ مولدهم.
هذه مشكلتنا الرئيسية اليوم. تعلم ممارسة الحرية. وتعلم ممارسة الديمقراطية. في الكتابة. في النقاش والنقد. حتى في أصول استماع الآخر. لأننا تربينا, وربتنا السلطة التي لم نعرف سواها منذ ولدنا, أن الآخر الذي لا يشبهنا ولم يلد مثلنا مذهبا أو معتقدا, وغالبا لا يحلل أو يفكر مثلنا, أو لا يمارس طقوسنا.. لا يمكن أن نقبل ما يقول. لأنه ليس من ديننا.. إذن هو عدو لنا ولديننا. نحكم عليه بالإبعاد والنفي المطلق قيل أن ينهي جملته أو فكرته أو تحليله لمآسينا المشتركة.. نبعده..نحذر منه..لأن آية من ديننا حذرتنا منه من خمسة عشر قرن, وما زالت سارية المفعول..لا نسمع ما يقول..نحكم عليه بالهرطقة والكفر وبؤس المصير.. بعلماني كافر.. لا حق له بأي رأي ولا أيـة حقيقة, ولو بأعماق ضميرنا صوت يقول لنا أن بعض الصواب في كلامه.
وهنا يكمن ســر قوة الطغاة الذين حكمونا سنينا طويلة, واعتبرونا أطفالا بلا حق تفكير أو إرادة كجميع البشر. لأننا متفرقون.. لأننا ممزقون حلقات ساذجة بلا إرادة ولا عقل ولا تفكير..سوى ما يقوله لنا الحاكم والشيخ والكاهن. لأن إرادتنا, أو القليل النادر الذي تبقى منها, لم يعد يسمح لنا بأي تفكير صحيح صادق.. وبقينا فعلا أغرارا بكل ما يتعلق بالحرية والديمقراطية, عصورا وعصورا وعصورا..وحتى هذا اليوم. لم نتعلم يوما ما حقيقة هذين المبدأين الإنسانيين. لأننا لم نمارسهما أبدا خلال تاريخنا, ولم نعرف عنهما أية حقيقة, سوى ما يقال في الكتب الغريبة عنا. واليوم نريد الحرية..نريد الديمقراطية. يجب أن نتعلم ما هي الحرية وما هي الديمقراطية. إنهما ثقافة كاملة وحياة. ونحن كشعب اختصر نبع ثقافتنا من الدين. ومن الدين فقط. وحتى عاداتنا وتقاليدنا وأحكامنا وحكمتنا وطرق عيشنا وموتنا, بقيت من الدين وحده. وكل من يخرج عن هذا التطبيع, يعتبر كافرا زنديقا, خارج الحلقة والعائلة والعشيرة. لهذا بقي فكرنا جامدا. لأننا لم نعرف أي فكر حديث صحيح آت من خارج الحلقة. وكل فكرة خارجة عن المعتاد والعادات والتقاليد, يجب أن ترفض وترجم. لهذا السبب لم نتطور, ونلاقي صعوبات جمة في التطور..بينما الإنسانية كلها تركض إلى الأمام..دائما إلى الأمام بسرعة الزمن, لرفاهية الإنسان و حــريــة الإنسان!!!...
أما نحن ما زلنا (متعربشين) بالغيبيات وليلة القدر وانتظار المطر, من قرون وقرون. حتى عندما نستيقظ من وقت لآخر, للنظر إلى الأفق الأزرق أو بعض مطالب الحرية. لا نتحرك.. لا نفكر.. ولا نفعل أي شيء, سوى الابتهال إلى السماء حتى يأتي الأفق الأزرق إلينا... وبالطبع الأفق الأزرق لا يتحرك.. والحاكم الطاغي يبقى الحاكم الطاغي.. ونحن نتابع الابتهال والركوع والندب والصلاة.. وترديد أطيعوا الله وأولي الأمر منكم!!!...
لهذا يا أصدقائي وغير أصدقائي. يا من غضبتم من كلماتي. لن أعتذر منكم. بالعكس أرددها لكم مرة أخرى, ولآخر مرة, أن تستيقظوا. إن تريدوا ـ فعلا ـ حريتكم فتعلموها.. خططوها.. إصنعوها.. فجروها وابنوها. لن تسقط عليكم من السماء. السماء لا تعطي سوى نورها وعتمتها. أما الحرية فهي بناء إنساني.. وإنساني فقط.
أما أنا فقد بدأت تعلم حريتي.. لأنني أصرح بما أفكر.. وأكتب ما أفكر. في بلد يحترم الإنسان والكلمة.. ولأنني وجدت موقعا, رغم اختلافي معه من وقت لآخر, ينشر ما أكتب..ولو أنني أريده أن يتطور بسرعة الزمن والعصر...
لكم جميعا أهدي هذا الصباح, ورغم زحمة الأخبار, بألوانها القاتمة المقلقة.. أهدي وأقدم أطيب تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخلل الفكري
عبدالقادر برهان ( 2011 / 4 / 13 - 14:17 )
يبدو ياسيد احمد ان الحالة التي تتحدث عنها حالة عامة شاملةفهي تشمل مثقفينافي الخارج او الذين
يحسبون انفسهم على هذه الفئة فالكثير منهم يعاني من خلل فكري يؤدي بهم الى فقدان
علاقاتهم المعلنة بعادات وتقاليد بلدانهم الاصلية ويعيشون وهم الثقافة الاجنبية فترى قسم منهم
يتبنى العلمانية واضعا اياها بالضد من الاديان التي تمثل الجانب الروحي للانسان متخذين
منها ستارا لمواقفهم غير المعلنة ضد دين معين او فئة او قومية معينة وكما يؤدي هذا
الخلل الى تبني قسم منهم الديمقراطية في العلن ولكنك تجدهم يثورون ويعربدون ويزبدون
اذا ما اختلف احدهم معهم في الراي او اعترض على ما يقولونه او يكتبونه ,,,والمشكلة
ان البعض منهم يدعي قبول الراي الاخر ويتحدث معك على اساس انه يقدس حرية الراي
ولكنه يفعل ذلك عندما يكون هذا الراي مؤيدا لاراءه


