الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مهرجان الزهور ---- الى مهرجان الازبال

هادي ناصر سعيد الباقر

2011 / 4 / 15
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر



من مهرجان الزهور ---- الى مهرجان الازبال
نحن لا زلنا نعيش ونعمل وفق ذهنية العهود البائده لدينا .. حيث مثلنا مثل من يرتدي الملابس الداخليه وهي قذره على جسم قذر لم يعرف الاستحمام يغطي هذه الملابس الداخليه والجسم الوسخ .. بثوب اوبدله توحي للابسها بانه من علية القوم .. يسر الناظرين .. فهذا مجتمعنا .. فقط شوارعه التي يمر فيها المسؤلون تكون شبه نظيفه ومنظمه .. وبامتار قليله بعيدا" عن شوارع المسؤلين هذه .. فانك تجد مناظر مخزيه مقرفه من اكوام الازبال والقمامة ومختلف القاذورات وطفح المجاري .. والذباب وانواع الحشرات والقوارض والكلاب السائبه .. وهي تمر بانفجار سكاني فكثرت واستشرست هذه الهوام ,, واخبار قيام الجرذان باكل الاطفال الرضع يتناقلها الناس .. وارتفعت نسب اصابات الامراض .. مما استدعى ان يكون الطب والصيدلة عندنا اعتبارها من (( القطاع الخاص )) الاكثرها ربحا" ..
ونحن لا زلنا نعمل بذهنية العهود السابقه .. نتهرب من مسؤليه البناء والتنميه الحقيقيه .. اي ترى المشاريع المظهريه التي محورها الدعايه لهذه الوزارات والمؤسسات .. ومنها امانة بغداد .. بمهرجانها الثالث للزهور .. اي ان مثل هذه المشاريع لايكون الشعب هو محورها .. وكل مشروع لايكون الشعب هو محوره .. فان مصيره الفشل والخداع ..
ولي مع امانة بغداد وامينها قصة بدأت عندما تولى الاستاذ صابر العيساوي منصب امين بغداد .. فقامت منظمتنا بتزويده بخطتنا الستراتيجيه العشرينيه .. ومتظمنه مشاريع المناطق الخضراء والمتنزهات ومنتديات الطفوله .. والغابات .. والمسطحات المائيه .. ومشاريع البنى التحتيه .. وتجميل ونظافة المدن .. فقام السيد الامين بتبنيها وتعميمها على كافة مؤسساته .. لغرض العمل بهديها وتنفيذها .. وحسب قول احد مسؤلي امانة بغداد (( علمتوننا كيف نعمل )) .. وبخطتنا الستراتيجيه هذه كنا نهدف الى دفع كل الوزارات والمؤسسات ان تقوم بتنفيذ هذه الخطه .. ونجحنا بذلك , اذ شكلت هذه الخطه وسيلة توعيه وتبصير هؤلاء المسؤلين وكأنه من عندياتهم واقتراحاتهم .. فالهدف هو النتيجه .. فهناك الكثير ممن يخبرونني ان ما انشره على الحوار المتمدن .. اصبح مصدرا" للسرقة والانتحال .. فاقول لابأس في ذلك ..ما دام هو ((علم ينتفع به )) ..
ان مدينة بغداد تعتبر من اقذر العواصم ازبالا" .. وامانة بغداد مشغوله باعمال ليست من اختصاصاتها .. وهي بناء المجسرات .. وتشييد مشاريع الماء .. وادارة املاكها وعقاراتها .. التي تشكل لها موردا" ماليا" ضخما" .. وامانة بغداد تعتبر ان موضوع الازبال والقمامه عملا" دنيء المستوى يلحق العيب بكل من يعمل فيها .. لذلك فقد اناطت مسؤلية هذه الاعمال بمقاولين باساليب بدائيه يرافقها كل انواع الفساد .. اا ولا ننسى ان امانة بغداد : تريد ازالة متنزه 14 تموز .. الى فندق خمسة نجوم .. وتحويل معسكر الرشيد الى مناطق سكنيه .. وكلا العملين يعتبران منمشاريع التنميه العشوائيه التي تشكل جهلا" مهنيا" وفنياأ" .. وكل دول العالم تكثر من الغابات والمتنزهات العملاقه داخل المدن .. الاّ ان نوايا الفساد الاداري والمالي .. وجهل صاحب القرار يؤدي الى تخزين مشاكل للاجيال القادمة تقف حجر عثرة في سبيل التقدم والرفاه .. اضافة" الى ضعف الوازع الوطني لخدمة الوطن ..
