الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مديح الكراهية

نقولا الزهر

2011 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


مديح الكراهية
في الخمسينات لما كنا طلاب في المدرسة الثانوية، كنا نتظاهر كثيراً ليس فقط ضد الاستعمار والصهيونية، وإنما كنا نتظاهر من أجل اي مشكلة سياسية أومطلبية على المستوى الوطني واحياناً على المستوى المحلي، ومرة اضربنا ثلاثة أيام في جودت الهاشمي في دمشق احتجاجاً على مديرية التربية لأنها نقلت مدير الثانوية هاشم الفصيح إلى مدرسة أخرى، وهذه الحادثة كانت في ظل حكم العقيد أديب الشيشكلي، كنا نسميه الديكتاتور، لكن لا أعرف إذا كانت هذه التسمية تصح عليه الآن إذا قارناه بمتسلطي هذه الأيام.لم تضرب علينا آنذاك القنابل المسيلة للدموع ولم نعتقل ولم يحقق معنا،وفي اليوم الثالث أصدر مدير التربية في دمشق تثبيت هاشم الفصيح مديراً لجودت الهاشمي.وحينما كنا نتظاهر من أجل قضايا مختلفة،ونخرج من المدرسة لنلتحم بمظاهرة الجامعة السورية عند المتحف.كانت تحدث في كثير من الأحيان مشادات واختلافات على الشعارات بين البعثيين والشيوعيين والإخوان المسلمين والقوميين السوريين.ولكن بعد أن ننتهي من المظاهرة نعود نحن الطلاب المختلفين في اليوم الثاني لنتكلم مع بعضنا واختلافنا لم يكن يمنعنا من تبادل الزيارات في بيوتنا .هكذا كانت الحياة السياسية فلم تكن هنالك ثقافة للكراهية.ولذلك فإنني اليوم مندهش ومستغرب جداً حينما أرى سورياً مدججا يرقص بنعليه الغليظين بحقد ونشوة وتلذذ على ظهر متظاهر سوري مكبل ووجهه إلى الأرض. ذكرني هذا المشهد المروع بالروائي السوري خالد خليفة وعنوان روايته(مديح الكراهية).كم هو عنوان رائع وعميق وله علاقة بموضوعية ماتغير على المشهد السوري خلال نصف قرن من الاستبداد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أستاذنا الكريم السيد نقولا الزهر المحترم
ليندا كبرييل ( 2011 / 4 / 17 - 06:49 )
تلك الفترة المُفترى عليها ، كانت نزهة وشمة هوا لما يلقاه الأحرار اليوم . بل إني بالغت أن قارنتُ تلك المرحلة بهذه ، صدقني دعوت على رجليه بالكسر لما رأيته يتنطوط على ظهر شاب من عمر أولادي ، وكم جرفتني أحلام اليقظة أن ياكلوا ربع ما يذيقونه للعزل ، مرحلتكم ؟ مرحلتكم يا أستاذ كنا مرشحين فيها للدخول إلى العالم المتمدن ، فجاؤوا وقضوا على كل ذرة أمل . نيال جيلكم .. على الأقل عرف بعض الحرية .. نحن .. نعم .. ماذا عرفنا ؟


2 - هذه المظاهرات نقد كبير لذلك الجيل
نقولا الزهر ( 2011 / 4 / 17 - 08:49 )
تحياتي للأخت العزيزة ليندا كبرييل.صدقتي ياسيدتي كنا في تلك المرحلة في طريقنا للتمدن،ولكن قطعوا ذلك الطريق باسم الأيديولوجيا القومية والثورية وووووووو.أني أثني على ماقاله الدكتور محمد علي مقلد في مقال له قبل شهرتحت عنوان(هذه المظاهرات ضدكم) وهو يقصد ذلك الجيل، جيل الخمسينات الذي وقع في فخ الإيديولوجيا والشغل على فوق الدولة وليس بناء الدولة الحديثة بذاتها.ولقد أدى الشغل على فوق الدولة(الوحدة العربية،الأمة الإسلامية،الأممية البروليتارية) بأن ننتهي على الشغل تحت الدولة(العشيرة والدين والمذهب والعائلة والطائفة) فيجب أن نعترف بإننا لم نجن غير قبض الريح في الوقت الذي كان من الممكن أن ندخل إلى المدنية.رحم الله خالد العظم حين تحفظ بقوة على الوحدة الاندماجية السريعة بين سورية ومصر

اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران