الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شقيقي التوأم نسيَ أن يحتفل بعيد ميلادي...

فاضل الخطيب

2011 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


نحتفل هذا اليوم أنك أصبحت جزءً من حياتنا. أنت لا تشيخ أبداً، تسير الحياة ببطء فوق وجهك، لا شيء أكثر، ورغم ذلك أنت أجمل وألطف، أنت مازلت نبع شعورنا، لأنك الجلاء. ستعود ناصعاً كما كنت يوم صنعتك إرادة الأحرار من كل أطياف وطوائف المجتمع السوري، يوم تكاتف السنيّ والعلويّ والدرزيّ والمسيحي، تكاتف العربي مع الكردي والسرياني مع غيره، تكاتف الفقير والغني، الصغير والكبير، الملاك والفلاح، تكاتفوا من أجل هدفٍ واحد هو الحرية. لم يخاف السنيّ أو العلوي أن يكون الدرزي سلطان الأطرش قائداً عاماً للثورة، ولم يخاف الدرزيّ عندما كان رئيس سوريا سنيّاً. تاريخ سوريا مليء بالشواهد على تكاتف كافة طوائف المجتمع السوري تحت قيادات مسيحية أو كردية أو غيرها من الأقليات. تاريخ سوريا لا يحوي ولا تجربة واحدة فيها اضطهادٌ باسم الطائفة أو الدين أو القومية، إلاّ بعد وصول البعث وخاصة انقلاب الأسد على رفاقه واغتصابه السلطة. والأحداث القليلة جداً في تاريخنا والتي يحلو لرجالات النظام الاستشهاد بها كفزاعة من المسلمين السنة هي أحداث فردية ولم تكن على أساس ديني طائفي، وهناك تجاوزات شخصية لا يمكن اعتبارها موقفاً عاماً. وكلنا يعرف أن الذين يتحدثون عن الطائفية لا يستطيعون تقديم أمثلة عقلانية ومنطقية وواقعية تثبت أقوالهم، لأنه لا يوجد ولم يوجد صراعٌ طائفي خلال تاريخ سوريا. الطائفية والتخويف منها بدأت مع عائلة الأسد لأن نظامه استند داخلياً على تلك الفزاعة السنية الوهمية.
على الذين يؤمنون بالعقل كمرجع أعلى مقدس أن يقوموا بتفعيل العقل كأعظم مَلَكة عند الإنسان، والتحكم إلى العقل في كل ما نسمعه ونشاهده.
سأكون واضحاً أكثر: أنا سوري قبل كل شيء وبنفس الوقت أنا أنتمي إلى أسرة درزية، وأفتخر بتراث وأخلاق الدروز الحميدة، أفتخر بسلطان الأطرش ورفاقه ورفيقاته، ولم أتنكر يوماً لذلك، ورغم بعدي عن جبلي وبلدي لأكثر من 30 عاماً إلاّ أنني ما زلت أحلم بالقرية التي وُلدت فيها، وما زلت أتكلم بنفس اللهجة التي وعيت عليها، ورغم ذلك عندما رأيت قبل أكثر من 6 سنوات بيان مناشدة للرئيس السوري وللمنظمات الدولية بخصوص إلغاء قانون الإعدام بحق المنتمي لعضو الإخوان المسلمين وقّعت عليه مباشرة ودون تردد، لأنني على قناعة أنه لا يوجد ولا أي مبرر أخلاقي –ديني أو دنيوي لقتل إنسان بسبب معتقده.
في تاريخنا أمثلة عديدة عن قيادة مؤسسات كبيرة للدولة من قبل أفراد ينحدرون من أقليات دينية لأنهم كانوا أكفّاء، وليس كما فعل ويفعل نظام العائلة الحاكمة.
لقد حان الوقت –وقد حان منذ زمان- أن نتخطّى ذلك الخطاب الوهمي الخرافي للسلطة، لقد حان الوقت ليقتنع البعض أنه لا بديل إلاّ أن نضع أيدينا مع بعضنا بدون استثناء من أجل مستقبل شعبنا وإعادة البريق لوطننا وسمعته.
لقد شاهدنا قبل أشهر قليلة إبّان الثورة المصرية في ميدان التحرير رجل مسلم يقول باكياً أنه لأول مرة يعانق رجل مسيحي في حياته ويضع الصليب في رقبته، لأن خطاب النظام وأزلامه كان يقوم بمهمة التخويف وسياسة التفرقة والكراهية المتبادلة لأطياف المجتمع كي يسهل له التحكم بالجميع.
ونحن في سوريا نحتفل بأعياد بعضنا، ونأكل وننام عند بعضنا، ويضمنا وطنٌ واحدٌ حررّه أجدادنا كلنا، حتى جاء الأسد واختطفه واختزله بعائلته، وبدأ يخوّفنا من بعضنا.
إنني على قناعة كاملة، ومن خلال تجربة سياسية عمرها عقود من الزمن، تجربة نظرية وعملية في الوطن وفي المهجر. تجربة في دمشق وحلب وحمص وحماه ودرعا، وطبعاً في بلدي السويداء. من خلال تجربة في أكثر من بلدٍ أوربي وأمريكي، ومن خلال علاقة مباشرة وغير مباشرة مع أخوة/أصدقاء من كافة الطوائف والقوميات، وبالضبط من الأصدقاء المسلمين السنّة، أقول أن تجربتي تجعلني أؤكد بكل قناعة وبلا تزييف أنني لم ألمس أي إشارة مباشرة أو غير مباشرة من الأخوة المسلمين السنّة أو عن لسانهم ما يوحي أو يُشير إلى نوعٍ من التفرقة الطائفية أو التعالي أو الإقصاء.
وكان لي تجربة فريدة مع بعض القيادات الإسلامية السنّية خلال عملي ونشاطي السياسي، وأقول للأمانة أن الخلافات معهم لم تكن على أية خلفية دينية، بل خلافات سياسية بحتة. كانت هناك قواسم مشتركة جمعتنا من كل طوائف وقوميات الوطن، وكان ومازال الوطن يجمعنا مع كل أبنائه وبدون استثناء.
أقول هذا مقتنعاً وليس "قيل عن قال" ومؤكداً أن التفرقة الطائفية غير موجودة إلاّ في سياسة وتعليمات النظام الأمنية الداخلية لتفرقة المجتمع، واعتماده النظرية التي عمرها آلاف السنين "فرّق تسد". وكذلك أقول أنني لم أتخذ يوماً موقفاً سياسياً بدون قناعة فيه، وأتحدّى أي إنسان أن يقول أو يُثبت أنني وقفت موقفاً سياسياً لقاء ثمن ما حتى لو كان بقيمة فنجان قهوة.

رفّرف.. استمر رفرفة يا بيرق الحياة
في الجمعة العظيمة وسبت النور
في أحد الشعانين وكل جمعة عندك صارت عظيمة
قف أيها الزمن، يمكنك الجلوس ومشاهدة التقويم
عفنٌ وعنكبوت يغطي صوامع الحرية
وصالونات الحبوب والممانعة الفارغة
ومخاوف قديمة اخترعها الذي أفرغ يومك.
مزاجي سيء ولا عجب، شقيقي التوأم نسي
أن يحتفل بعيد ميلادي.
فاضل الخطيب، 17/4/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مع احترامي لك .....
موسى سعيد ( 2011 / 4 / 17 - 12:50 )
سأفترض حسن النية في كلامك ...
ربما لم تسمع عن حادثة الشيشكلي مع الدروز ، ولا تعرف أن درزياً قتل الشيشكلي في الأرجنتين !!!؟؟؟ ربما لا تعرف ..
الآن هل لك أن تقول لي ما هو الفرق بين سرداب أي فرع أمني سوري وبين الجامع في بانياس حيث تم تعذيب بائع الخضار بعد أن قتلوا رفيقه بالساطور.....
لو كنت تؤمن بما تقول ولا تمسح الجوخ ، لما كان هناك داعي لوصف أصدقائك بسني وو و ...يكفي أن تقول أنه صديق.
للمرة الألف نحن بحاجة إلى علمانين حقيقين وليس أشباه علمانين......


2 - الشعب السوري واحد، واحد واحد
فاضل الخطيب ( 2011 / 4 / 17 - 14:44 )
السيد موسى سعيد: أحييكَ باسمك السري الذي اخترتَ. يا سيدي أعرف تاريخ بلادي وبكثير من التفصيل -سواء المحلي أو السوري العام، ومن يعرف القراءة وليس ترتيل رخيص المخابرات يعرف أن الشيشكلي كان سياسياً، وقام بانقلابه كعسكري، ولم يطرح أو يستند في حكمه إلى الدين أو الطائفة، وحضرتك تعرف أن جبل العرب رفض حكمه وتمرد عليه لأنه حلّ البرلمان وعطّل الحياة السياسية لكل الأحزاب باستثناء حزبه، رفض الجبل حكمه لأنه انقلب على تراث الجلاء وصنّاع الجلاء، واغتياله لم يكن على أساس ديني غيبي، وما يُثبت ذلك أنه بعد سقوط حكم الشيشكلي وغيره من الانقلابيين -ومنهم وكان معه دروز- عادت الحياة البرلمانية إلى الشارع السوري وتواجد تحت قبة البرلمان في عام 1954 الدرزي والسني والعلوي والكردي والمسيحي، تواجد القومي العربي البعثي مع الشيوعي والقومي السوري، تواجد اليميني واليساري، المتدين وغير المتدين، وكان هناك عملياً شعارٌ واحدٌ -الدين لله والوطن للجميع- بقي هكذا حتى جاء البعث وخاصة الأسد. سورية لم تكن طائفية إلاّ في أذهان ورغبات رجال أمن النظام، لأن الطائفية هي فزاعته. والحديث عن الطوائف وتسميتها هو الاعتراف بوجودها وتعايشها


3 - سوريا لا تختزلها عائلة الأسد
فاضل الخطيب ( 2011 / 4 / 17 - 15:34 )
عودة للسيد موسى سعيد وأُكمل تعليقي وأقول: أنه من المؤكد لكل أهل الجبل، أهل سلطان الأطرش أن الأسد قطّع -وبحرفية الكلمة- قطّع أطراف سليم حاطوم خلال التعذيب الذي تعرّض له، وحتى لو سامح أهل الجبل لكنهم لن ينسوه. واليوم وفي ذكرى الجلاء قام زعران ماهر الأسد وداسوا على صور سلطان باشا الأطرش، داسوا في ذكرى الجلاء على صورة القائد العام للثورة السورية الكبرى، داسوا على صورة سلطان الأطرش في جبل سلطان الأطرش، داس زعران الأمن على كرامة الجبل، تلك الكرامة التي كانت دائماً تختزل الجبل. لكنه سيعود حراً مثل باقي جبال وسهول وطني الكبير، وسنكنس كل الزعران وقذارتهم إلى الحظائر والمحاكم العادلة وسنفضح المتآمرين على الوطن وعلى شعبنا. المجد للكرامة. سورية لا تختزلها عائلة الأسد


4 - تحية للاحرار
سعيد علي ( 2011 / 4 / 17 - 17:05 )
أحسنت والله
ثوار الجبل ثاروا من اجل الوطن وضحوا من أجله
زعران الاسد وحكمه كاملا وصمة عار في وجه سوريا وشعب سوريا


