الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبورة و منصة و صندوق !!

محمود عبد الحى

2011 / 4 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لا أحد يستطيع أن ينكر أن النظام الذي طالبنا جمعيا بإسقاطة هو أكثر من مجرد نخبة سياسية فاسدة تحكم البلاد ، أو طبقة من اللصوص في زيي رجال أعمال ينهبون الثروات الأقتصادية ، أو حفنة من المنافقين تتصدر المشهد الأعلامي و الثقافي ، النظام الفاسد هو نحن جميعنا ، النظام الفاسد هو حاكم مستبد و محكوم ارتضي الأستبداد ، الزمن لا يعود للوراء لكن الأستبداد يستطيع أن يخطو للأمام و يسبقنا جميعا و ينتظرنا في المستقبل .

ثلاثة أشياء في هذا الوطن تستحق الثورة سبورة الفصل ، و منصة القضاء ، و صندوق الأنتخابات ، التعليم و العدل و الديمقراطية .

1ــ التعليم

أهم أداة من أدوات تكوينِ و بناء الإنسان ، و يتم في هذة المرحلة غرس كل المهارات و القيم و امكانات و قدرات و توجهات العمل و التفكير و الأبتكار .

ولا شك أن النكسة السياسة و الأستبداد في الحكم لا يسمح بوجود تعليم قوى ، فالقائم علي الأستبداد لا يهتم بالتعليم و يسعي للقضاء الفعلي علية ، فالتعليم هو القنبلة الموقوتة التي لا يمكن لاي عاقل أن يظبطها و يجلس بجوارها بانتظار انفجارها !! .

و جميعنا يعرف كيف هو حال التعليم في بلادنا ، فالتعليم كالنظام السياسي كلاهما ينتمي إلي القرون الوسطي! ، مشكلة التعليم ليس في مجانيتة أو مصروفاتة كما يتحدث البعض باستخفاف إنما الكارثة الحقيقة في نوعية هذا التعليم ، تقوم فلسفة التعليم في مصر علي ركيزتين هما التلقين و إختبارات الذاكرة .

و هذا النوع من التعليم لا يصلح إلا لتخريج موظفين عموميين لا يجيدون إلا طاعة الأوامر و حفظ الأوراق كأنهم أرشيف وظيفي بشري ، و لا لوم عليهم فهم
مُنْتِجِ تعليمي .

و لابد أن يكون تطوير التعليم علي خمس محاور كالتالي:-
*فلسفة تعليمة : و تقوم علي الإبداع و حرية البحث العلمي و الإيمان بالديمقراطية و المواطنة و تعددية الحياة و المعرفة و العمل الجماعي و القدرات اللأمحدودة للموارد البشرية .


*مقرر دراسي : و يكون هدفة الربط بين التعليم و بحوث التكنولوجيا التي تهدف لخدمة الحاضر والمستقبل القريب و خدمة المجتمع و تلبية احتياجاتة .

*المدرس : و علية أن يكون رجل تربوي يجيد التعامل مع طلابة و هم في مراحلهم المختلفة من الطفولة و حتي المراهقة بأسلوب صحيح دون تزمت ، بالأضافة لتأهيلة علميا بشكل سليم و إعتمادة عن أساليب التدريس الحديثة و الخلاقة كالمناقشة و الحوار ، و أيضا الأرتقاء بمستواة المعيشي حتي يتمكن من بذل الجهد داخل المدرسة .

*الطالب : و الطالب هو العنصر الذي لابد من أن تتجاوز اهتمامنا بة إلي ما هو أكثر من اهتمام تعليمي أو معرفي ، فالطالب أو التلميذ و هو في سن صغير يحتاج لرعاية نفسية و اجتماعية ، فهو يجتاز مراحل نفسية و عمرية مختلفة تتطلب اهتمام كبير .

*المدرسة : و لابد لها أن تكون علي أفضل ما يرام حيث البناية الجيدة و الشكل الجمالي و المساحة الواسعة التي يتمكن فيها الطالب من ممارسة الانشطة ، و الفصول جيدة التهوية و المقاعد اللائقة .

و مسألة إصلاح التعليم هي مسألة تراكمية بالأساس تحتاج إلي وقت وصبر دون النظر إلي اختلاف الحكومات و توجهاتها المختلفة فهذة أسس لا خلاف عليها .

2 ــ العدل

العدل أساس المُلك ، العدل هو القيمة السامية التي تطمح إلي تحقيقها كل القوانين و الشرائع منذ بداية الإنسانية ، و يمكن أن نلخصة في إعطاء كل ذي حق حقه ، و المجتمع الذي تغيب فية شمس العدل يتحول إلي غابة حيث لا صوت يعلو فوق صوت القوة .