2 - تعليق
سيمون خوري ( 2011 / 4 / 13 - 16:39 )
أخي أحمد الكاتب المحترم تحية لك ، قبل قليل قرأت مقالك السابق والحالي. ولا أرى سبباً لكي يختلف أحدهم معك . وجهة نظر تتضمن ملاحظات هامة ، أعتقد أن الكثير منا يحمل ذات الخشية والخوف . من الشعارات العفوية ذات الطابع الديني ، في تحولها الى شعار سياسي . هنا المشكلة تكمن في غياب العناصر الديمقراطية والثورية التي تستطيع طرح شعار سياسي وتطويره حتى يتحول الى مطلب جماهيري . أعتقد أنك تتذكر أننا هنا في الحوار كنا أول من رفع شعار أيها الحاكم إرحل فإن وجودك عار علينا. ومع ذلك طرحت ثورة الشباب شعارات أخرى في مصر وتونس وتحويل شعار رحيل الحاكم الى رحيل للنظام برموزه كافة . أتفق معك أن في سورية مثقفين ..لكن مطلوب تحرك منظم والإستفادة من كافة القوى في مواجهة أجهزة النظام العائلي القمعية. والوضع في سورية ليس كحالة ليبيا خراب حزبي ..أو مثل اليمن أحزاب مستأجرة . ولا أعتقد أنك ستقول لي أحزاب : الجبهة الوطنية : فهذه مجرد نكتة. المهم شخصياً أتفق معك ونتمنى لسورية الربيع.


3 - رد للسيد عبد القادر برهان
ناريمان رستم ( 2011 / 4 / 13 - 16:45 )
أتابع تعليقاتك المنقولة من المدرسة الطلعتخيرية, والتي تتربص لجميع الكتاب العلمانيين في هذا الموقع. كما ألاحظ أنك تلبس لوحدك ثوب حامي الإسلام ضد العلمانية. علما أنه لا خلاف بينهما, إن اهتم الأول في الشؤون الروحانية ولم يتدخل في شوؤن الدنيا وشرائعها وسياستها. علما أن العلمانية تحترم الأديان ولا تتدخل في شؤونها الروحانية. هذه هي قوانين الدول المتحضرة.
وما عليك يا سيدي الكريم سوى الاختيار. وأن تترك لغيرك حق اختياره أيضا
دون تهجم أو شتيمة.


4 - العربي يبقى :كائن ديني....
موسى سعيد ( 2011 / 4 / 13 - 17:33 )
-يجب أن نتعلم ما هي الحرية وما هي الديمقراطية- ، أفضل ما قرآت خلال هذه الأيام العصيبة الذي يمر بها الوطن ، عود على بدء : فاقد الشئ لا يعطيه ، مهما حصل ويحصل لا يجب إضاعة البوصلة ...
كل الثورات تطالب بالحرية !!! جميل جداً ، حرية ماذا ؟؟؟ ، هل يطالبون بحرية التعبير ؟ لماذا أفتيتم بقتل سلمان رشدي وقتلتم فرج فوده وأحرقتم سفارات من أجل كاريكاتور في مجلة ليست مشهورة أصلاً ، هل تقبلون بحرية تغيير الدين ؟ هل تقبلون باعطاء المرأة بعضاً من حقوقها ؟ حتى لا نقول مساواة .... ، قبل أن نمشي معكم في- ثورتكم- يجب أن نعرف عن أي قيم ندافع ..... هل يتوقع أحد أن يتمكن - ملحد - في سورية الآن أو مستقبلاً -إذانجحت ثورتكم-- أن يتمكن من إبداء رأيه بصراحة في كل مايريد ....؟
لا أدري عن أي علمانية وديقراطية يتحدث بعض المعلقين .......

اخر الافلام

.. مشروع بريطاني يبحث عن شجرة أنثى من فصيلة نخل وود لإنقاذ هذا


.. السفارة الأميركية تؤكد أن فريقها الدبلوماسي ومنشآتها بأمان ب




.. تفاصيل جديدة عن هجوم السفارة الأميركية في بيروت.. ماذا حدث؟


.. إعلام إسرائيلي: مجلس الحرب سيطالب بضمانات لاستئناف القتال إذ




.. ممثلون مسرحيون يعرضون مسرحيات في مخيمات النزوح بقطاع غزة