الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المٌستبد المٌنتج

محمود عبد الحى

2011 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لطالما "أحترمت و أختلفت" مع موقف الحزب الشيوعي الصيني الحاكم الذي يرفض أي نوع من أنواع التعددية السياسية أو الحزبية ، و يعتبر هذا الموقف من قبل الحزب إعلان صريح للديكتاتورية ، فالديمقراطية أساسها التعددية و مذهبها التنوع و قوامها تداول السلطة .


و قبل أن تفقد الثقة في ديمقراطية كاتب هذة السطور "التي لم تتزحزح من عقلة و قلبة و لسانة و قلمة يوماً" ، ساشرح لماذا أحترم الديكتاتورية هذة المرة ، و بالطبع ليست في حاجة أن أوضح لك فيما الأختلاف ! .

أحترم ديكتاتورية الحزب لانة لم يكذب علي شعبة يوما مدعيا و مصلقاً بنفسة ديمقراطية زائفة ، أحترمة لانة لم يتاجر بالشعارات و المباديء يوماً ، أحترمة لانة حزب وطني بامتياز يقاتل بشكل فعلي من أجل الصين و مكانتها دولياً ، أحترمة لانة يقف حائط عظيم كالسور العظيم في وجة كل من يحاول العبث بأمن الصين و استقرارها .
أحترم ديكتاتورية الحزب الشيوعي الصيني لانة حقق للصين التقدم و الأزدهار الأقتصادي و الصناعي و التكنولوجي و يكفية فخراً أنة الحزب الذي جعل الصين تدخل كل بيوت العالم فقط انظر حولك في أي مكان من أصقاع المعمورة لتجد بجوارك منتج صيني ! ، أحترمة لانة نجح في تحقيق قدر لا بأس بة من العدالة الأجتماعية و حافظ علي كرامة المواطن الصيني .

أحترم ديكتاتورية الحزب الشيوعي الصيني لانة لا يتمسك بالبقاء في السلطة من أجل مصالح جماعة من اللصوص الحزبين أو مصالح عائلات و أقارب مسؤولي البلاد .

و الآن انظر الفارق بين الديكتاتورية في الصين و الديكتاتورية في البلدان العربية المنكوبة و المركوبة من كل فاسد أو نصاب ، لقد كشفت الثورات العربية المتتالية حجم الزيف و الكذب الذي كنا نعيشة .

لا يوجد حزب عربي واحد يحكم أي بلد عربي إلا و يلصق بنفسة كذباً أنة ديمقراطي أو دستوري أو قومي و غيرها من الشعارات الرنانة التي تؤكد هذة الاحزاب الحاكمة عليها ليلاً نهاراً ، الأحزاب الديمقراطية جميعها مستبدة ، و الدستورية هي أكثر الأحزاب خرقا للدستور ، و القومية هي أكثر الأحزاب عبثاً في أمن جيرانها العرب ! .

تتشبث هذة الأحزاب بالسلطة لمجرد مصالح شخصية أو عائلية أو طائفية أو قبلية أو عشائرية ، و تنطلق سياسات هذة الأحزاب إما من منطلقات جهوية أو عصبوية أو مافياوية و لا تمثل إلا مصالح تجار الشعارات الايديولوجية .

لقد انهارت الأحزاب الحاكمة في جُل الجلمكيات العربية بين ليلة و ضحاها عندما نزل إلي الشارع عُشر تعداد الشعب مطالب بإسقاطها ! ، و كثيراً ما سمعنا و رأينا مسؤولي هذة الأحزاب يتشدقون بقوتهم الحزبية ، لقد كان الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم سابقاً و " إلي غير رجعة" في مصر يتحدث عن أن تعداد أعضاءة يتجاوز الثلاثة ملايين شخص في جميع أنحاء البلاد و عندما قامت الثورة المصرية لم نجد غير قوات الأمن و بلطجية أطلقهم كبار المنتفعين من هذا الحزب الفاشل المشوة ضد الثوار في مقابل المال ! .

لم تحقق هذة الأحزاب لشعوبها أي تقدم في أي مجال " اللهم الفقر و البطالة" ، فلا ازدهار اقتصادي ولا عدالة اجتماعية ولا إعلام حقيقي .

انظر إلي الديكتاتوريات الآخري غير الصين فكوريا الشمالية أو ايران تمتلكان أنظمة شمولية ، لكن انظر لمواقفها و مشاريعهما و رغبتهما في تحقيق ما ينفع البلاد و يحميها .

و لانني أرفض مصطلح "المستبد العادل" فهو مصطلح خادع مضلل ، فالعدل يبقي عدل طالما أنة قائم بذاتة غير ممتزج بأي شي آخر ، و من ثم لا يمكن للعدل أن يختلط بالأستبداد ، و قد يكون مصطلح "المستبد الوطني" غير دقيق أيضا في توصيف حالة الأستبداد ، لذلك أعتقد أن مصطلح "المٌستبد المُنتج" يعتبر الأمثل .

لا أعتقد أن كثير من أبناء البلدان العربية لا يمانعون من الأستبداد لكنهم يطلبون الانتاج ، أن تنتج لهم الأنظمة الفاشلة أي مشاريع تخدم مصالح البلاد ، أن تقود هذة الأنظمة بأحزابها الفاشلة أي معارك حقيقة من أجل أوطانها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجبهة الشعبية الجديدة تعد -بالقطيعة التامة- مع سياسات ماكرو


.. كيف نتغلب على الحزن بعد وفاة شخص عزيز؟ • فرانس 24 / FRANCE 2




.. تحالفات وانقسامات وجبهات.. مشهد سياسي جديد في فرنسا


.. بعد اكتشاف -أسماء الفيل-.. هل للحيوانات وعي ومشاعر يجب مراعا




.. بايدن وزيلينسكي يوقعان اتفاقية أمنية مشتركة على هامش قمة الس