الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب يقرأون ويكتبون

حسين التميمي

2011 / 4 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


العرب لا يقرأون.. مقولة اسرائيلية مضى عليها اكثر من ثلاثة عقود، لكنها والى شهور قليلة مضت كانت تثير فينا مشاعر الحزن ومرارة الهزيمة.
العرب ظاهرة صوتية .. قالها عربي سعودي هو عبد الله القصيمي واستمد منها عنوان لمؤلف من مؤلفاته.
العرب يجيدون العاب الحظ مثل النرد والدومينو بينما اليهود يجيدون الشطرنج.. مقولة شاعت منذ اول خطاب لعبد الناصر واكدها محمد حسنين هيكل... في تقديمه لكتاب (لعبة العصر) ولم تزل تلك المقولة والى ماقبل اندلاع الثورة في تونس قابلة للتصديق.
لكن يبدو ان العرب كانوا يشكلون حالة مميزة هي اشبه بحالة الجمر تحت الرماد، ومنذ اول هبوب لرياح التغيير اتقد الجمر في كل مكان وبدأ الشارع العربي اول تجربة لارتفاع حرارة الرفض لكل انواع الطغيان وبدأ الغليان.
اذن الشعب العربي كان يقرأ .. وكان يجيد اختيار قراءاته والا لما كان اختار هذا الموقف القوي الثابت الواثق المصر على التغيير.
العرب استطاعوا ايضا ان يدخلوا بكل فخر واعتزاز مجموعة غينس للارقام القياسية، فلم يحدث من قبل ان تثور مجموعة من الشعوب بهذا الحجم وهذه المساحة والتنوع ، وان تحرز النجاح والتفوق من خلال تمكنها من اسقاط نظامين دكتاتوريين في فترة قياسية وان تواصل النضال والقتال ضد انظمة دكتاتورية اخرى وان تضحي بالمئات من الشهداء والجرحى، وان يصحو كل مواطن من هؤلاء المنتفضين كي يذهب الى ساحات التحرير والتغيير وهو يعلم جيدا بأنه قد لايعود لبيته مرة اخرى.
اذن ثمة ثبات واصرار عربي خالص على احداث تغيير كبير في عالمنا العربي، وهذا التغيير ماكان له ان يحدث لولا وجود ثقافة ثورية ترسخت عبر عقود وماكان لها ان تكون لولا وجود اناس يحرصون على ان يكون غدهم افضل من يومهم.
اذن الشعوب العربية استطاعت ان تستعيد كرامتها وثقتها بنفسها عندما اعلنت عن موقفها الواضح والصريح، بينما الزعامات العربية لم تستطع ان تصل الى هذا المستوى وواصلت دورها البغيظ في كونها مجرد زعامات دكتاتورية قديمة ومستهلكة ولا يمكن ان تحضى باي فرصة للتجديد.
اذن العرب اثبتوا بما لايقبل الشك انهم يقرأون وانهم ايضا يكتبون.. ولعل اجمل مايكتب هذه الايام هو سطور خطت بدماء الشهداء لتؤسس لثورة جديدة في عالم عربي حر وديمقراطي جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة