الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاسم العطاء بين ملاعب الشعب والكشافة والزوراء

صادق إطيمش

2011 / 4 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



قاسم العطاء بين ملاعب الشعب والكشافة والزوراء
لم نعد نصدق بأن زمن المكارم قد ولى مع دكتاتورية البعث حتى نفيق على مكارم جديدة يتكرم بها أُولي ألأمر والنهي في عراق ما بعد هذه الدكتاتورية البغيضة . وكما في المكارم السابقة ، فإن مَن يقوم بتقسيم هذه العطاءات الحكومية لم يضع امام عينيه إلا مصلحة الشعب والحرص عليه ، كما إدعى السابقون لهذه المكارم وكما يدعي اللاحقون منهم. المكرمة الحكومية للشعب هذه المرة ليست دجاجة بكاملها أو زيادة عشرة غرامات على مفردة الشاي في البطاقة التموينية أو ما شابه ذلك ، بل انها من نوع جديد لم تفطن إليه دكتاتورية البعث قدر فطنة قاسمي العطاءات هذه في العراق الجديد . فقد تكرمت الحكومة العراقية بثلاث ملاعب بكاملها ليصول الشعب بها ويجول ويصيح ويستغيث بكل قواه ومن الصباح حتى المساء وليواصل الليل بالنهار في إحتجاجاته تحت ظل الظروف الديمقراطية التي تكرمت بها عليه حكومته ، حكومة الشراكة الوطنية ، والكل أصبح اليوم يدرك جيداً ما الذي تعنيه مفردة الشراكة هذه . المهم في الأمر ان هذه المكرمة التي يتقاسمها الشعب بين الملاعب الثلاث ، الشعب والكشافة والزوراء ، لم تأت إعتباطاً ، بل جاءت وفق خطة مدروسة أخذت إحتياجات الشعب بنظر الإعتبار . وأول هذه الإحتياجات هي سلامة المتظاهرين ، كما أكد قاسم هذه المكرمة . نعم سلامة المتظاهرين ، ولكن لم يعط هذا القاسم سلامتهم من مَن ؟ فقد قال السيد القائد حفظه الله ورعاه " تحديد ملاعب الشعب والكشافة والزوراء في العاصمة لإقامة التظاهرات المرخصة بدلاً عن ساحتي التحرير والفردوس لتأمين سلامة المتظاهرين " إنتهى قوله لا فُض فوه . على ما يبدو فإن ساحتي التحرير والفردوس مليئتان هذه الأيام بشتى انواع المخاطر التي سيتعرض لها بنات وابناء الشعب إذا ما تظاهروا هناك . وبالرغم من أن السيد القائد قاسم هذه العطاءات والمكارم لم يتطرق في بيانه إلى نوعية هذه المخاطر في هاتين الساحتين ، فإنه راهن هنا على ذكاء الشعب العراقي الذي شخص وانتبه إلى هذه الاخطار منذ الخامس والعشرين من شباط الماضي والتي تستمر بخطورتها حتى اليوم وستظل مستمرة إذا لم يوقفها قائد الشعب وحاميه . هذه الأخطار تجلت منذ ذلك الحين بالشعارات التي طرحها الجياع في بلد الغِنى والفقراء في بلد المليارديرية والعاطلون علن العمل في بلد المشاريع الكارتونية وأرامل شهداء الحركات الوطنية ضد دكتاتورية البعث في بلد خلفاء البعث في كل شيئ إلا في الإنتماء لحزب البعث. الشعارات التي ملأت الأجواء صارخة بأن " نفط الشعب للشعب مو للحرامية " والخوف على الشعب المقصود منه هنا من هؤلاء الحرامية الذين لم يستسيغوا سماع مثل هذه الشعارات فقتلوا ما قتلوا وأصابوا ما أصابوا واعتقلوا ما اعتقلوا من المتظاهرين الذين يحرص قاسم العطاءات والمكرمات الجديدة على حمايتهم من حرامية النفط . ولكن المضحك في هذا الأمر ان هذا السيد الوهاب ربط كثيراً من الأمور التي لا علاقة لها بحماية المواطنين المتظاهرين لتبرير مكرمته هذه بإهداء ثلاثة ملاعب بكاملها إليهم . فقد ذكر ، حفظه الله ، " ولضمان عدم غلق الطرق والجسور " . ولا من عاقل يجد