الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قناة العراقية ... أنا ولي نعمتك

حسنين السراج

2011 / 4 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كل القائمين على شبكة الاعلام العراقي بكل وسائلها الأعلامية المرئية والمسموعة والمقرؤة . عليهم الوقوف امام أولياء نعمتهم بوضع الاستعداد دون ان ترمش لهم عين . يجب ان يفهموا ويستوعبوا ان الشعب العراقي هو ولي نعمتهم الاوحد . والحكومة العراقية حالها من حالهم . ليست الحكومة العراقية في الواقع ألا مجموعة من الموظفين يصرف لهم الشعب رواتبهم وفي يد الشعب تغييرهم وأنتخاب غيرهم حين يشاء ذلك .

أنا ( الحمال والمنظف والفلاح والمهندس والطبيب والضابط والكاسب ... ألخ) ولي نعمتكم الشرعي وليس رئيس الوزراء أو رئيس الجمورية او رئيس مجلس النواب . كل هؤلاء مثلكم موظفين لدى الشعب .

حين تملك الحكومة المال والقوة لا يعني ذلك انها المالك الشرعي لشبكة الاعلام العراقي . أن المالك الشرعي الأوحد لمؤسستكم هو الشعب والشعب وحده .
على فرض أن وسيلة من وسائل الاعلام التابعة لشبكة الأعلام العراقي تعرضت لضغط من قبل الحكومة أو من قبل مجلس النواب أو من قبل رئاسة الجمهورية لتميل لجانبها فعلى هذه الوسيلة ان تعرف قيمتها . وتعلن لمالكيها الشرعيين تعرضها لضغط من قبل جهة رسمية بطريقة تسترعي انتباه أكبر عدد ممكن من الناس . وتحرضهم على التظاهر السلمي للدفاع عن حياديتها .
يجب أن يعلم كبار المسؤولين عن شبكة الاعلام العراقي أن بأمكانهم الوقوف بكل كبرياء عالي وندية امام اكبر موظف حكومي وظفه الشعب من رئيس الوزراء الى أصغر موظف .

وعليه الوقوف بوضع الاستعداد امام الشعب وعليه أن يحترم عقول الناس ومستوى أدراكهم للواقع . فنحن في زمن تتوقع فيه أن تجد امرأة مسنة تملك وعي سياسي عالي وتتوقع فيه أن تجد رجل امي يملك وعي سياسي رفيع المستوى . فأدراك السياسة وفهمها لم يعد حكرا على المتعلمين أو اصحاب الشهادات .
أن أحترام عقول الناس ونقل الواقع كما هو بكل حيادية ونقل الراي والرأي الاخر بكل حرفية عامل أساسي في تحديد عدد متابعي الوسيلة الاعلامية وكما نعلم ان الوسيلة الاعلامية بدون متابعة تعني لا شيء . بل اللاشيء أفضل .

من المعيب أن نجد قنوات عراقية تحاول جاهدة تحويل العراق الى افغانستان تملك أدوات فعالة في التأثير على الشارع أكثر من القناة التي نصرف عليها . ومن المخجل ان تتمكن قنوات عراقية تريد حرق العراق وتحويله الى ساحة حرب من التأثير في الرأي العام . وتفشل القناة التي نصرف عليها في أرضائنا بنقل الحدث والخبر كما هو ونقل الرأي والرأي الاخر بكل حيادية .

قبل سنوات وفي أحد البرامج المباشرة في قناة العراقية وكان البرنامج مخصص لجمع تبرعات لكارثة جسر الأئمة , أتصل أحد الاشخاص وقال :( لماذا نجمع تبرعات ونحن في دولة غنية يستلم وزرائها رواتب ضخمة أليس الأولى ان تذهب هذه الاموال لمعالجة هذه الكارثة ) فقاطعه مقدم البرنامج بأنفعال وقال له :( أحنة الى متى نبقة بهاي العقلية خالين عينة على راتب فلان وعلان . احنة معلينة براتب فلان وعلان . أحنة نريد نعالج مشاكلنا بنفسنة خلي نترك هاي العقلية مال هذا راتبة هلكد وذاكة راتبة هلكد ) .
هذا الكلام يدل على ان مقدم البرامج كان يعتقد حينها أن من يتحدث عن ضخامة راتب فلان وعلان من المسؤولين فهو يتحدث من باب حسد النعمة . الحقيقة تقول أن أي موظف في الدولة من المنظف الى مقدم البرامج الى رئيس الوزراء يستلم راتبه من الشعب والشعب من حقه الحديث دائما وأبدا عن أنزعاجه من أرتفاع قيمة راتب المسؤول الكبير ومن حقه أن يعبر عن أمتعاضه من دنو قيمة راتب الموظف العادي .

لا يوجد مشكلة في دعم الحكومة حين تقوم بخطوة أيجابية . لكن يجب التركيز على الحكومة أيضا حين تقوم بخطوة سلبية . يجب ان يفهم القائمين على شبكة الاعلام العراقي حقيقة أنهم يملكون منبر بأمكانهم فيه أيصال صوتهم للشعب الذي يصرف عليهم من أمواله في حال تعرضهم لضغوط . ويجب ان يعلموا ان المالك الحقيقي لهذه المؤسسة هو الشعب وليس الحكومة فالحكومة ليسوا الا مجموعة من الموظفين عيناهم لمدة أربع سنوات وسنغيرهم أذا لم يعملوا بشكل صحيح .
قفوا أمام شعبكم بوضع الأستعداد وقفوا أمام المسؤولين بوضع الكبرياء ونقل الحقيقة كما هي سواء كانت أيجابية او سلبية .

لو كنت مسؤولا لتصرفت بدهاء ودفعت القناة الرسمية دفعا لأنتقادي . بطريقة واقعية وبكل أريحية ولأعطيتهم كل التسهيلات. ليس من باب أني أنسان جيد بل من باب المصلحة والواقعية التي تتطلب في ظل الفطنة التي يتمتع بها المشاهد وفي ظل التنوع العالي في وسائل الأعلام ومنافذ الخبر .

أن ذلك من شانه تقويتي على المدى البعيد . لكن يبدو أن هناك قصر نظر وسوء تقدير وعقلية تستهين الى حد كبير في الرأي العام ومستوى نضجه . فضلا عن وجود قصور في نوعية الخدمة الاعلامية التي شخصناها كمشاهدين ومتابعين نتذوق الخبر ونتذوق الحوار وليس كخبراء في هذا المجال .

أن من يفكر بواقعية سيجد أن التوجه الى بناء أعلام حر وحيادي كقيل بضمان عبور مرحلة من مراحل بناء الدولة . وقد يجعله من الاباء المؤسسون للدولة العراقية في القرن الحادي والعشرين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء ومعاناة نفسية وذكريات جميلة.. تفاصيل مراحل مختلفة عاشته


.. فرنسا تدعم مسعى الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قاد




.. ما رمزية وتداعيات طلب مذكرة توقيف بحق نتنياهو؟


.. إيران تبدأ تشييع رئيسي.. ومجلس خبراء القيادة يعقد أول اجتماع




.. الحوثيون يعلنون إسقاط مسيرة أمريكية في محافظة البيضاء| #الظه