الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما ، ضاع منك السلام ، فلا تضع الديمقراطية ، و حقوق الإنسان

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


عامان و بضعة أشهر منذ هتف الكثير من العرب ، و إلتهبت أكفهم من التصفيق ، إبتهاجاً بفوز باراك حسين أوباما ، لكن أعتقد أن الكثيرين منهم قد ندموا على ذلك الإبتهاج .
لم تعد الخطابات الأوبامية البليغة ، المليئة بالحكم ، و المواعظ ، و المثل العليا ، و القيم الإنسانية العالمية ، تحرك فيهم ساكناً ، لأن وقت تأثير الخطب قد مر منذ زمن ، و ضاع من بعده الكثير من وقت الأفعال بلا أي نفع للمواطن العربي في ميداني الديمقراطية ، و حقوق الإنسان .
أعتقد أن هناك شعور لدى العرب إنهم قد خدعوا في أوباما ، فهل يهتم أوباما لذلك الشعور ؟؟؟
ربما .
لقد حصل أوباما على جائزة نوبل للسلام لمجرد النية الحسنة - و هي أول مرة تمنح تلك الجائزة لمجرد النية - لكني شخصياً أعتقد إنه شعر - و ربما لازال يشعر - بثقل تلك المنحة الكبيرة .
لهذا بذل جهد لا ينكر في ميدان السلام ، و أعتقد أن الإتفاقية المتعلقة بالتسليح النووي مع روسيا ، هي إحدى ثمار ذلك الجهد ، و لكن جهده الأكبر كان في ميدان القضية الفلسطينية ، و لكن الفشل كان نصيبه ، و بعض أسباب ذلك الفشل تعود إليه .
المواطن العربي أصبح لديه شعور بإنه خُدع في أوباما ، نتيجة الفشل في حل القضية الفلسطينية ، ثم ما لاحظه من تردد أوباما في الإنحياز مبكراً لثورتي تونس ، و مصر ، و على العموم فليس له أي فضل فيهما ، أو عليهما ، ثم موقفه المخزي تجاه سحق ثورة البحرين ، و عدم قدرته على وقف سفك دماء المتظاهرين السلميين في اليمن ، بالرغم من الروابط المتينة التي تربط إدارته بنظام علي عبد الله صالح .
حتى في ليبيا ، لم يكن هو المبادر لدعم الشعب الليبي ، بل جاء تحركه متأخراً عن دول غربية أخرى ، و نتيجة ضغوط من سيدتين في طاقم إدارته ، أي ليس عن قناعة شخصية برغم حديثه المتكرر عن القيم الإنسانية العالمية السرمدية ، و التي لطالما شنف بها أسماع العالم ، و حتى بعد أن تحرك لم يكمل المهمة ، فتوقف في منتصف الطريق ، ثم ليعود ليستكملها بعد لأي ، و لا نعرف هل سيكملها هذه المرة للنهاية المرجوة ، أم سيتوقف مرة ، أو مرات ، أخرى ، تاركاً الشعب الليبي تحت رحمة سفاح .
أوباما ، في هذه الفترة الحرجة ، فترة الأفعال ، لا الأقوال ، أصبح لدى المواطن العربي كالشعراء المذكورين في القرآن الكريم ، الذين يقولون ما لا يفعلون .
لكن برغم إضاعته الفرصة في تونس ، ثم في مصر ، و تردده في ليبيا ، وشجبه الواهن للجرائم التي جرت ، و تجري ، في كل من البحرين ، و اليمن ، فإن هذا لا يعني أن فرصته لتحسين صورته في العالم العربي قد تلاشت تماماً ، لأن الديمقراطية العربية لازالت في مرحلة الميلاد ، لهذا لازلت هناك فرص - و ليست فرصة - لدى أوباما لتحسين صورته في الشارع العربي ، و لدى الرأي العام العالمي المساند للديمقراطية ، و حقوق الإنسان .
لو تحرك أوباما الآن ، و بشكل حاسم ، لنصرة الشعب الليبي ، و الإنتهاء من تلك المأساة في خلال أسبوعين ، فإن هذا سيعيد شعبيته لدى العرب لدرجة تقارب ما كانت عليه منذ عامين .
و لو نجح في إرغام آل خليفة على وقف إنتهاكات حقوق الإنسان ، و الإمتناع عن قتل المعتقلين ، و السماح بالتظاهر السلمي ، فإنه سيحظى بتصفيق الشارع العربي بلا ريب .
و لو نجح في منع تابعه اليمني علي عبد الله صالح من سفك دماء المتظاهرين السلميين ، فسيرفع أسهمه في البورصة السياسية الشعبية العربية بالتأكيد .
أوباما ، ضاع منك السلام ، فلا تضع الديمقراطية ، و حقوق الإنسان .

14-04-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استدعاء الهيئة الناخبة في الجزائر للانتخابات الرئاسية


.. الانتخابات الأوروبية: أي تداعيات لفوز اليمين الفرنسي المتطرف




.. الانتخابات الأوروبية: كيف استهدفتها حملات التضليل الروسية؟


.. مجلس الأمن يقر مشروع قرار أميركي بشأن التهدئة في قطاع غزة بـ




.. القيادي بحماس محمود مرداوي لسكاي نيوز عربية: نرفض أي حل يجتز