مبرراً لغلق الطرق والجسور امام 250 أو 350 " مكموع " في مدينة كبغداد بمساحاتها الشاسعة وملايينها المتعددة . فحينما يذكر هذا القائد " أن الجُمع الأربعة الماضية كان عدد المتظاهرين بين 250 إلى 300 أو 350 " فإن مثل هذا العدد لا يمكن ان يشكل أي عائق امام حركات المرور ، خاصة إذا ما كان تجمع هؤلاء المتظاهرين في منطقة محدودة ومحاطة بكل وسائل القمع والتفريق كساحتي التحرير والفردوس التي تبدو لناظرها اليوم كقواعد عسكرية أكثر منها ساحات شعبية ترفيهية . إلا ان الحرص الشديد على الشعب دفع بقيادة الشراكة في أمور هذا الشعب وخيراته إلى عدم ترك اية وسيلة يمكن من خلالها جعل تظاهراته المُرخصة طبعاً في مأمن من حرامية النفط وسارقي قوته الذين لا يستسيغون سماع هذه الأصوات وسط مدينة بغداد وفي ساحتين من أشهر ساحاتها .
والأمر المضحك الآخر الذي تفتق عنه ذهن السيد القائد قاسم العطاءات هذا قوله " أن القرار جاء ايضاً تلبية لمطالب التجار الذين تغلق محالهم بسبب ذلك " . ولابد من وقفة هنا مع هذا القول الذي يبدو وكأن قائله لم ير شوارع واسواق بغداد ومحالها التجارية في أيام الجُمع التي جعلها الكثيرون أيام راحة ولم يعتبروها من ايام العمل التي يمكن ان تدر الربح الكثير على مزاولي العمل في مثل هذه الأيام . ثم ما قيمة 350 شخص على الأكثر ، هذا العدد الذي سجله القائد بالتمام والكمال ، امام الحشود التي تتواجد يومياً في اسواق بغداد كالشورجة وشارع الكفاح والميدان وشارع الرشيد وشارع السعدون وغيرها في مناطق بغداد المختلفة التي تعج يومياً بالآلاف من الناس .
إن الشعب العراقي إذ يشكر قيادته على هذه المكرمة الجديدة فإنه يعاهدها على المضي في ترديد صيحات نفط الشعب للشعب مو للحرامية ، هذه الصيحات التي سيسمعها حرامية النفط حتى لو انها إنطلقت من الملاعب وليس من الساحات . وكما نعيش اليوم احدات الساحات السياسية التي حولنا ، فإن اصوات الشعوب ستظل هادرة تهز مضاجع الحرامية واللصوص بأي جبة تجلببوا ولأي حزب إنتموا واينما تحصنوا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خلفاء البعث
جواد القابجي ( 2011 / 4 / 15 - 20:02 )
الدكتور صادق المحترم
افصحن اجمل مافيك هو إنك لن تبتعد عن الواقع ولن تحيد عن الصراحة
خلفاء البعث في كل شيء ماعدا الإنتماء للبعث كحزب
وهذا هو أفصح وصف لهؤلاء


2 - محاولة تهميش فاشلة
طارق عيسى طه ( 2011 / 4 / 15 - 22:52 )

تحية للدكتور صادق اطيمش المحترم ان الحقيقة لا يمكن تهميشها كما يريد هؤلاء ان الشعب العراقي مصمم على استعمال حقه الدستوري في التعبير عن رايه والتظاهر في المكان الذي يختاره هو ,ثم ان السدود والحواجز الكونكريتية لم ولن تمنع الشعب عن ارادته في المطالبة بحقوقه المهضومة سوف تبقى التظاهرات الشعبية الى ان تغسل الحكومة أذانها وتسمع مطاليبه البسيطة مقارنة بباقي شعوب العالم لمحاربة الفاسدين والفساد والطائفية واحلال الأمن والتوزيع العادل للثروات

اخر الافلام

.. كيف يعيش تاجر كوكايين مدان في برج خليفة بدبي؟


.. أنباء عن إصابة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في غار




.. إصابات وأضرار في مبان بالكرمل


.. قراءة عسكرية.. معارك بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في بلدية




.. شاهد| سقوط صاروخ بدير الأسد في الجليل الأسفل أطلق من جنوب لب