الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاهيم مغلوطه دائماً !

مهند بنّانه

2011 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


مفاهيم مغلوطه دائماً !

عند نهاية كل يوم يظهر لنا مهرجوا العاروبة من منابرهم الورقية لـِ طعن هوية الأرض التي يأكلون من خيراتها و يعيشون فوقها، فـ اصبحت الحرب هي حرب كلامية و ابتعدت عن ساحات النقاش المنطقي و العلمي، و التجأ هؤلاء لـِ سلاحم "البلاغة" ! و يا لها من بلاغة تعبر عن فقر في الأفكار و المجابهة الأيدولوجية الجادة، فـ ظهر ذلك الفارس الدونكيخوتي يعلن بأنه عربي أمازيغي مسلم ! حتى تركيب الجملة يثير الريبة و الإشمئزاز ! و كأن العروبة و الإسلام كمّاشة على الأمازيغية تعصرها و تحاصرها بصورة محكمة توضع فيه صفة الأمازيغي كـ صفة بلا صفة، نكرة معرف لـِ تعريف الأخر، دائماً ما اطرح نفس التساؤل حيث لماذا لا يقال عربي إيراني مسلم ؟ مثلاً، أو عربي تركي مسلم ؟؟ لماذا الأمازيغي يجد نفسه عبارة على اسم يتمسح فيه الأخر حتى يلمع صورته بصورة رخيصة جداً، هل الإعتراف بـِ الأمازيغية هكذا ؟ و نحن في مطلع القرن الحادي و العشرين، حيث ثورة المعلومات و مصادر التاريخ مفتوحة على مصرعيها لـِ الصغير و الكبير، حيث اصبح الباحث و الطالب و الأكاديمي على نفس القارب بلـ ربما الطالب يكون في الكثير من الحالات اكثر امانة و مصدقية ممن اصبحت الصفة الأكاديمية لديهم مرادفة لـِ تجديد البيعة و حراسة المعابد القديمة التي دنستها الحقيقة، و طهرت عقول البسطاء و نقلتهم إلى عالم حر تبنى فيه المساجد في الصدور كما قال الراحل مبارك ؤلعربي، عالم لا يعترف بـِ الحسابات الضيقة و التوصيفات المدسوسة.
لكن المسرحية لا تنتهي و السينايرو يرفض أن يجف حبره المستورد، فـ يقفز الأخر و يكرر بأن الأمازيغية تهدد الوحدة الوطنية ! او أن الإعتراف بـِ اللغة الأمازيغية كـ لغة رسمية سـ يثير الفوضى و بأنه قرار غير واقعي، اتسأل هنا بكل حيادية، هل دسترة اللغة العربية لـِ شعب غير عربي امر واقعي ؟ هل التعريب امر واقعي ؟ هل قصر تاريخ المغرب كـ مثال على التاريخ الإسلامي او التاريخ الإسلامي المختار امر واقعي ؟ اين كانت الواقعية في افكاركم و مخططاتكم يوماً؟ هل الدفاع عن فلسطين من المغرب و نسيان قضايا الشعب المغربي مثلاً امر واقعي ؟ حتى الواقعية اصبحت نسخ كثيرة مثل الحقيقة و الوطنية.
هل إعطاء حقوق الأمازيغ الناطقون بـِ اللغة الأمازيغية سـ يهدد الوحدة الوطنية ؟ تم يقولون بـِ تعميم ساذج بأن اغلب دساتير العالم تملك لغة رسمية واحدة ! و هم يتجاوزن حقائق في العالم تنفي هذا الإدعاء جملة و تفصيلا و ابسط مثال سويسرا التي تملك اربعة لغات رسمية، المضحك عندما وصف احدهم سويسرا بـِ الفوضى اللغوية !! و كأن حال بلاده افضل من سويسرا
التي تعتبر من اكثر دول العالم ديمقراطية و شفافية و إصلاح.

هل حماية الوحدة الوطنية تعني محاربة الأقليات اللغوية في شعب أمازيغي الهوية و الثقافة ؟ هل كل هذه الزوبعة لـِ حماية احلام العروبة في المغرب التي ماتت و لم يعلن عن وفاتها بعد ؟ فـ مشروعهم سقط ولا رجعة فيه، فـ العروبة ليست طائر الفينيق ولن تكون يوماً فـ طائر الفينيق يعود إلى الحياة من جديد، يولد من جديد لكن العروبة تكرر نفسها و تكرر نفس المأسي من العراق إلى ليبيا إلى سوريا .

لا ننسى إضافة الإسلام لكل خلطه شوفينية يقدمها هؤلاء لنا بـِ شكل العشاء الأخير ! و مقبلات من قبيل محاربة التبشير و و ! و
المصطلحات تتزايد كل يوم و الحرب الكلامية المبطنة تزداد إحترافية و ثعبانية حيث اصبح الدفاع عن الأمازيغية مرادف لـِ الفتنة و العنصرية و الدفاع عن فلسطين و الشيشان مرادف لـِ الوطنية ! لكن عندما يقومون بـِ تبجيل صدام حسين و مساعدة معمر القذافي و الإستشهاد بـِ جمال عبد الناصر فهذه بالتأكيد ليست فتنة أو عنصرية, و على الأمازيغ الإكتفاء بـِ الشخصيات
التي تسمح الدولة بـِ الإقتداء بها او معرفتها.

بـِ قلم : مهند بنّانه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -