الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوف من إرتقاء ساحة التحرير الى مستوى ميدان التحرير في صنع القرار

عبد علي عوض

2011 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


يتابع الجميع تسارع التغيّرات الإيجابية على الساحة المصرية بفضل ضغط الجماهير الثائرة سلمياً في ميدان التحرير ، ومع حالة المماطلة والتسويف من جانب المؤسسة العسكرية المصرية لمطالب المعتصمين ، تصاعدَت حالة الإصرار وإتخذت طابعاً نوعياً في جوهرها ، فبعد أن كانت تقتصر على تنحية حسني مبارك ، تطورت الى حل المجلس العسكري الذي كان يعيق الانتقال السلمي الى ممثلي الشعب الفعليين ومنع محاسبة رأس النظام وحاشيته ، بإعتبارهم من المحسوبين على تلك المؤسسة العسكرية ، ثمّ تطورت المطالب الى تنحية النائب العام لتقاعسه في إصدار مذكرات القضاء بالقاء القبض على مبارك وزمرته ، وآخرها إعلان المحتشدين بالزحف الى شرم الشيخ والإتيان بمبارك مع نجليه وزوجته الى القاهرة ، كي يمثل أمام القضاء المصري ومحاسبته على كل جرائمه طيلة ثلاثة عقود ، ونتيجةً لذلك سارع النائب العام بإعتقال الرؤوس جميعاً بإنتظار محاكمتهم ، من هنا نلاحظ أن ميدان التحرير أصبح يمتلك رسم مستقبل مصر السياسي ، والشعب هو صاحب كلمة الفصل في تقرير مصيره ، وليس الحزب المهيمن على السلطة ولا القوات المسلحة .
لقد أصاب الرعب الأحزاب الدينية والقومية العراقية الجاثمة على السلطة ثماني سنوات ، بعد أن أخذت بالتصاعد التظاهرات السلمية في ساحة التحرير ، والخوف من مآلها المشابه لمآل تظاهرات ميدان التحرير في القاهرة ، سارعت الى اصدار قرارها بمنع التظاهرفي ساحة التحرير وتشتيت المتظاهرين في أماكن متباعدة ، ملاعب الشعب والكشافة والكرخ ، وبعيداً عن الأنظار، حتى لاينزعج سلاطين بغداد من الشعارات التي تهدد أمنهم وإمتيازاتهم وإحتكارهم للسلطة .
تكمن مشكلة القابعين على السلطة ، إستغباؤهم للشارع العراقي وعدم إعترافهم بنضج المواطن وزوال الغشاوة عن بصره وإدراكه . الأكذوبة التي تذرّعت بها الحكومة ، هي أن القرار جاء بناءً على شكاوى الباعة في السوق الشعبي المجاور لساحة التحرير ، لكونهم يحصلون على رزقهم في يوم الجمعة ، والتظاهرات تحرمهم من ذلك . إنّ غالبية الباعة في ذلك السوق من خريجي مختلف المراحل الدراسية ، يعني من العاطلين عن العمل ، فلو عالجت الحكومة مشكلة البطالة وبصورة منهجية علمية ، تعتمد التنمية الإقتصادية والبشرية ، لَما أصبحت حالهم هكذا يُرثى لها ، لذا فإنّ أحد أهداف تلك التظاهرات ، هوإنقاذ تلك الشريحة الفاقدة لحقوقها في العيش الكريم بسبب آفة الفساد الأخلاقي والسياسي والإقتصادي والوظيفي .
إنّ إستمرار عشّاق السلطة بالتضييق على المتظاهرين بوضع الأسلاك الشائكة حولهم والحواجز الإسمنتية أمامهم ، وتذرّعهم بمختلف الحجج الواهية والإعتقال الكيفي لبعض المتظاهرين وإستجوابهم بالأساليب البعثية ، سيُجبرالجماهير على إستخدام مختلف الوسائل ، دفاعاً عن نفسها وحقوقها ، بما في ذلك إستخدام السلاح ! ونحن لانتمنى ونرفض أنْ تصل الحالة الى الصدام المسلّح وإراقة الدماء . فعلى الساسة ، أصحاب القرار، ان يدركوا ، أن الشعب مثلما أعطاهم ثقته ، يستطيع تجريدهم من تلك الثقة ويسقطهم الى الحضيض ، عندما يحنثون بوعودهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب كلامية مشتعلة في إيران بين علي لاريجاني وسعيد جليلي.. فم


.. نشرة 8 غرينتش | إسرائيل تجدد رفضها وقف النار الدائم.. و-العر




.. مستشار نتنياهو يقر بـ-تقديم تنازلات- في صفقة التبادل من أجل


.. جملة عليك الهرب من العلاقة عند سماعها.. تعرف عليها




.. صباح العربية | الأحد 2 يونيو 2024