و يعتبر القضاء دائما هو رمز تحقيق العدل في أي مجتمع ، و يعكر صفو العدل في بلادي ثلاث أشياء علي النحو التالي :-

*تأخير تحقيق العدل : العدل البطيء هو ظلم ، فقد يتسبب البطء في تحقيق العدل إلي وقوع مزيد من الضرر علي شخص متضرر بالأساس ، أو قد يتسبب في دفع المظلوم إلي ما لا يحمد عقباة .

و هناك مثل مصري يلخص الوضع بقولة "المحاكم حبالها طويلة" ، و لنضرب مثال بسيط علي ذلك و لنفرض أن هناك نزاع تجاري أو مالي بين مجموعة أشخاص و تنظر القضية في المحاكم لمدة تتجاوز العشر سنوات ، فهل يمكن لشخص متضرر أن يصبر طول هذة المدة و كيف يُعقل أن يتحمل تكاليف المحاماة و تكاليف حياتة العادية مع العلم أنة من الممكن أن تكون الأموال محل النزاع هي مصدر الدخل الوحيد لهذا الشخص !! ، هل إذا سرق هذا الشخص أو ارتشي أو حاول أن يدفع الظلم الواقع علية بالقوة نستطيع أن نلومة ...؟! .

*عدم تنفيذ أحكام القضاء : و هو الضلع الثاني في مثلث الظلم ، فقد تسطيع أيها الشخص المتضرر في الحصول علي حكم قضائي ينصفك "بعد أن تتجرع مرارة الانتظار!" ثم لا ينفذ هذا الحكم ، ليتحول انتظارك المرير إلي انتصار ضرير ، كلمات ذات وقع جيد علي أوراق رسمية .

و توجد أمثلة حية صارخة علي عدم تنفيذ الأحكام منها قضية وقف تصدير الغاز المصري لأسرائيل ! بغض النظر عن موقفك من تصدير الغاز لكن ألا يوجد حكم قضائي واجب النفاذ بوقف التصدير !! ، لماذا لم ينفذ حتي الأن خاصة في جود حكومة الثورة ؟!!! .

*مقاضاة المدنيين أمام محاكم عسكرية : و يمثل هذا النوع من المحاكمات الهزيلة "لعدم معرفة القاضي العسكري بالقانون المدني!" كارثة لابد من إيقافها فوراً ، فالقاضي لا يعرف أبجديات القانون فأي عدل ننتظرة إذن! ، القضاء العسكري يختص فقط بمحاكمة العسكريين و القضاء المدني لمحاكمة المدنين .

و من الأمثلة الفجة علي هذة المحاكمات ما تعرض لة أبناء التيار الأسلامي "باختلاف التوجهات" من محاكمات عسكرية .

استقالالية القضاء و ضمان اجواء المحاكمة العادلة لكل فرد أمام القاضي المختص لهي من بديهيات إصلاح القضاء .

3 ــ الديمقراطية

و يمكن تلخيص العملية الديمقراطية في ثلاث مراحل

* مجيء الحكام للسلطة بطريقة ديموقراطية .

* أن يمارس الحكام الحكم مع إلتزام كامل بالقواعد الدستورية و القانونية و أن يكونوا من جهة ثانية يحاسبون أو أن يكونوا قابلين للمحاسبة .

* أن يتركوا السلطة بطريقة ديموقراطية .

و حتي تتم العمليات الثلاث بنجاح لابد من وجود مؤسسات الديمقراطية المتمثلة في منظمات المجتمع المدني .

صندوق الانتخابات هو القطار المتجهة إلي مدينة الديمقراطية ، لكنة ليس كل الديمقراطية ، و حتي يستقيم الصندوق لابدمن وضع سياسيات وبناء منظمات التي هي آليات الحياة الديموقراطية وتفعيل دور المجتمع المدني و يوازي ذلك إصلاح اقتصادي و اجتماعي و اعلامي حتي لا يقع الناخب فريسة سهلة لأساليب التضليل السياسي .

ولابد من القبول بدمج جميع التيارات السياسية في العملية الديمقراطية فوجود المؤساسات كفيلة بكسر فكرة الانقضاض علي الديمقراطية من أي تيار سياسي يصل إلي سدة الحكم و يحاول إقصاء باقي التيارات .

و لنأخذ مثال علي هذا بتركيا التي يحكمها حزب بجذور اسلامية فهو لا يستطيع الأنقضاض علي الديمقرطية فى ظل وجود المؤسسات القوية كالقضاء و الجيش و منظمات المجتمع المدني "رغم نضج الحزب فكريا بشكل كبير" .

و قد تكون للديمقراطية أخطاء لكن أخطاء الديمقراطية تعالج بمزيد من الديمقراطية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو