الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مجتمعان
محيي هادي
2011 / 4 / 13الادب والفن
مجتمعان
(1) الأول
مجتمـــعٌ حرَّرَ ابنتـــــه
لحبِّ العلم و حبِّ العمل
*****
(2) الثاني
مجتمــــــعٌ يخنق أنثاهُ
في البيت في نارِ النُّزلِ
و تُباعُ البنتُ في الصغر
تُطردُ من بيتها في عجلِ
أطفالٌ مرضى و جوعى
تفتُكُ فيـــــــهم كلُّ العِللِ
*
مُجتمــــــــعٌ لم يُخلقُ إلا
كي يعبدَ. لا، لا للعمــــلِ
كلُّ الأيـــــــــام في نحسٍ
لا يَعــــرفُ حُبا في قُبلِ.
عينٌ قد أعمــــــاها النعيُ
عينٌ قد خُرِقـَــتْ بالسّملِ
الفــــــــــردُ ينظـــرُ لللاهِ
بخشـــوعٍ ٍ و بكل الأمـلِ
و اللحيةُ صارت رايتــه
صاحبها مُبدعُ في الحِيَلِ
مسبحةٌ في ضوء الشمس
سمسارٌ في وقتِ الطَّـفـَلِ
يملأ كرشتــه بالســـــحتِ
بلمحِ البصر و على عجل
ثـوْرٌ قد أصبـح يُخبرنا
ما في القمر و ما في زُحَلِ
لحيةُ شيطــــــانٍ تكتسبُ
دون تعَبٍ و دون كلـــــلِ
فالخُمس، إنـَّــــهُ، غايته
من غيرِ كدٍّ أو عمــــــــلِ
*
افيونٌ خـــــدّر في العقلِ
كِذبٌ يزيد في الثمَــــــــلِ
و الفردُ فرحٌٌ في نومـــه
كالشاربِ سمأً في عســلِ
لايحرثُ، لايزرعُ، أرضا
بل يقتـل وقته بالكســـــــلِ
يهـــرب مــن عملٍ يُشغِلهُ
و يفــــرُّ فـــي كلِّ السبـــلِ
فالزرعُ عيـــبٌ و خِزيٌ
يُغرقُ صاحبهُ في الخجلِ
يلعب بالمُخطةِ اصـبعُـهُ
يجعلـــها كروثِ الجُعَـلِ
هذا الطبـعُ في مجتمــــعٍ
يهربُ من زرعٍ أو بقْلِ
بــــــــــدويٌّ لا يدنو أبـــــــداً
لزرعِ الخُضر و زرعِ البصلِ
لا يأكل من تعـــبِ كدِّه
بل أكله من تمْــر النخلِ
و السَّـــرقُ ها هو شغلتــهُ
فالســــــارقُ رمزٌ كالبطلِ
قيلَ لــــه يا فرداً: "إقرأ"
فأصرَّ العيش على الجهلِ
*
جاوبني يا صديقي جاوب!
من دون حرجٍ أو خجــــلِ
هل مجتمـــــــــعٌ مثل هذا
يسكنُ في العلوِ أو السُّفلِ؟
المــــــــاءُ منبــــعُ للعدوى
مصـــــــدر أمراضٍ و علل
*
مجتمعٌ تقتله الجــــــــــــاره
تَنحرُ في الشيخِ و في الطِفْلِ
أيُّ جُـــرمٍ كان الــــجُرْمُ
ليعادي الشعبَ ابن النغل؟
فثديُ الحقدِ، مرضعهُ،
الحجاجُ، كريه الأصلِ
مــن مشرقهِِ. من مغربِهِ
جـــــرذانٌ تـأتي كالنملِ
لم يوقف، بعدُ، الإرهــاب
من شامِ الغوطـــــة و النيلِ
حقدٌ و غدرٌ من الجــــــاره
من أوّلِ يــــــومٍ في الأزلِ
تَقطـــــــعُ الماء عن الجارِ
لتجفَّ غابات الإثـــــــــــلِ
و تــــــــريد الجارةُ للجارِ
شعبـــــــاً لا يسلم من قتلِ
الشـــــــعبُ لن ينجو أبدا
من وســــــخِ ديدان الوحلِ
الغدر ها هو شيمتــــــــــــها
و الفخـــــــــر هو كثر البُخلِ
و الشرطـــــــةُ فيها لصوصٌ
بيدٍ تَســـــــــرق أثَرَ الكُحلِ
و جـــــــــهٌ قد فُرِّغ من دمِهِ
و جـــــــــهٌ قد نُقِّعَ في البولِ
أيحقُّ لهذي الجـــــــــــــاره
غير اللعــــــنِ و غير النَّعلِ؟
هل تأملُ خيـــــــراً أم شرأ
من حكمِ طــــــــاغيةٍ نذلِ؟
هل تأملُُ خبَــــراً من جارة
لا تعـــــرفُ ناقة من جمّلِ؟
و صلاة الجمعــةِ تسجُدها
في الأربعا، في يوم العملِ؟
*
العفوُ عَن الغدرِ هو الجُرمُ
و هو الإغراق في الجهلِ
الشعبُ أصبحَ من صــــخرٍ
بشمــوخٍ أعلى من الجبلِ
الناسُ ثُخِّـنوا بالجُـــــــرحِ
أيخافُ الســــــــابحُ من بللِ؟
محيي هادي – أسبانيا
13/04/2011
[email protected]
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض
.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب
.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع
.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة
.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