الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو كان لي........ ان استرد قبلاتي!!

مزهر بن مدلول

2011 / 4 / 16
الادب والفن


...................
لو كان لي.. ان استرد قبلاتي.......
تمتم الرجل بذلك دون ان اساله........... ثم استغرق في سرد معاناته بطريقة لاتخلو من سخرية.......
..................
لم تكن.. إلاّ نصفها إمرأة، ونصفها الآخرمطليٌ بالدخان..
لكنها استحوذتْ بذكاء امراة لعوب، على كل شئ..
كل شئ..
كل شئ..
..................
نظراتهُ تلاحق دوائر دخان سيكارته في الهواء، وكأنه يتحدث اليها.
..................
حين نظرتُ الى وجهها اول مرة.. كان يشبه حبة كرز، وقد تفتحت براعمها في الاماسي الجميلة..
حين سمعتُ صوتها اول مرة.. تخيلتها تتأرجح على خيوط الشمس، بينما قلبي يطير الى هناك..
وحين طوقتني بعينيها.. سحرتني الاجفان، وغفوت تحت ظلالهما..
.................
فقدتُ بصري، وتدفقتْ مملكتي الشعرية، وانهمر منها مطرا مليئا بالاشعة والعشب..
.................
تغلغلتْ، كما الموسيقى الناعمة، الى اكثر اعماق الروح عمقا، واصبحتْ ابتسامتها بداية الحياة ونهايتها بالنسبة لي..
كنتُ اكثر الرجال طربا وغناءا.. واجملهم افقا وشاعرية.. واشدهم غرقا في بئر السعادة..
تلك السعادة التي تصورتها، ابدية لاتنتهي.. وقد شملني الآله المبجل بعطفه اخيرا، قبل ان تتبدد مثل فقاعة صابون..
.................
امراة رقيقة الشعور.. حزينة النفس.. ولها جانب من الرهافة والنعومة.. وتستلهم في سلوكها بواعث الاشتهاء الحقيقي ودوافع سامية للخصوبة..
فوجدتُ نفسي فجأةً، مسلوب اللب، ومضطرب الافكار، ضائعا في عاصفة عاتية من الاحاسيس والهواجس..
كنتُ طفلا، أفوق في براءتي، سائر من هم في الخمسين من العمر،على حد تعبير ديستوفسكي..
بدا كل شئ من حولي ينبض بالجمال، وكأن الحياة بزغت لتوها، وكنتُ على اشد غفلتي، مقلدا ومحاكيا، كأني في ذلك (بوذا الحيوانات)!..
ودون ان ادرك، بأن عقلي مسروقا، وان ثمن ذلك هو رطلا من لحم قلبي.. اللحم الابيض لتاجر البندقية، ولكن دون محامي ودون ان تكون (بورشيا)!..
هكذا مرت خمسة اعوام، كأنها حلما، نسجتهُ بنفسي وبشكل باهر الروعة، وانحبستُ داخله بمتعة عجيبة، فكنتُ وثنيا على طراز جوتة العظيم..
حلم انساني.. حلم يوحي بفكرة الجمال الابدي.. تلك الفكرة المقدسة، التي رايتُ الحمقى وهم يسحلونها على ارصفة الشوارع!..
كنا نتثائب بانفاس بعضنا، ونخترع الوسائل، بعيدا ان توبيخ التقاليد، لكي نلتقي ونتبادل كلمات الغزل.. نفيضُ بالنظروالبوح.. واحيانا كثيرة، نتبادل شتائم الحب المألوفة.. وكانت ثمرة ذلك، هو الفرح الذي لاتكدره سحابة..
غمرتني المشاعر المدهشة.. وكنت كما الاعمى، راضيا ان تقودني الى المجهول، او اني اسير وسط زوبعة الضباب شديد الكثافة، فلم اراها، الاّ وقد تجسدتْ امامي، مثل قوس قزح، او اني في جبال مقفرة، وبدتْ هي، مثل وردة نمتْ على حجر..
هكذا كنتُ اراها ، آمالٌ مضيئةٌ، خالصةٌ ونقية.. صورة العذراء فوق النافذة.. الضوء المنساب من خلال العتمة..
ولكن، يبدو ان الشمس لاتخلو من البقع!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام


.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد




.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش


.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??




.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??