الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سامحنا يا فيكتور

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2011 / 4 / 15
القضية الفلسطينية


في هذا الصباح الكئيب الذي أشرق على غزة وكأنه غيمٌ أسود تطالعنا الأخبار بنبأ مقتل المتضامن الإيطالي فيكتور أرغوني ، لقد اعتدنا الحزن على الشهداء في مسيرة النضال التي عاشها الفلسطينيون ، اعتدنا الحرب واعتدنا جرائم الاحتلال ولم تعد تفاجئنا أي جريمة يرتكبها ، إلا أن مقتل المتضامن الإيطالي فيكتور أريغوني نزل على كل الأحرار في غزة كالصاعقة ، وكأننا فجأة انتبهنا لحجم التدهور الذي بلغناه ، و أدركنا أننا في مرحلة السقوط من أعلى الهاوية هبوطا حادا عميقا نحو القاع ولا مفرّ من الارتطام .
حين قضت ريتشل كوري حتفها وتعمدت دماؤها بثرى فلسطين شهد العالم بأكمله عنجهية الاحتلال ورفضه لأي صوت ينادي بالحرية لفلسطين وشعبها وأصبحت رمزا للتضامن مع الشعب الفلسطيني وما زال كل الأحرار حتى الآن يذكرونها ويحملون صورتها في قلوبهم ويقدّرون حجم التضحية التي قدمتها .
وما زلنا نفتخر بريتشل وكأنها جزء لا يتجزأ ممن داستهم آليات الاحتلال وقتلتهم طائراته الفتاكة .
أما صبيحة هذا اليوم علينا أن نخفض رؤوسنا ونصمت ، فلم تأت الجريمة من الجرافات الصهيونية ، ولا من قناص من جيش الاحتلال أو قصف بالطائرات ، وإنما أتت على يد مجموعة اعتقدت أنها تجاهد بهذه الطريقة الهمجية ، بضع أفراد ضلوا طريقهم واختلط عليهم الأمر بين الجهاد والإجرام ، بين النضال من أجل الحرية وبين القتل من أجل صراع في الطريق الخطأ .
ما اللعنة التي حلّت بالفلسطينيين ليصلوا إلى هذا الحال من التفرق والتشرذم ، ما الذي أنساهم أن عدوهم واحد واضح العنوان والمعالم فأصبحوا يتناحرون ، يقتتلون حتى لم يعد يسلم أحد حتى أولئك الذين أتوا للوقوف بجانبهم وتركوا بلادهم من أجل حرية فلسطين وشعبها ، ضحوا بالحياة الرغد وبطيب العيش وملذاته وأتوا هنا إلى غزة ، حملوا صوتها للعالم ، صوّروا جرائم الاحتلال ، جسدوا معاناة الأطفال في مقالاتهم وتقاريرهم وأعمالهم وها نحن نكافئ أحدهم بقتله وسفك دمه !!’ أهذا هو شرع الله الذي يزعمه هولاء ؟
أي فكر شيطاني يتحكم بتلك العقول لترتكب هذه الجريمة البشعة اللا إنسانية والتي تجعل أهل غزة يبدون كالوحوش أمام العالم في الوقت الذي هم أحوج فيه لكل متضامن و داعم ولكل صوت يصدح في الآفاق ينادي بحرية فلسطين .
ما الذي جعلنا نصل لهذا التدهور اللعين ، أن نختطف ونقتل بطريقة همجية شخصا أتى آمنا لبلادنا ، متحديا كل الضغوط رافضا مغادرة هذا الوطن المحتل ، فأتى الغدر ممن أمن لهم ، وكان ضحية الجهل والتكفير الذي أصبح سمة من سمات العقول المظلمة ، جعلوا أريغوني سلعة لتبادل الصفقات وليتهم التزموا بالمهلة التي منحوها لعلّ ذلك كان سيسهم في حلٍ ما ينجّي هذا المناضل الحر من مصيرٍ مؤسف كالذي لقيه .
سامحنا يا فيكتور ، ولا تحمل علينا ، وإن التقيت بريتشل لا تخبرها بأسفك على ما قدمت ، ولا تساوي الكف بالمخرز ، فبئس اليد التي أتيت تصافحها فطعنتك ، وبئس القلب الذي بكيت لأجله فانتزع قلبك .
سامحنا ونم ما شئت فقد كسبت ما لن يكسبوه ، وخسروا ما لا يملكونه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط