الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دانات حارقات ...

طارق حجي
(Tarek Heggy)

2011 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الدانة الأولي : أدعو كل القراء لقراءة هذا النص الذى كتبه أبوحامد الغزالي فى كتابه المعروف "المنقذ من الضلال" : ( ودليل وجود النبوة وجود معارف فى العالم لا يتصور أن تنال بالعقل كعلم الطب والنجوم ، فإن من بحث عنها علم بالضرورة أنها لا تدرك إلا بإلهام إلهي وتوفيق من جهة الله تعالي ، ولا سبيل إليها بالتجربة . فمن الأحكام النجومية ما لا يقع إلا فى كل ألف سنة مرة ، فكيف ينال ذلك بالتجربة ، وكذلك خواص الأدوية فتتبين بهذا البرهان أن فى الإمكان وجود طريق لإدراك هذه الأمور التى لا يدركها العقل). وهو كلام يستطيع أي طالب فى السنة الأولي بقسم الفلسفة بالجامعة أن يثبت خطأه وخطله . وإذا كان هذا الطالب ملما بفلسفة أوغست كونت (الوضعية) لإستدعي عقله إسم ورسم هذا الفيلسوف الفرنسي العظيم وهو يطالع هذا الكلام شديد الإرتباك لمن يحب البعض أن يسموه بحجة الإسلام أبي حامد الغزالي




الدانة الثانية : يغيب عن القلة التى تدعو لترك الطاغية-اللص حسني مبارك وأسرته وشانهم ، والإهتمام بالحاضر والمستقبل ، أن "العدالة" هى قيمة تماثل "الرحمة" بين القيم الكبري . ولاشك أن للرحمة فضائين ، فضاء العلاقات الخاصة ، وفضاء العلاقات العامة أو المجتمعية . ولاشك أن "الرحمة " فى فضاء العلاقات العامة أو المجتمعية لابد وألاَ تجور على قيمة "العدالة" . ومن الخطل أن يقول البعض بأن الإتشغال بتسوية الحسابات إنما يعطِل إصلاح "الآن" و "المستقبل" ... فالعلاقة الجدلية بين "الماضي" و "الحاضر" و "المستقبل" لا تخفي عن فطنة من له أي نصيب من الفطنة والمعرفة بالتاريخ ... وإعتقادي جازم بأن الأسبوع الماضي كان أهم أسابيع "الثورة المصرية" أي ثورة 25 يناير 2011 ، فحبس الرئيس المخلوع حسني مبارك (على ذمة التحقيق) وكذلك حبس كل من نجليه ورئيس وزراءه الأسبق أحمد نظيف ورئيس مجلس برلمانه ووزير داخليته حبيب العدلي ورموز عهده (الأسوأ والأسود) أمثال زكريا عزمي (رئيس ديوان الرئيس المخلوع وكاتم أسراره الأول) وآخرين مثل محمد إبراهيم سليمان وأحمد المغربي وأحمد عز وزهير جرانة وأنس الفقي ، وغيرهم . هذه الخطوة هى الدليل على أن الثورة مازالت تتفاعل وأن نفاعلاتها تتجه بقوة (وبفعل الضغوط الشعبية الرائعة) لإبادة نظام حسني مبارك بالكلية ، وهى مهمة أنجز منها الكثير ، ولازال هناك ما يجب إنجازه . وهذه الخطوة لازمة لتأسيس واقع جديد أفضل من واقع حقبة حسني مبارك الأسوأ والأسود والأفظع والأبشع فى تاريخ مصر المعاصر






الدانة الثالثة : حزنت القيادة السعودية والقيادة الإماراتية حزنا هائلا على رئيس مصر المخلوع حسني مبارك ، وأرسلت كل منهما وزير خارجيتها للحديث مع رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية . بل ويعرف كثيرون ، أن المليارات من ثروة حسني مبارك وزوجته ونجليه قد تم تحويلها للسعودية والإمارات . تري لم تفعل السعودية وكذلك الإمارات ذلك ؟ ببساطة ، لأنهما من أعتي وأكبر أعداء "فكرة التغيير" . والثورة (وإن كانت قد بدأت فى تونس) قد إستدعت بفورانها فى مصر أعتي رياح التغيير لمنطقة يحكمها من هم أكبر أعداء ورافضي مبدأ التغيير




الدانة الرابعة : رغم إيماني بمجموعة القيم الإنسانية التى طورتها الحضارة الغربية والتى كانت هى (ولاتزال) آليات وحركات وقاطرة التقدم فى مجتمعات الغرب وفى المجتمعات التى تبنت هذه (أو معظم) المجموعة من القيم الإنسانية (مثل اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وتايوان وسنغافورة ومعظم دول ما كان يعرف بأوروبا الشرقية ، وكذلك بعض دول العالم الثالث مثل تركيا والأرجنتين والرازيل) . رغم إيماني بهذه المجموعة من القيم الإنسانية ، فإنني أنظر دائما بغضب وأنا أري عشرات القرائن على عيبين من أكبر عيوب دول المجتمعات الغربية ، وأعني الضعف المذهل أمام المال ، والإستعداد للتخلي كلية عن المباديء إذا كان التمسك بها يؤدي لخسارة المال ! وأيضا "إزدواجية المعايير" . ويكفي أن نتأمل العلاقة الأمريكية/السعودية ، ليظهر أمام عيوننا بجلاء هذا العيب الأقبح من عيوب الغرب . فأمريكا التى تعرف أن السعودية لا تسمح ببناء دور عبادة لغير المسلمين ، وأمريكا التى تعرف حجم التخلف والتأخر فى مجال حقوق المرأة السعودية ، وأمريكا التى تعرف أن برامج التعليم فى السعودية تحمل بذور القيم المضادة للإنسانية وقبول الآخر والتسامح والتعددية ... أمريكا هذه لم تفتح فمها مرة واحدة بما يدين تلك الأورام الخبيثة فى جسد الدولة السعودية . لماذا ؟ السبب أوضح من واضح ! وأمريكا التى تقيل رئيسها لتجسسه على تليفونات خصومه (ريتشارد نيكسون) تقبل لنا حلفائها من سخام البشر ليحكمونا ويطغون علينا وينهبونا ، وهى لا تحرك ساكنا ، لأنها فى الحقيقة ترضي لنا ما لا ترضاه لأبناءها وبناتها ، وهو ما يعكس ضمور شديد فى الإنسانية والعدل والإنصاف ، ناهيك عن التعصب (فلولا إيمانهم بأننا أقل منهم ، لما رضوا أن يحكمنا هؤلاء الطغاة الجهلة واللصوص ) ... ويكفي ما ردده بعض الإسرائيليون (عندما بدأت ثورة 25 يناير فى مصر) من أن حسني مبارك هو كنز بالنسبة لهم


كتبت فجر الجمعة 15 أبريل/نيسان 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ساهمت تركيا في العثور على مروحية الرئيس الإيراني المحطمة


.. كأس الاتحاد الأفريقي: نادي الزمالك يحرز لقبه الثاني على حساب




.. مانشستر سيتي يتوج بطلا لإنكلترا ويدخل التاريخ بإحرازه اللقب


.. دول شاركت في البحث عن حطام مروحية الرئيس الإيراني.. من هي؟




.. ما المرتقب خلال الساعات المقبلة حول حادثة تحطم طائرة الرئيس