الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسطرة من (الجب) الذي أخشاه!...

أحمد بسمار

2011 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


هذا المساء شاهدت فديو على الحوار تصور مظاهرة بسيطة لعدد ضئيل لسيدات وفتيات مصريات, يطالبن بقانون مدني يؤمن المساواة لجميع المواطنين, نساء ورجالا, من جميع الطوائف والفئات المصرية. وبلحظات انقضت عليهن مجموعة ضخمة من الشباب الهائج, بهتافات أخونجية, يقودهم شيخ أزهري محمول على الأكتاف, مهيجا بأوامر وآيات وهتافات ضد (الـنـسـوة).. وذلك على مرأى ومسمع رجال الأمن المصري (يا عيني اليوم على الأمن المصري) الذين لم يحركوا أصبعا واحدا لحماية هؤلاء السيدات المصريات اللواتي تفرقن بعد تلقي الدفش والضرب والشتائم...
أهذه هي مــصــر الثورة اليوم؟؟؟
أهذا ما سوف نلقاه إذا ما شاركنا الأخوان المسلمين بانتفاضاتنا من أجل الحرية والكرامة؟؟؟ هذا هو الــجــب (الــبــئــر) الذي أخشاه عندما نهرب من أنياب الدب الذي يحمكنا اليوم في كافة البلاد العربية. لذلك يجب أن نحذر ألف مرة من الأخوان ومن يدور في فلكهم من الوهابيين والسلفيين والذقون والجلباب والزبيبة, وحتى ممن يتظاهرون بالاعتدال والثقافة, ويلبسون قمصانا نظيفة وكرافات آخر موضة. ولكن تصاريحهم المهترئة المتحجرة أخطر من قنابل الغازات السامة التي يطلقها رجال الأمن والمكافحة في العديد من بلادنا الاستبدادية على المطالبين بالحريات العامة.
أخافتني, ارهبتني, جمدت مشاعري قرفا هذه المظاهرة البلطجية الأخونجية بقيادة شيخ أزهري ضد المظاهرة النسائية السلمية والتي تنادي بمطالب مدنية سلمية, والمخالفات الأدبية والإنسانية التي قام بها هؤلاء الزعران بقيادة شيخ بهيم أزعر..أمام رجال أمـن لا حـول لهم ولا قوة ولا أمـر ولا إرادة.. ولست أدري إن لم يكن ضباطهم ورؤساؤهم موافقين على هذا الصمت الحيادي المخجل...
أهذا ما آلت إليه ثورتكم وبهذه السرعة يا شباب مصر الأحرار.
رأيت على الفديو المئات منكم يتابعون طريقهم, دون اهتمام, ولا أي تدخل لحماية هؤلاء النساء, الغير محجبات. وأظن أن سفور تلك النساء الحرات والمناضلات من أجل الحقوق والمساواة, هو الذي دفع الشيخ الأزهري وزعرانه إلى التعدي عليهن, وعلى حياد ولامبالاة العابرين. حياد شريك في العار والجريمة...
آمل ألا بتكرر هذا الحدث. وأن يصدر اعتذار من وزارة الداخلية المصرية ومن المسؤولين الدينيين في الأزهر والقاهرة.. وإن تردد واستمر, على الأحرار في مصر وفي كل بلد عربي أو إسلامي, أتخاذ موقف جدي وحـذر إيجابي لعدم وصول هذه الجماعات للسيطرة على الشارع وعلى أبسط أنواع السلطة...لأنهم الخطر الأول على ديمقراطيتنا الطفلة.. وعلى حرياتنا التي لم تزهر بعد...
خطرهم مثل خطر الطغاة الذين حكمونا من ستين سنة حتى اليوم. لأنهم إن وصلوا يوما إلى السلطة الحقيقية, سوف يموت كل جمال وكل إبداع وفكر وجمال.. وخاصة كل آمال الحرية والديمقراطية التي نسعى اليوم لأجلها, ولم نتذوقها بعد.
الأخوان وكل ما يستورد من السعودية البارحة واليوم وغدا, هي الغازات السامة, بلا رائحة ولا طعم, التي تخنق كل فكر حر وكل منطق مقبول.. وخاصة كل أمل بغد أفضل.. حذرا منهم يا شباب اليوم, لأنهم إن اندسوا بينكم, شاعت التفرقة والتمزق والفتنة, وضاعت كل آمالكم بثورة نظيفة مزهرة, تفتح طريق النور والمعرفة والمساواة والــتــآخــي بين البشر...إحذروا نداءاتهم وصراخاتهم الله أكبر. إن الديانات الحقيقية منهم براء. والتاريخ أكبر شـاهد على جرائمهم التي لا تمحى ولا تنسى...
إعرف أن كلماتي الصريحة هذه سوف تجلب لي المتاعب. ولكن صمتي بعد مشاهدة هذه الفديو الحقيقية, لا يقبله ضميري. كما لا يمكن أن يقبله أي إنسان حــر في العالم, مهما كان إيمانه ومعتقده.
أحي هؤلاء النساء المصريات اللواتي تفوق شجاعتهن شجاعة الرجال, واؤيـد جميع مطالبهن بالمساواة وجميع الحقوق المدنية,
وأقدم لهن هذا المساء كل احترامي وأصدق وأطيب تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أول الرقص حنجلة.....
موسى سعيد ( 2011 / 4 / 14 - 02:53 )
ياسيدي إن توقفت الأمور في مصر عند هذا الحد فهي بسيطة..
هذه قصة من خارج سورية أتمنى أن لا أراها في بلدي
طفلة جلدت بعد اغتصابها وتوفيت -انتحاراً-.....
http://arabic.cnn.com/2011/entertainment/3/30/last.fourteen_girl/index.html


2 - السيد احمد بسمار
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 4 / 14 - 06:17 )
تحيه
هذا اول الغيث واتنى ان تثيرك مظاهرات اخواتهن بالحنس في يمن السعاده
واريد ان اطمنك ان لا احد سيزعجك لانهم مشغولين بالثوره ولا يعرفون ان نهر الدم هو الوحيد الذي لايجف
اكرر التحيه


3 - شكر.. وتحية
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 4 / 14 - 08:37 )
أشـكـر كلا من السادة
موسى سعيد
عبد الرضا حمد جاسم
على تعليقاتهم الدقيقة الصحيحة, آملا أن نتمكن معا متابعة طريقنا الصعبة, والصعبة جدا للدفاع عن الديمقراطية الحقيقية وحقوق الإنسان, وخاصة عن حقوق المرأة. كل هذه المبادئ الإنسانية الطبيعية التي لم تمارس قطعا ولم نعرفها أبدا في أي بلد عربي, من سنين بعيدة معتمة مريرة.. وحتى هذا اليوم...
ولهما هذا الصباح أطيب وأصدق تحياتي المهذبة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


4 - الثورات بريئة
عبدالقادر برهان ( 2011 / 4 / 14 - 11:31 )
يا اخ احمد ان خوفك في هذه الحالة مشروع ,,,ورغم ذلك فانا لازلت متفائل ايجابيا ,,,فانا
اعتقد ان مايحصل الان هو مفرزات ماقبل الاستقرار اللاحق للثورة فهؤلاء الهمج الذين
رايتهم يمثلون الرعاع الذين لايريدون نجاح الثورات مادامت لاتتماشى مع ما يريدونه هم
ولكنهم صدقني لم ولن ينتصروا على الشعوب ,,,وهذه التجربة العراقية امامنا فبعد ان
سيطرت الاحزاب على مقاليد الامور لمدة تزيد على خمس سنو ات عجاف اكتشف الشعب
بعدها مدى ضئالة وضحالة هذه الاحزاب وبدا انحسارها واضحا وخاصة في مظاهرات الجمع
التي قال فيها الشعب العراقي كلمته ورفضه المطلق للتسلط الديني ... لذلك ارجو ان تستمر
متشائما ولكن ايجابي


5 - رد للسيد عبد القادر برهان
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 4 / 14 - 15:03 )
يا سيد برهان
كم أتمنى يا صديقي المعارض الفوري, أن تعيد قراءة وصفي لما شاهدت على الفديو. إذ لم يكن نقدي لا للثورة ولا لشباب الثورة ولا لأحباب الثورة. إنما لرعاع يقودهم شيخ أزهري معمم, كما وصفته إحدى المتظاهرات المعتدى عليهن, أمام أنظار رجال البوليس والأمن المصري..كما انتقدت حياد الشباب المارين, بدون أي اهتمام.
وكما ترى أنا لا أنتقد الإسلام. إنما سياسة الجماعات الإسلامية وجماعاتهم العقربية, وخطرها على الحريات العامة, إن استطاعت التسلل إلى السلطة.
آمل استطاعة إقناعك.. رغم الصعوبات.. مع تحية مهذبة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


6 - الصديق احمد
عبدالقادر برهان ( 2011 / 4 / 14 - 18:39 )
وانا ياسيدي لم اعارضك في تعليقي ولكني اختلفت معك في تقييم الحالة هل هي بالتفائل
ام بالتشاؤم الايجابي ... وانا ابقى ياصديقي امل ان تستطيع الثورات العربية ان تتجاوز
هؤلاء الرعاع معممين ام غير معممين لانني اعتقد ان توقفنا عن الامل يعني توقفنا عن
العيش ,,,ارجو ان يكون هذا واضحا مع الشكر


7 - شعوب تتقدم إلى الخلف دائماً ولا أمل ..
مصطفى حقي ( 2011 / 4 / 15 - 11:52 )
أخي السيد أحمد بسمار : لقد انتصر الحق وزهق الباطل ياصاحبي وتم خنق الناشط الإيطالي الذي يدافع عن الحق الفلسطيني .. واحمد الله أن هؤلاء السلفيين وعلى رأسهم الأزهري لم يرجموا تلك النسوة السافرات .. أيها العزيز أنصحك ألا تشاهد مثل هذه المناظر التي تؤكد تخلفنا المريع في كافة الميادين وأعذرك لتشاؤمك القدري

اخر الافلام

.. السنوار ونتنياهو يعيقان سياسات بايدن الخارجية قبيل مناظرة ان


.. خامنئي يضع قيودا على تصريحات مرشحي الرئاسة




.. يقودها سموتريتش.. خطط إسرائيلية للسيطرة الدائمة على الضفة ال


.. قوات الاحتلال تنسحب من حي الجابريات في جنين بعد مواجهات مسلح




.. المدير العام للصحة في محافظة غزة يعلن توقف محطة الأوكسجين ال