الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأردن .. من حكومة أزمات الى شعب يفتعل الازمات

رعد خالد تغوج

2011 / 4 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


نعم ، لقد كانت حكومة سمير الرفاعي حكومة أزمات ، وأكثر من ذلك أنها أستهوت تأزيم الشعب والبطش به وممارسة كافة انواع الأحتيال عليه ، سواء كان اعلاميا أو غيره، بالأضافة الى أنها حكومة شابة لا تعرف معنى السياسة الحقة ، فسمير الرفاعي ، الذي أصبح رئيسا للوزراء على الشعب الاردني، بين ليلة وضحاها، لم يعرف مطلقا التصرف بروية، لأنه ببساطة لا ينكرها اي مواطن اردني، عبارة عن رجل اعمال، وياتي الى الاردن فقط كسائح، هذا أذا كانت الاردن من مستواه الطبقي ، فلقد خلف لنا هذا الرجل "المحنك " أزمات ومشاكل أقتصادية تنوء عن حملها جبال ، وذلك سوء تصرفه مع الشعب ، أو لضمير أصبح برسم البيع أو عدم مزاولة المهنية بحرفية ، أما حكومة معروف البخيت، ورغم أن هذا الرجل يعتبر غامضا، إلا أن المشاكل المُثارة حاليا ، هي ليست من صنعه ، رغم أن هنالك أقاويل كثير ، سمعتها شخصيا على الاقل، تبين أن الرئيس لا يتصرف بحنكة أحيانا ، الا أن رأي الشخصي أنه رجل مرحلة ، وأتمنى أن يستطيع أحتواء المواقف ولملمتها ، بأسلوب حضاري وأنساني جميل ، والواقع ان الشارع هو الذي يثير الازمات حاليا في الاردن ، وخصوصا الأعلام ، وتلك النخبة الاعلامية ، التي تسمي نفسها نخبة ، والتي يئس الشعب الاردني من سماع اصواتهم ورؤية صورهم على الصحف والجرائد ، والمثير أن رؤساء التحرير ، والمتمسكين حتى الممات بكارسيهم وأدوارهم المفصلية في الاعلام الاردني ، يضغطون على الصحفيين ، ولهذا لا نرى أي هتاف مثلا بأسقاط هؤلاء الأسماء ، ومنهم من لم يكمل التوجيهي ، ونصابه من هذه البلاد ، كنصاب النعامة العجفاء التي لا ترى الا ما يشذبها أكثر فأكثر، ويستطيع المتتبع الفاحص للأمور ، أن يرى الى اي حد ساهم هؤلاء بأفساد الشعب الاردني ، عبر تقزيم كافة الرجال الحقيقين والوطنيين المخلصين ، في نفس الوقت الذي يتم فيه نفخ بالأشخاص والأفراد الفاسدين ، فقلبوا القيم رأسا على عقب ، وحولوا القرد الى غزال ، وهم يفقدون الاحساس بالزمن ، لأنهم يظنون أنفسهم خالدين على كراسيهم ومناصبهم ، فأنيما الخيال أرتفعت عندهم الى مستوى متسرطن جدا ، والجدير بالذكر أن معروف البخيت ، بأعتقادي على الاقل، يمتلك رؤية ، لكن الفرصو والقت الذي جاء به ، جعلت موقفه محرج على كافة المستويات ، والشعب الاردني ، الذي لا يعرف خفايا الاصلاح ولا يهمه الصالونات السياسية والاحزاب والنقابات وغيرها من الامور ، يعرف جيدا أنه بحاجة لتطوير الاردن، دون رفع شعارات أو أعلان ولاء للملك ، فمن يحب الملك يحبه بقلبه ، وليس بالصور والمزركشات الفارغة والتفنن برسم صور للملك ، وتعليقها على السيارات وابواب المنازل ، نعم ، نحن يئسنا من هؤلاء ، ينبغي على جميع الوجوه أن تتغير ، ولكن ليس الان ، بل يجب على حكومة البخيت أن تأخذ نصابها من عمليها الاصلاح ، فالرجل لم يبدأ بعد بالاصلاح ، ويحتاج الى المزيد من الوقت ، فهذه دولة وليست شركة سياحية أو أرض تريد أصلاحا ، والقضايا المثارة حاليا من كافة الجهات ، تحتاج الى المئات من الخبراء لحلها ، فما بالنا اذا كانت تقع على عاتق شخص واحد ، هو البخيت ، وهنال قضية ان بعض القضايا التي تبزغ بين الفينة والأخرى ، كانت في طي النسيان ، فمالذي جعلها تظهر فجئة ، مثلا موجة السلفين والأشتباك الحاد بينهم وبين الدرك في منطقة الزرقاء ، لقد سمعت بأم أذني أناس وأشخاص وجيران لي ، يتعجبون أن الاردن فيه سلفية !! نعم يتعجبون ، لم نسمع قط بوجود حركة سلفية جهادية تكفر النظام نفسه قبل تكفير باقي فئات الشعب ، وهؤلاء معروفين ، لا يتحركون ألا بأوامر ، فمن الذي شحنهم أيديلوجيا وحركمهم ليحصل ما يحصل ، أننا بحاجة الى سكوت ، فقط سكوت ، فمن يريد الولاء وأعلان ولاءه فليسكت ، وهكذا يعتبر من تكلم هو المعارض وهو المخرب وهو الفاسد والذي لا يريد لهذا البلد الخير ، فالسكوت في هذه المرحلة هو عنوان نجاحنا من الخروج من هذه المحن ، الذي خلفته لنا الحكومة الرفاعية الجاهلة ، ومن أراد أن ينصح الملك أو ينصح الوزير أو اي رئيس ، فلينصحه بقلبه وبدعاءه ، وليس ببعث رسائل وأعلان ولاء أو غيره ، هذه حركات أصبحنا ندركها جميعا ، ومن يظن ان التاريخ داجن وان الشعب الاردني لا يفهم ما الذي يجري ، فهو أحمق ، نريد من دولة الرئيس أن يكمل ما بدأه ، وان لا يعدنا بشيء ، بل أن يقدم لنا ما أنجزه فقط ، وكذلك الحال مع الصحفيين والكتاب والمستشارين ، الذين أصبحوا الان يجدون وضائف جديدة بأبذائهم النصائح لكل حكومة ، فهل معروف البخيت لا يعرف أن الرجال الذين حوله هم بهئام أو خونة أو غير صالحين !! هو يعرف كل شيء ، فهو رئيس وزراء ،وليس لاعب تنس أو غيره ، فلذلك لا نحتاج الى المزيد من رسائل النصح وتقديم الاستشارات المجانية ولا كذلك رسائل تحذر الرئيس من بطانته الفاسدة أو عملاء سيطيحون به ، فأهل مكة أدرى بشعابها ، وهو الأدرى بهذه الصناعة ، وفي الختام أطلب أعتذار مزدوج من الاعلام ومن الحكومة على الكلمات الجافة التي قلتها ، ولكني قلت ما قلت لا تملقا ولا تزلفا ، والله ولي التوفيق









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار