الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تبيعوا الشياطين دماء الشعوب العربية والإسلامية...!!!

طلعت الصفدى

2011 / 4 / 14
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


يبدو أن بعض أنظمة الحكم والسلطات العربية والإسلامية، آسف بل كل أنظمة الحكم والسلطة .... لا استثناء لأحد، سواء أكان نظاما ملكيا أم جمهوريا، يحكمها برجوازيين أو إقطاعيين، مشايخ أو أمراء، نظام حكم ليبرالي أو نظام حكم ثيوقراطي وإسلام سياسي متشدد، يصدق فيها ما قاله ابن الأهواز المطارد لها، الشاعر مظفر النواب ( أولاد القحبة إن حظيرة خنزير اطهر من أطهركم تتحرك دكة غسل الموتى أما أنتم فلا تهتز لكم قصبة ). لقد حكمت هذه الأنظمة باسم الليبرالية أو باسم الدين شعوبها عشرات السنين، وفشلت نظمها السياسية وبرامجها ( إن كان لها برامج سوى النهب وتكديس الثروات )، وحكامها في قيادة شعوبها نحو الحرية السياسية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي التنويري، ورهنت حرية الوطن واستقلاله السياسي والاقتصادي للأجنبي ولصندوق النقد الدولي، مما ضاعف الفجوة بين الطبقات الاجتماعية وعمق من حدة التناقضات الطبقية بين الرأسماليين والاحتكاريين وبين العمال والفلاحين، وألحق البؤس والحرمان بالشرائح الاجتماعية الأخرى، كالمرأة والطلبة والجنود، وموظفي القطاع العام، وكافة المسحوقين والمهمشين، وسهلت لعصابات المال والمافيا التحكم في رسم سياسة الوطن، فسمحت بزراعة القواعد العسكرية على أراضيها، وداست على كرامة مواطنيها ومفكريها ,وأودعت نشطاء المجتمع المدني المعارضين لسياسات التبعية والإلحاق، ودعاة الفكر والتنوير من الكتاب والصحافيين والمفكرين وقادة الرأي والمثقفين الثوريين السجون والمعتقلات، وحظرت نشاط الأحزاب الديمقراطية والتقدمية والشيوعية من مزاولة دورها، وحاصرت رجال القانون والحقوقيين، ونشاطات منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان.

لقد نجحت أشعة الشمس الحارقة التي انبعثت من بؤرة الثورة الشبابية والجماهيرية، في العديد من البلدان العربية في اندلاع شرارة الانتفاضة على الظلم والفساد، وضياع الوطن، أعقبها اللهيب الجماهيري المدوي، وعبرت عن تمردها بأدوات كفاحية جديدة، وبشبكات التواصل الاجتماعي عن طاقاتها وإبداعاتها المختزنة، وقدرتها الكفاحية على حشد وتجميع الجماهير عبر لغتها المشتركة، وتسيير المسيرات والاعتصام والمبيت في العراء وتحديها لجلادي النظام، وإصرارها على تبني شعارات واقعية للتغيير، استقطبت فئات شعبية وكل من له مصلحة في التغيير الثوري، ونجحت في كنس بعض هذه الأنظمة، وتقديم رموز الفساد للمحاكمة تحت ضغط الجماهير الشبابية والقوى السياسية الفاعلة، كمقدمة للمشاركة في صياغة دستور ونظام سياسي جديد يحمي الوطن والمواطن، ويوفر له الأمن الغذائي، والحياة الكريمة، ويمنحه كل مقومات المواطنة الحقيقية والإنسانية، حقه في العمل والصحة والتعليم، والتعبير عن رأيه، واحترام حرية المرأة والصحافة والانتظام والتظاهر بعيدا عن الإرهاب والتخويف، والإسراع في إنهاء حقبة تاريخية من الفساد السياسي والمالي والإداري والأمني لهذه الأنظمة.

ومع ذلك فلم يتعظ البعض من الزلازل والبراكين والعواصف الجماهيرية التي اجتاحت المدن والقرى، فدرس الشعوب لم ينته بعد، فلا زالت بعض هذه الأنظمة الاستبدادية تظن أن حركة التغيير لن تطالها، وأنها في مأمن بسبب علاقتها المشبوهة مع الولايات المتحدة الأمريكية، تروج لسياستها، وتبيع شعوبها بيضا حائضا لا يفقس سوى الطاعون والجراثيم الخبيثة، وتؤدي دورا مكشوفا كعراب للسياسة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، في محاولة لتجديد البيعة لها، وتضع نفسها وفضائيتها في الخدمة، مما يثير العديد من علامات الاستفهام عن مهمتها، ودورها الرجعي في تخريب العلاقات العربية- العربية، والفلسطينية – الفلسطينية. إن ذاكرة الشعوب العربية لن تنس تطوع هذه الأنظمة في الحرب على العراق الشقيق، ولن تصفح عن الجرائم التي ارتكبتها العدوانية الأمريكية والأطلسية ضد الشعب العراقي، كما لن تنسى الجرائم التي ارتكبها النظام الثيوقراطي في السودان والأيادي الخبيثة التي لعبت على تقسيمه، مما وفر للقوى الامبريالية ولإسرائيل الفرصة في خلق قاعدة معادية لشعوب المنطقة، تهدد الأمن القومي لمصر والسودان وشمال ووسط إفريقيا، كما ليس بخاف على أحد موقف وتدخل الإدارة الأمريكية وإسرائيل في الشؤون الداخلية للشعب اللبناني، وتعميق أزمته الداخلية، ومحاولة سلب استقلاله السياسي، لضمان الأمن الإسرائيلي في المنطقة التي تحتل جزءا من أراضيه، وتمنعه من الاستقرار والتقدم .. ولا زالت الإدارة الأمريكية سواء أكان رئيسها أسودا أو ابيضا محافظا أو ديمقراطيا يقدمان كل الدعم العسكري والمادي والسياسي للاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وتتهرب من ممارسة الضغط وإجبار إسرائيل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ..... الخ

إن الصفحات المؤلمة التي حلت بالشعوب العربية، نتاج سياسة أنظمتها العقيمة وتبعيتها، تؤكد خطورة الارتهان للسياسة الأمريكية التي جلبت الحروب والدمار للشعوب العربية والإسلامية ؟ وفي هذا السياق فان دعوة منظمة المؤتمر الإسلامي بالطلب من واشنطن المساهمة في حل النزاعات في العالم الإسلامي لا يمكن فهمها إلا دعوة جديدة لاحتلال العالم العربي والإسلامي، وهي دعوة تحمل في طياتها تكرار لكارثة الحرب العدوانية على العراق، بعدوانية أطلسية جديدة على ليبيا وبمشاركة عربية، وتعميقا للازمة الداخلية، وتصعيدا للحرب الأهلية التي سيدفع ثمنها أولا الشعب الليبي، بالرغم من فداحة الجرائم التي يرتكبها النظام بحقه، وان التدخل الأجنبي لن يحل الأزمة بل ويعمقها، وسينتهزها فرصة لنهب خيراته، وربما تقسيمه؟؟؟!! ألا يكفي ما يجري في أفغانستان وباكستان من عدوان وقتل واحتلال ؟؟ أم يبدو أن الصمم والعمى والبكم قد أصابهم جميعا، وعطل ذاكرتهم بفعل طائرات الاوكس الأمريكية، ووثائق الويكليكس المخابراتية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