5 - بائعوا الوهم...
موسى سعيد ( 2011 / 4 / 17 - 17:40 )
من قال لك أن سورية تختزل بعائلة!!؟؟؟؟ هذا موجود في عقول البعض أمثالك يا صديقي ..تختزل البلد في عائلة كما في ممولي رفاقك السابقين ..السعودية ودول الخليج ..
لا أريد الدخول في مهاترات وليس لي الحق بالحكم على وطنية أحد .. لكن لا أقبل أن تفسر الأمور كما تشاء وتجعلها وطنية أو طائفية يعني حسب السوق منسوق ..
الآن ..مع احترامي لكل الضحايا .. أقبل أن تقول لي أن أهل درعا أو غيرهم ثاروا ضد الظلم أومن أجل أبنائهم .. أو ضد بشار الأسد أو ضد العلويين . أو ضد الفساد ..لكن ما لا يقنعني هو أنهم ثاروا من أجل الحرية ....!!!
حرية ماذا ؟؟؟ التعبير عن الرآي... أو المساواة بين الرجل والمرأة .... حرية الإعلام ..
طلبت منك سابقاً أن تقوم بتجربة .... جربها أمام المطالبين -بالحرية-- في المسجد العمري ...
للمرة ألف وواحد نحن بحاجة إلى علمانيه حقيقين وليس إلى شبه علماني أو علماني طائفي....
وتقبل احترامي....


6 - بؤس علمانية تشاوشيسكو/ الأسد
فاضل الخطيب ( 2011 / 4 / 17 - 18:00 )
السيد موسى سعيد: تحية ثانية رغم تسترك. العلمانية بلا ديمقراطية هي القمع كعلمانية تشاوشيسكو والأسد، العلمانية يا سيدي تعني الاعتراف بالآخر وبالواقع. العلمانية التي حضرتك تنشد هي نظام التوريث الجمهوري والتفريط بالأرض والفساد والقمع والقتل وجعل الوطن سورية الأسد -هنا الاختزال- طبعاً إذا فهمت معناها. حضرتك مثل كل حفظة خطاب المخابرات عند طرح موضوع داخلي للنقاش يهربون للخارج، الخارج الذي يبكي زعماء النظام لاستجدائه وابتزازه وتنفيذ طلباته وهذا هو المؤكد، ونحن لم نكن في أي موقع لنفعل ذلك وهذا مؤكد أيضاً -التواطؤ عند من بيده القرارن والقرار عند الوريث وليس عند الشعب. نحن نتحدث عن بؤس النظام وقمعه وتخاذل وذلّ البعض كخرفان قطيع. خطاب حضرتك يا سيدي -والذي تخجل عن الإفصاح عن شخصك بسببه- هو الذي جعل زعران ماهر الأسد تقوم بتمزيق ودعس صور سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى، مزقوا ودعسوا صور الباشا في ذكرى الجلاء، خطاب وتواطؤ البعض جعل المخابرات تحوّل ضريح الأطرش إلى جدارية لصورة الديكتاتور وابنه الوريث. بئس العلمانية الشاوشيسكية التي تدافع عنها


7 - شو رأيك تحرق سفارة...
موسى سعيد ( 2011 / 4 / 17 - 23:32 )
لا تشدنك العصبية يا مواطن...وأنا لا أدافع عن نظام..ولكن لست قصير نظر
إن تمزيق صورة الباشا إن حدث كما قلت لا يغيرمن أنه قائداً للثورة ، ورسم صورة كاريكاتورية لمحمد لا يغير من أنه نبي ، و تكسير تمثال لحافظ الأسد لا يغير من أنه أحد رئيسين عربين شنا حرب على اسرائيل...
بئس ديمقراطيتك البوشية أو الأفغانستانية يا صديقي....


8 - ? ممكن نعرف مذهبك من فضلك
علوي عايف طيزو ( 2011 / 4 / 20 - 12:02 )
? ممكن نعرف مذهبك من فضلك

اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|