الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمر سليمان إختار لمصر النموذج العسكري التركي الأتاتوركي

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 4 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


هل قرروا البقاء لمدة غير محددة ؟ ، سؤال طرحته في الخامس عشر من فبراير 2011 ، في شكل عنوان مقال ، و عنيت به أعضاء المجلس العسكري الحاكم ، و بقائهم في السلطة .
الآن ، و بعد مرور قرابة الشهرين على السؤال أستطيع القول بأن الإجابة هي نعم .
دليلي على ذلك : التصريحات المباشرة ، و غير المباشرة ، الصادرة عن المجلس العسكري الحاكم ، و عن أعضائه ، و المتحدثين بإسمه ، و عن أعضاء حكومته التي يتفترض إنها مؤقته ، و عن الإعلام الرسمي ، و شبه الرسمي ، الذي لازال خاضع للسلطة الحاكمة ، و هي التصريحات التي تدل على أن قبض المجلس العسكري الحاكم على السلطة يبدو إنه لن يكون مؤقتاً .
المجلس العسكري أصبح يتحدث ، بشكل مباشر ، و غير مباشر ، حديث من سيبقى طويلاً في قمة السلطة ، و ليس من يُفترض أنه سيتركها في نوفمبر ، أو حتى ديسمبر ، من هذا العام .
الحديث ، و منذ فترة ، أصبح عن سياسات بعيدة المدى ، مثل قضية ماء النيل ، و العلاقات مع دول حوض النيل ، و عن العلاقة مع إيران ، و بعض دول الجوار ، و عن الإصلاح الداخلي ، و الأخطر هي تلك المشاريع التي بدأوا في طرحها ، و الترويج لها ، مثل الوادي الموازي ، و هو مشروع لا يمكن أن يتم ، قبل عقد كامل ، و هو تقدير متفائل لأقصى حد .
قضايا ، و مشاريع ، طويلة الأمد ، أصبحوا يتحدثون عنها علانية ، و بجرئة متناهية .
فكيف يمكن أن يستمر المجلس العسكري الحاكم قابضاً على قمة السلطة ؟
بالتأكيد لا يمكن أن يستمر الوضع الحالي لمدة طويلة ، و أعني بالوضع الحالي إحتلال المجلس العسكري لمنصب رئيس الدولة ، و غياب السلطة التشريعية الممثلة في البرلمان المنتخب .
الذي يبدو إنه سيحدث هو فرض وصاية عسكرية على الدولة ، كما كان الوضع في تركيا لوقت قريب .
أي يصبح المجلس الأعلى للقوات المسلحة وصي على الدولة ، فيتحكم في العملية السياسية برمتها ، كما كانت قمة المؤسسة العسكرية التركية الأتاتوركية تتحكم في السلطات ، التنفيذية ، و التشريعية ، و القضائية ، في تركيا ، فكان بمقدورها إرغام رئيس وزراء على الإستقالة ، و منع أشخاص من ممارسة العمل السياسي لأعوام ، و حل أحزاب ، من خلال السيطرة على السلطة القضائية ، و فرض مشاريع قوانين على البرلمان لتمريرها ، و غير ذلك مما كان يحدث لعهد قريب في تركيا .
المجلس العسكري الحاكم ، سيظل حاكم ، و لكن من وراء ستار الوصاية ، و سيأتي رئيس للدولة إما من بقايا نظام مبارك ، مثل عمرو موسى ، أو أخر لا نعرفه لكنه بالتأكيد خنوع ، ذليل ، و رئيس وزراء على نفس الشاكلة ، أي كلاهما من عينة عصام شرف .
فمن هو ذلك الشخص الذي يقف وراء هذا المخطط الجهنمي ؟؟؟
في رأيي أن أعضاء المجلس العسكري الحاكم لا يرقون لذلك المستوى من الذكاء ، الذي يجعلهم يخططون لكل ذلك ، فهم إنتقاء كل من حسني مبارك ، و عمر سليمان ، و حتى حسني مبارك ، و و ولده الأثير جيمي ، لا يرقى مستوى ذكائهما لذلك المستوى العقلي الألمعي ، فهما أصحاب مدرسة البلطجة ، و العنف .
كل هذا من تخطيط عمر سليمان ، و يكفي أن نتذكر تهديده بحدوث إنقلاب عسكري في الأيام القليلة السابقة على سقوط حسني مبارك .
هذا هو إنقلاب عمر سليمان العسكري ، إنه إنقلاب مخابراتي ناعم ، لهذا فلنسمه نحن بمسماه الحقيقي : الوصاية العسكرية ، أو النموذج العسكري التركي الأتاتوركي .
إننا في نضالنا من أجل تقديم حسني مبارك للمحاكمة ، لا يجب أن ننسى أن هناك نضال أخر موازي ، و هو النضال ضد نظام عمر سليمان ، و مخططاته الجهنمية لمستقبل مصرنا .
نضالنا من أجل إحباط مخططات عمر سليمان لحكم مصر بنظام الوصاية العسكرية ، لا يقل أهمية عن نضالنا الراهن من أجل تقديم حسني مبارك ، للعدالة المصرية المدنية النزيهة ، لهذا يجب أن يتزامن النضالان .
إننا نريد ديمقراطية حديثة ، تتسع للجميع ، بلا وصاية ، و يديرها الشعب المصري .

13-04-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت