الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دماء من حدق الدموع

علي لطيف الدراجي

2011 / 4 / 16
السياسة والعلاقات الدولية


اورقت الثورة شراراً في قلب المظلومين واضرمت لهيبها في احداق الوجود فتجرد الحق من غمد صبره ولمع كبرياؤه في الآفاق،هنا وهناك..حل غضبه كالبرق في غياهب الليل متوجراً بالآهات والآلام الطويلة.
تهدلت دموع الأبرياء وذبلت جفونهم وانفجرت من جراحاتهم جراحات ومن نهاياتهم نهايات واحتظرت احلامهم في قبضة الطاغوت..وتحت انيابه تكسرت امال وحكايات،ولم تبقى لصراخاتهم بقية في قاع ارواحهم المعذبة،ولم يكن لأنينهم صدى في ارجاء الكون.
قصة واحدة..بطلها واحد..مخرجها واحد..وضحاياها متشابهون..سقطوا في بئر التعسف والجور وشربوا من مرارة الحاكم الجائر بكاس ناح في احضان الوطن.
طال مخاض الأمة العربية سنوات وسنوات وسُطرت احرف معاناتهم على جدران المدن والحواري وافترشت الطرقات..فولدت الثورة ودقت ساعة الولوج عبر بوابات الخروج الى الحرية لتحطم زنزانة الخوف وظلمة الرعب ودبت الروح في ذلك الجسد الذي ارادوه ان يموت ويزهقوا روحه بإيادي قتلة غرقت اناملهم في برك الدماء وازدحمت جرائمهم على مسلة الشهداء.
انها الثورة التي شمرت عن سواعدها وسواعد صانعيها وكانت البكر التي جاءت الينا تحبو من تونس ورأينا اثارها في مصر وليبيا والبحرين واليمن والمغرب،نبشت بأيديها تاريخ الكراسي ففاحت رائحتها الكريهة من قممم القصور والبيوت الفارهة التي شيدت بحجر تحمل كل ذرة فيه اهات واهات.
حتى صرخة الشيعة جاءت عظيمة من افواه الصابرين في جلباب حلمهم صدحت من وحي عاشور واستقت قوتها من دماء الشهيد الصادق وسموها من راية العباس وصبرها من علياء وجلال زينب الحوراء،فأصطبغت الثورة بلون الشهادة منذ ان كان الحسين معلمها وملهمها عندما خط على لوح الكون ذلك النصر الذي بات درساً لجميع الاحرار ممن يلفظون انفاسهم تحت تشوهات وجه الظالم..وممن قارعوا قسوة الحكم الدموي واصفاد الشر.وعانوا من بطش حكمه وعتوِ طغيانه.
انها ليست ثورة ذات ماركة اميركية او صهيونية كما يزعم الواهمون ممن لايعرفوا ولايدركوا حقائق الأمور ويريدوا ان يجعلوا من اقطاب الشر البعبع الذي له اليد الطولى في كل شئ وله الفضل في التغيير والتحولات السياسية التي راح ضحيتها كل محتال مطيع،هذه هي ارادة الشعب في قلب الواقع وتحرير الأنفس من هول السياسات المجنونة وهي ارادة لم تأخذ نصيحتها من افواه القابعين في البيت الابيض لضرب عملائها في المنطقة العربية وممن بذلوا الكثير لطمس الأمة العربية في وحل الهيمنة ايا كانت شكلها وانما هي روح الشعب التي ذبحت بيد القائد والزعيم وفكره الثوري المسروق.
هي الرصاصة التي نفذت في قلب الوطن وامطر بجرحه اميال من المسافات.والوثبة التي ستدفع اولئك المجرمين الى نهايتهم التي لانريدها مأساوية فحسب ويكتفي التأريخ بتدوينها فوق اسطره لابل نريدها ضربة معلم في مدرسة يُشيدها من يصف نفسه بالسياسي والعبقري وبأنه من يرسم للأخرين سياساتهم وحياتهم..وانما في مدرسة الحسين التي لايفهم منهاجها الا العارفين بأن الحسين نبراس وآلق في فكر الأحرار ولايحل طلاسمه الا المؤمنين الذين سيغيرون وجه التأريخ بعزمهم وصبرهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة