الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل ستحرر ساحة التحرير الشعب ؟؟ ام ان الشعب من سيستعبدها .. ؟؟
حسين الصالح
2011 / 4 / 15اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لطالما سالت نفسي هل نحن امتداد لعراق اوروك وجدنا كلكامش ام نحن مجموعة بدوية جائت على ظهر فرس حجازية قدمت لتستعبد الناس تحت كلمة الاله القادمة من الصحراء ؟ فكلما انظر للتاريخ والحاضر ارى تنافرا جزئيا اشبه بتنافر الذرات وفي نفس الوقت ارى تقاربا بين هذه الذرات الى حد الانفجار الذي قد يدمر كل شيئ او يبدا كل شيء !! فالحزن والعراقي توئمان لايفترقان والصور التراجيدية تكرر نفسها بين اوروك كلكامش وعراق العروبة فكل مانقوم به لايتعدى كونه استعارات مكانية وصورية فمثلا نجد كربلاء اليوم استعارة لبابل الامس فشارع الموكب كان يغص بالاف الزائرين الذين يقدمون لبابل المقدسة كل عام لاحياء ذكرى عذابات تموز ورحلته السفلية وكربلاء اليوم استعارت الصورة البابلية في احياء ذكرى الحسين وعذاباته !! وصراع السلطة العراقي لايختلف عن صراع الامس الذي كان يقتل فيه الاخ اخوه ويقطع نسله !! والجار الحاقد المتربص للانقضاض على جنائن بابل هو نفسه اليوم يخطط لاحتلال حضرة الحسين في كربلاء !! قد تتناسل الاستعارات التاريخية والوقائع ولكن ما لايمكن استعارته هو ذلك الشعب الاوروكي !!
فعراقيوا اليوم لايتجاوزون كونهم مجموعة من المدعين بالعراقية, فاليوم لا نجد العراق سوى في مباريات كرة القدم وغير هذا لانجد سوى تكتلات طفيلية تدعي العراقة وهي ممكن ان تنتمي لاي شئ الا العراق .. فدائرة انتماء الفرد العراقي اليوم مكونه من مجموعة من الحلقات المغلقة التي تشكل سلسلة طويلة من الانتماءات التي تفتقر بوضوح للهوية العراقية .. فنجد العراقي ينتمي اولا الى عائلته ومن ثم الى عشيرته وقوميته وابناء عمه وقبل هؤلاء لمذهبه واخيرا تنتهي السلسة بحلقتين مهمتين الاولى المصلحة الشخصية والثانية الدين الذي يتداخل بين المصلحة الشخصية الاخروية المتجسدة بجنة الخمر والحوريات الموعودة من جهة وبين استغلال الله لتذليل صعاب الحياة وتحقيق المصالح الدنيوية من جهة اخرى.
وعليه وفي مثل هكذا سلسة طويلة من الانتماءات لم يبقى شيئ يقدمه هذا المدعي للعراق غير مباراة كرة القدم ... فساحة التحرير هي خير مثال لما ادعي به , ففي اول مظاهرة خرج عدد لابئس منه من الشعب ولكن لماذا خرج وماذا طالب ؟؟ من هنا سنتعرف على انتماء هذا الشعب !! فنجد ان المتظاهرين منقسمين الى قسمين القسم الاعظم هم بسطاء القوم من الطامحين الى لقمة عيش وسقف يحميهم من حر الصيف وغبار الصحراء ولو توفرت لهؤلاء هذه الاحلام البسيطة لخرجوا بانفسهم لقمع المتظاهرين وقد يقول قائل ان هذا تجني مني على المواطن البسيط ولكن ساذكركم فقط بطبقة من الشعب نفسه وهي ليست بعيده عن محيطكم وعوائلكم وعشيرتكم كانت هذه الطبقة تنام الليل جوعا وتستلحف جلدها ليلا وتبكي على اصوات معدتها الفارغة وبعد ان انقلب بهم الحال بصورة او باخرى في دولة العراق الشاذة واصبحوا متنفذين او موظفين اقل من العاديين ماذا فعلوا بعدها؟؟ نجدهم بكل برود تناسوا ليالي الصيف المحرقة وحالة الجوع الجماعية التي كانوا يعانون منها ونسمعهم اليوم يتظاحكون على متظاهر خرج طلبا للقمة العيش او طلبا بالحرية !!! فهل سيختلف فقراء الامس عن فقراء اليوم بشئ ؟؟ لااعتقد.. ولماذا قلت اعدادهم في المظاهرات اللتي بعدها ان كانوا مؤمنين بقضيتهم؟؟ ..
قبل ان انسى يجب ان اتطرق للقسم الثاني من المتظاهرين الذين القبهم كما يحلو لي بالحالمين فهم في خضم تسونامي الجوع والدين الذي يعصف بالعراق يخرجون للمطالبه بفواحش اشد تحريما من الخمر ولحم الخنزير الا وهي الحرية والديمقراطية !! وهذه الطبقة رغم تفائلي بها ورغم حجم السعادة التي تعتريني عندما اسمع اصواتهم تعلو في ساحة التحرير مطالبة بالحرية التي هي من مسلمات الكون , ولكن عندما الحظ الهوة الكبيرة بين هؤلاء الشباب وعامة الشعب اعود لحالة التشائم الاول!! وبما ان في العراق الكثرة تغلب الشجاعة فالخوف كل الخوف من ان يبتلع الشعب ساحة التحرير بدل من ان تحرر الساحة الشعب من عقده !! انا لااجد جدوى من التظاهر ضد الحكومة وانما انا اتمنى ان نتظاهر ضد الشعب فعدونا يسكن في بيتنا ويتقاسم معنا خبزتنا ,,دعونا نصغر الهوة بيننا وبين الشعب دعونا نقنع ملايين الصدريين الذين خرجوا تلبية لنداء الههم العبثي ان الحرية والديمقراطية هما من يضمنان العيش الرغيد وليس عمامة السيد الكريهة الرائحة.. لاخير يرتجى من شعب يدعي الانتماء ولايشعر بقيمة الارض التي يمشي عليها بقدر معرفته بقيمة النعل الذي يدوس به عليها .. دعونا نبدا من اليوم بالتظاهر على ابائنا وامهاتنا وابناء عشيرتنا دعونا نثور على سيدنا ونعلمه بان الله يسكن في قلبونا لا في عمامته ..دعونا نثقف انفسنا ومن حولنا لنكسر سلسلة الانتماءات الضيقة التي نعيش فيها ونصنع حلقة واحده ومغلقة من الانتمائات الا وهي الانتماء لاوروك كلكامش وبابل تموز.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لماذا أجّلت الجزائر اجتماعا هاما مع مفوضية الاتحاد الأوروبي؟
.. عودة العلاقات التجارية بين الجزائر وإسبانيا بعد قطيعة تجاوزت
.. ليبيا: جدل وانقسامات حول انتخاب محمد تكالة رئيسا للمجلس الأع
.. موريتانيا: إعادة محاكمة الرئيس السابق ولد عبد العزيز أمام مح
.. -حفل العار-...شعار تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ومناهضة لحفل داع