الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضحايا القراءة الخاطئة

حافظ آل بشارة

2011 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


ضحايا القراءة الخاطئة / حافظ آل بشارة
تشعر جميع مكونات النظام السياسي في العراق بوجود ازمة خطيرة لها دبيب هادئ ، مثل البيت المسكون بالاشباح ، البساط ينسحب من تحت اقدام كثيرين في الظلام ممن اعتادوا على عدم النظر الى موضع اقدامهم ، لكنهم يعودون للشجار بينهم ، بدل ان يوثق مضي الزمن العلاقات بين المؤتلفين في الحكم تزداد علاقاتها تازما لتتحول تسمية وزير الى أزمة سياسية ، الحكومة غير المكتملة الحالية تواجه ضغوطا متعددة المصادر مثل : قرار اغلب الاطراف ترك لغة التسامح والتمسك بالاستحقاقات ، استعصاء انجاز تشكيل الحكومة وذوبان برنامجها ، قوى الفساد والارهاب تستغل الانشغال في الصراع القائم لتجدد هيمنتها ، حصول تفتت في بعض الكتل الكبيرة ونشوء محاور استقطاب كل يبحث عن مستقبله لوحده او يدرس تحالفات جديدة ، تدهور الاستقرار السياسي في العالم العربي وزوال هيبة الحكام وتمرد الشعوب جعل العودة الى خيار الحزب الواحد او الرجل الواحد ابعد منالا فلم يعد الغاء الديمقراطية في العراق أحد الحلول ، الضغوط الحالية تدفع باتجاه حل ما ، المضحك المبكي ان لغة الشارع ابلغ وادق في توصيف الأزمة وتعريفها من لغة الحاكمين ، الشعب يمارس تعريف الازمة يوميا ، الجمهور واضح وشجاع وغاضب ، الناس يقولون : نريد معالجة مشاكلنا والاستجابة لطلباتنا لسنا بلدا فقيرا ولا تنقصنا الطاقات البشرية بل لدينا فشل في ادارة الامور والرجاء ممن ثبت فشله ان ينسحب ليترك المجال لغيره ، هذه هي الديمقراطية بعينها ، هناك خطأ شامل تقع فيه اغلب الاحزاب وهي تقرأ الشارع وتحولاته ملخصه ان كل حزب يشعر ان مؤيديه يزدادون عددا ومؤيدي الآخرين يتناقصون بسبب فكره او خطابه او منحدره او تأريخه وهذه مجرد اوهام ، فقد انمحت من الذهن الشعبي كل معايير التفضيل القديمة ولم يبق سوى معيار واحد هو مدى نجاح كل حزب في تلبية حاجات الناس وحل مشاكلهم ، لماذا لا يعترفون بهذا المحو الخطير ؟ لم يعد الفقراء والعاطلون والايتام والمرضى يهتزون للخطابات والوعود ، لم تكتف القوى المعنية بخطأ القراءة الشارعية بل وقعت في خطأ تصور الحلول المطلوبة ، معرفة الازمة شيء جيد لكنه يفقد قيمته اذا لم يساعد على معرفة الحل الصحيح ، بدل تفعيل آليات العمل الحكومي المهنية السريعة ووضع قاطرة السلطة على سكة العمل المنتج بدأت بعض القوى فصلا جديدا من التخبط ، تصورات مذهلة ، هذا يدعو لحكومة اغلبية سياسية وهذا يدعو لانتخابات مبكرة وثالث يتأمل كثيرا في حكومة الظل وما تعنيه ، كان الادلاء في هور (ام النعاج) يحذرون رجال الكمين من مغادرة الزورق في الظلام على حافات معينة خوف انغراس الساقين في مصيدة الطين فان اخرجت اليسرى انغرست اليمنى حتى مطلع الفجر لتقع تحت رصد العدو ، النزول من الزورق ليس حلا مهما كانت المشكلة ، الحكومة تفهم مصيدة الطين ، بعضهم كان هناك بحثا عن احدى الحسنيين ، وفي المنطقة الخضراء صفقوا للديمقراطية بفهم مختلف فهل سيكونون اول ضحاياها ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