وانا اتابع الفعاليات لمهرجان الزهور الثالث الذي تقيمه امانة بغداد باسلوب مترف .. ولدعوة المترفين .. والفعاليات فيه كانت بعيده كل البعد عن اي بحث ودراسة لها علاقه بما استحدثته هذه الامانه بموضوع الزهور واكتشافاتها بهذه الخصوص ... ولا زلت اتذكر ان منظمتنا كانت هي الاولى عام 2005بالطلب الى امانة بغداد والسيد الامين .. وطرحنا السؤال التالي : لماذا تستعمل الزهور في المؤتمرات والاجتماعات ؟؟ ذلك ان الزهور تبعث على البهجه والسرور والاسترخاء والتعاون .. واقترحت منظمتنا ان تقوم امانة بغداد بزراعة الزهور في الشوارع والجزرات ونشرها بشكل يخفف من حالة الاحباط والخوف بسبب الشعور المنتشر بالارهاب ,, ولكي تنتشر ثقافة الزهور والجمال .. فما كان من امانة بغداد ان قامت بنشر وزراعة ما لدى الامانه من زهور في مشاتلها .. ومنذ ذلك الوقت ترى ان بغداد تنتشر في شوارعها الزهور ... كما سبق ان بينت بكتابي (( العراقيون والربيع )) والموثق في دار الكتب والذي يهدف الى نشر ثقافة الزهور .. وقد تسلمت منظمتنا الشكر من السيد امين بغداد .. .. ومع ذلك فان الامانه تنسى منظمتنا بتوجيه الدعوات في مهرجاناتها ذات الابراج العاجيه ..
وانا اتابع عن طريق التلفاز , اتابع الاحتفاليه الثالثه لمهرجان الزهور .. وارى ان المدعويين هم من الطبقه الراقيه في الابراج العاجيه .. ولافيها من المنظمات غير الحكوميه .. ولم ار في المهرجان اية فعاليه عن الزهور وبحوث ودراسات واكتشافات عن الزهور .. كان هناك .. فعالية عن الازياء في العالم .. وانواع الدبكات .. والاغاني .. .... ان مثل هذه المهرجانات هدفها ابعاد الانظار عن المشاكل الاساسيه للبنى التحتيه .. والتي لم تستطع او لاتريد امانة بغداد بحل هذه المشاكل .. وهي مشكلة الازبال والقمامه .. ان بغداد تجلس على اكداس من القمامه والازبال .. والناس لا تهمها الزهور .. مثل معاناتها من مشكلة الازبال .. والمجاري .. وفقدان الطاقه ( الكهرباء ) .. وقلة وتلوث مياه الشرب .. ... ان وسائل الترف كالزهور وغيرها .. تأتي بعد ان تكتمل اصلاح واقامة البنى التحتيه .. .. ان الواجب الاساسي والوحيد لامانة بغداد .. هما : الاول : تنظيف المدينه .. والثاني : هو تجميل المدينه ... لذلك انه عند قيام شخصيه دوليه بزيارة اية عاصمة اخرى .. فان امين العاصمه لتلك المدينه .. يقوم بأهداء ذلك الزائر .. المفتاح الذهبي للعاصمه تعبيرا" عن دعوته للاطلاع على نظافة .. وجمال المدينه ..
وهل سمعتم قرار الحكومه بمنع قيام مظاهرات الجمعه في ساحة التحرير .. وتحت نصب الحريه .. وهذا هو مكان الحريه .. بحجة ان اصحاب المحلات يشتكون من توقف اعمالهم .. وهذه حجة وراءها القضاء على هذه المظاهرات .. لان الحكومة من واجبها الشرعي ان تدعو الناس ان يعطلوا في الجمعة .. لانه يوم الصلاة والراحه .. .. والناس يوم الجمعة وفي ساحة التحرير وتحت نصب الحريه .. فالناس يريدون عرض ظلاماتهم امام العالم وفي وسط المدينه .. وحتى يتسنى للمسؤلين الاطلاع على معاناة الناس .. لأن الوصول الى هؤلاء المسؤلين من القواعد وحتى القمه .. شبه مستحيل .. (( فالله سميع مجيب )) .. واما المسؤلين عندنا .. جعلهم الجهاز الاداري هذا الموروث من حكومة الهند .. والعهد العثماني .. جعل المسؤل (( لا يسمع .. ولا يجيب )) .. ... الحكومه تريد ان تدفع المتظاهرين .. الى (( ملعب الشعب )) .. او ابعد .. .. حتى لا يستطيع الاجنبي ولا الشعب المعاناة المنتشره في المجتمع .. ان العراقيين يتظاهرون بسبب معاناتهم .. وهي اكثر من معاناة التونسيين ,, والمصريين .. حتى تبقى مهرجانات الزهور .. وغيرها .. مثل ما يحدث في الامارات وغيرها ... فتغطي على الطلم والمظالم في المجتمع .. فلا نفكر بمشاكل الازبال والمجاري وتلوث مياه الشرب والكهرباء .. والبطالة ..والركض والمعاناة .. لمتابعة المعاملات الرسميه .. في هذا الروتين القاتل والفساد الاداري وغيرها .. .. التي تمتص كل وقت المواطن .. فانا لله وانا اليه راجعون ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دروس الدور الأول للانتخابات التشريعية : ماكرون خسر الرهان


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات اقتحام قوات الاحتلال في مخيم ن




.. اضطراب التأخر عن المواعيد.. مرض يعاني منه من يتأخرون دوما


.. أخبار الصباح | هل -التعايش- بين الرئيس والحكومة سابقة في فرن




.. إعلام إسرائيلي: إعلان نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أي