الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دورس شكسبير.. قصتان قصيرتان

نهار حسب الله

2011 / 4 / 15
الادب والفن


1.كانت تعيش حياة يتملكها الحزن وأيام فراغ يحتويها الفضاء، خصوصاً بعد وفاة والدها جليسها الوحيد متأثراً بمرض السرطان، غير انها عبأت فراغها متوجهةً الى قراءة جادة للادب العالمي متنقلة من كاتب لآخر.. حتى وصلت الى المؤلف الانجليزي الشهير وليام شكسبير.
غاصت بين مسرحياته التي اصبحت جليسها الجديد محتلةً مكان والدها ونقل وحدتها الى عالم جميل يسمو بالثقافة في الزمن الصعب، حتى توقفت عند إحدى مقولات (شكسبير):
(الدنيا مسرح كبير وإن الرجال و النساء ماهم إلا لاعبون عليه)
أدارت الحكمة في رأسها اكثر من مرة حتى توصلت إلى نقاط استفهام تبحث عن إجابة، سألت نفسها:
-هل انا جزء من العالم الذي يصفه (شكسبير).. هل انا خارج النص الذي يحتوي على كل شخصيات الكون؟
فكرت ملياً.. تزاحمت فيها التساؤلات.. وبين ذلك الصمت المليء بعلامات الاستفهام والتعجب.. ذلك الصمت الرهيب الذي مزقه جرس الباب الخارجي.
فتحت الباب وفوجئت بوجود ساعي البريد يحمل رسالة لها.
فتحت الظرف المغلق وإذا بها تقرأ رسالة كانت قد وردت من احد ممثلي(المسرح) في جامعة بغداد، يعرض عليها الموافقة على إلقاء محاضرات لغوية في الجامعة.
لم تجد نفسها إلا وهي تصرخ بفرح عارم: انا في قلب النص المسرحي.. وبشخصية فعالة.

2.دخلت جامعة بغداد بثقة عالية، تاركةً خلفها ذلك العالم الوحدوي الذي لا يعي الادوار في مقولة (شكسبير).
أنهت يومها الاول بدراسة شخصيات مسرح الجامعة في عالمها الجديد، وعملت على رسم خطوط عريضة لتفعيل كل ما حولها من طلبة ومدرسين، باحثة عن شتى السبل لتكوين عمل متكامل.
ألقت محاضرتها الاولى بفرح غامر.. غير انها تنبهت لاحباط ويأس شديدين يعانقا الطلبة.. مما حول وجودهم الى ادوات غير متحركة .
تعاملت مع الاجواء ببساطة غريبة.. قدمت نفسها إلى الطلبة.. وقالت:
-لا اود الاطالة في المحاضرة الاولى.. امنحوني خمس دقائق من الاصغاء، خمس دقائق فقط، اود ان اوضح لكم حكمتين في قمة البساطة للكبير (شكسبير)
الاولى تقول: (الأمل بالفرح يوازي الفرح نفسه)
توقفت أنفاس الطلبة... وساد هدوء غريب لم تشهده القاعة من قبل، مع انتباه حاد جداً من الحضور.
قاطعت صمتهم قائلة.. وقول آخر لشكسبير: (أعطاك الله وجهاً وانت تصنع لنفسك آخر)
رجاءي اليكم، اصنعوا لانفسكم وجوهاً تبحث عن التفاؤل، وان كان صعباً ولكنه ليس مستحيلاً.
دوى التصفيق مع بسمات نشرت الامل في ارجاء الحرم الجامعي..بسمات لم تشهدها من قبل على تلك الوجوه التي طواها تراب اليأس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا


.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو




.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا


.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر




.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق