الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فشل المصالحة الفلسطينية زنقة زنقة

خالد عبد القادر احمد

2011 / 4 / 17
القضية الفلسطينية



لم يكن ممكنا لمصالحة فلسطينية تتجاوز الحالة الانشقاقية ان تتم, طالما ان شرط كل طرف من اطرافها في محاولة التصالح هو الغاء برنامج الطرف الاخر ورؤيته السياسية, وهي محاولة لم يكن لها ان تتم طالما ان كلا الطرفين الفلسطينيين ليس مستقل القرار بل يقوم بدور ممثل ومندوب محور اقليمي واتجاه عالمي في التسوية, وهو لا يملك لنفسه القدرة على التحرك خارج الهامش الذي يسمح به المحور الاقليمي والاتجاه العالمي. وفي مقال سابق ايضا اشرنا الى ان سباق المبادرات بينهم لم يكن سوى محاولة لتفادي عداء الموقف الشعبي الذي يهدد بالانتفاض والمطالبة بانهاء الانقسام, ومحاولة من كلا الطرفين لتوظيف هذه الحالة الشعبية لصالح اجندته السياسية حول التسوية,
إن الحركة الفعلية للاطراف الفلسطينية في الصراع, ليست حركة اصيلة بل حركة انتدابية تمثيلية, لا تخرج عن اطار محالة تسوية الصراع العربي الاسرائيلي على اساس القرار 242 وان المساومة لحقيقية تتم فعليا بين المشروع الصهيوني المتموضع في شرق المتوسط والمشروع الخليجي المتموضع فيالخليج, يقاطع ذلك ويعيقه حركة محور الممانعة الممتد من منطقة الخليج وحتى شرق المتوسط _ ايران تركيا العراق سوريا, وان حماس وحزب الله والسلطة الفلسطينية هي ادوات سياسية بيد هذه التكتلات والمحاور.
ان الاشكال المتعرجة للمناورة السياسية لا تضلل المراقب السياسي الذي ينتبه لحركة المحاور والتكتلات الرئيسية وان نجحت في تضليل من يراقب حركة الاجزاء من منطلق تقدير انها اطراف مستقلة, لذلك علينا قراءة تفجير مبادرة المصالحة الذي حملته تصريحات الاطراف الفلسطينية باعتباره مؤشرا على تغير في مسار الصراع الاقليمي بين التكتلات والمحاور وادراك وجود تجدد ضغوط الاتجاهات العالمية عليها,
فعلى الصعيد العالمي نجد حالة تقارب اوروبية امريكية للتعامل مع المستجدات التي جاءت بها الانتفاضات الشعبية للوضع الاقليمي وهو تقارب يعمل لصالح الرؤية الامريكية والعربية الخليجية في التسوية, وهو يعترض المسار الفلسطيني الذي بات ينظمه مقولة استحقاقات ايلول, والذي في جوهره يركز على محاولة الحصول على اعتراف عالمي بدولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران,
بهذا الصدد نجد ان الخلافات داخل هذا الاتجاه لا تتعلق بالمبدأ بل تتعلق بكيفية تحقيقه في الواقع, ونجد ان تباين الاساليب الاوروبية والامريكية هنا انما تنحصر في كيفية تجاوز الرفض الصهيوني للمبدأ, حيث نجد ان للموقف الصهيوني اثرا اكبر في العامل الامريكي عن العامل الاوروبي, لكن كلا من اوروبا وامريكا ينطلقان من حالة قبول للمبادرة العربية كاطار لمقولة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران, وإن اختلفتا حول ما يجب السماح به للكيان الصهيوني في تحديد صورة الدولة الفلسطينية هذه, فنجد ان الولايات المتحدة الامريكية تصر على ان يكون ذلك من خلال التفاوض المباشر بين الطرفين الصهيوني والفلسطيني وهذا يخضع لميزان القوى بينهما, بينما تقبل اوروبا ان يبذل الطرف الفلسطيني محاولة رفع سقف مطالبه في صورة الدولة الفلسطينية
لقد بلغ التوتر بين اوروبا وامريكا حده الاعلى عشية الوضع الليبي, وكلنا يذكر عزلة الولايات المتحدة الامريكية في مجلس الامن حين التصويت على مسالة المستوطنات, وايضا البيان الاوروبي الذي صدر تاليا والذي اكد على وجود فارق واضح بين النهج الامريكي والاوروبي, ولم يكن غريبا ان تنجح امريكا في توريط اوروبا في الوضع الليبي وان تجعله موضوع مساومة معها حول تسوية الصراع العربي الاسرائيلي, حيث اشرنا في مقال سابق ان الولايات المتحدة تركت ليبيا للقرار والمصالح الاوروبية في مقابل سماح اوروبا لامريكا بالاستفراد بمسار تسوية الصراع العربي الاسرائيلي, ويبدو ان اوروبا لم تحسن مبكرا قراءة مدى السوء الذي سيكون عليه وضعها في تعاملها مع الوضع الليبي خاصة بعد تراجع الاسهام الامريكي في المجهود العسكري ننا اعطى الولايات المتحدة فرصة ابزاز الموقف الاوروبي في التسوية, فكان تكرر تاجيل اجتماع اللجنة الرباعية بل ويضا ورطة دول مجلس التعاون الخليجي كذلك بما انها تتحمل عمليا تكاليف العمل العسكري الرئيسية في ليبيا.
لقد احسنت الولايات المتحدة توظيف الوضع الليبي في الضغط على كل من اوروبا ومجلس التعاون الخليجي لصالح استعادة السيطرة على مسار مفاوضات التسوية العربية الاسرائيلية وفي سياقها مفاوضات التسوية الفلسطينية الصهيونية, في حين تولى الجانب الصهيوني العمل على تعميق حالة الانشقاق والانقسام الفلسطينية عبر رفع سقف مطالب حركة حماس في المصالحة بان عقد معها اتفاق تهدئة غير مباشر يمثل بذاته درجة من الاعتراف بموقع تفاوضي لحركة حماس كما غازلها بموضوع الجزيرة البحرية واحتمال اعادة نشر قواته في الضفة الغربية بطريقة مدروسة تستفيد منها حركة حماس في الضغط على السلطة الفلسطينية وكذلك بالاشارة الى احتمال سماح الكيان الصهيوني بوصول سفن المساعدات لقطاع غزة بعد تفتيشها من قبل طرف محايد, وبذلك ارتفع سقف مطالب حركة حماس في المصالحة في مواجهة حركة فتح والسلطة الفلسطينية وفي مواجهة الوساطة المصرية الجديدة,
لقد تولت الولايات المتحدة الامريكية جانب الخليج فكانت الاتصالات القطرية بالسلطة الفلسطينية اثناء تواجد امير قطر في امريكا, في حين تولى الطرف الصهيوني نفخ الموقف المعنوي لحركة حماس لذلك لم يكن غريبا ان ترقص الاطراف الفلسطينية على انغام هذه الالحان وان تنفجر تصريحات فشل المصالحة, ولك الله يا شعبنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غالانت: لدينا مزيد من المفاجآت لحزب الله.. ماذا تجهز إسرائيل


.. مظاهرات عالمية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان




.. مروحية إسرائيلية تستهدف بصواريخ مواقع على الحدود مع لبنان


.. سعيد زياد: الحرب لن تنتهي عند حدود غزة أولبنان بل ستمتد إلى




.. قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية على شقة في بطرابلس شمال لبنان