الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحراء الغربية في العلاقات الأمريكية الجزائرية

خالد سليمان القرعان

2004 / 10 / 25
العولمة وتطورات العالم المعاصر


استطاعت الإدارة الأمريكية مؤخرا ؛ من تصعيد حدة التوترات الأمنية التاريخية ؛ فيما يختص بقضية الصحراء الغربية ، على المستويين ، الدولي والإقليمي معا ؛ والتي تعتبرها الرباط ، قضية ارض مغاربية وطنية ، طوال مراحل الخلافات والتطورات المتعاقبة في محيط هذه القضية ، والتي عاصرتها ( المملكة المغربية ) ، على المستوى الإقليمي الكلي ، مع جاراتها ، الجزائر ، وموريتانيا ، وليبيا الذي سبق لها وان تم تبني تدريب عناصر البوليساريو على أراضيها ، إضافة إلى المناطق الأخرى المجاورة لها في وسط وشمال إفريقيا أو غربها ؛ حيث تعتبر ارض الصحراء من الأراضي المهمة للدول المجاورة ، خاصة التحررية منها ، باعتبار النظام الملكي المغربي نظاما منحدرا من حقبة استعمارية غابرة يتشدق بالتيارات السياسية والأمنية المارقة ، من اجل حفظ وحماية العرش الملكي ، ودون أدنى اهتمام قومي أو عرقي ، أو مصالحي على المستوى الوطني للمجتمع المغربي في ظل الحكم الملكي ، أو الإقليمي في شمال إفريقيا وغربها ، والدولي والذي يعتبر المغرب في توجهاته الأمنية عقبة استراتيجية من خلال خلافاته المصطنعة مع جيرانه ومع جبهة التحرر الغربية ( البوليساريو ) ، على حساب موقعه الاستراتيجي الذي يفصل المصالح الاقتصادية الأمريكية والأوروبية مع جاراتها الأخريات الواقعة في حوض البحر الأبيض المتوسط ، ابتداء بموريتانيا والصحراء الغربية وانتهاء بالجزائر وليبيا باعتبار هذه البلدان على غاية من الأهمية للمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة من الناحية الأمنية والاقتصادية .

الاتحاد الأوروبي بدورة ، تبنى بعضا من الجهود والمبادرات الحثيثة ؛ من اجل جعل هذه المسالة الأمنية قضية دولية غير إقليمية ؛ اقتفاء بأثر إسبانيا وما يحيطها من المصالح والعلاقات الأمنية في هذه المنطقة ؛ إضافة إلى أطماعها باعتبار الصحراء الغربية منطقة غنية بالبترول والطاقة ، والمعادن القيمة الذي يمكن لها أن تستخرج من باطن الأرض وتصديرها لقربها من المياه الدولية للمحيط الأطلسي الذي يفصل هذه المناطق عن شرق وغرب أوروبا والذي يمكن استخدامها أيضا كأماكن عبور تجارية وبترولية

الإدارة الأمريكية لها توجهاتها الإقليمية والدولية ؛ أمنيا واقتصاديا ، وجميعها تصب في توازن العلاقات الاستراتيجية مع النظام الجزائري ؛ المضاد بدورة للنظام الملكي في المغرب أيدلوجيا ومصالحيا وثقافيا ، والذي تعتبره الولايات المتحدة ( الأخير ) ، نظاما جامدا وعقبة استراتيجية في تقدم السياسات والاستثمارات الأمريكية المطلقة ( حسب تقارير الإدارة الأمريكية مؤخرا ) ، ، باعتباره نظاما مستهلكا بعد استنفاد قدراته الاستراتيجية ؛ آخذة بالاعتبارات الاستراتيجية المستقبلية واللوجستية ، من انفتاح وديمقراطية ، وتحرر اقتصادي واقتصاد السوق الطوعي ، من اجل الاحتواء المتكامل والكلي للفارة الأفريقية القريبة من المحيط الأطلنطي ، بعد أن تم القضاء على ما تعتبره إرهابا على ارض الجزائر ؛ والذي كان يهدد بوجوده بشكل مباشر ، المصالح الأمريكية العاملة منذ القدم ، على بعض المناطق الاستراتيجية والهامة فيها والتي تدخل في وضمن الصناعات العسكرية المهمة والحساسة للولايات المتحدة الأمريكية . حيث يمكن للزائر أن يلحظ بدقة مدى فعالية المصالح الأمريكية على الأرض الجزائرية ، في حال توجهه عبر منطقة الصحراء الوسطى وسلسلة جبال أكاكوس ، مرورا بعين أميناس ؛ سوف يلحظ : أن الإنسان الجزائري ، محرم عليه المرور ابتداء من منطقة ورقلة القبائلية ، وانتهاء بقبائل الشاوية في الغرب من الصحراء الوسطى ؛ حيث تعود أسباب ذلك في بعض منها إلى : أن هذه المناطق الاستراتيجية تخضع بشكل مباشر للحكم العسكري الجزائري المتعاون بدوره مع الإدارة الأمريكية ، وتشغلها الشركات الأمريكية الاستثمارية والعسكرية بالخصوص ؛ باعتبار أن حكم الجنرالات حقيقة يعتمد بشكله الكلي ، على مداخيل هذه المناطق الحساسة ، إضافة إلى مداخيل البترول والطاقة والاستثمارات المعدنية .

النظام الملكي في المغرب تشوبه الآن الاحتقانات والحلقات السياسية والأمنية المفرغة ؛ اقترانا بتوجهات الإدارة الأمريكية المتسارعة والفعالة في مناطق شمال وغرب إفريقيا باعتباره عقبة استراتيجية في تطور العلاقات الاقتصادية والأمنية والاستثمارية على ارض الجزائر ووسط إفريقيا ؛ بعد أن فشلت المحاولات السياسية العديدة من قبل الإدارة وتدخل الاتحاد الأوروبي على إحداث التغييرات والإصلاحات السياسية والأمنية وطنيا وإقليميا ودوليا ؛ سواء أكان ذلك داخل النظام الملكي الحاكم ودستوره القائم ، أو الإصلاحات الديمقراطية وقضية الصحراء الغربية ، التي لا تزال أوروبا تطالب من خلالها على الاعتراف بان عاصمتها أخيرا هي الساقية الحمراء ، وأنها الورقة الأمنية المرحلية الذي يمكن من خلالها القضاء على النظام الملكي الحاكم من قبل الإدارة الأمريكية ، بالنظر إليه على انه يعرقل من استراتيجية خطوط إمدادات البترول الجزائري ، باعتبار البحر المتوسط والمياه الإقليمية ألموا زيه لأرض الجزائر تحتوي على الكثير من العقبات الاستراتيجية بسبب عمق الجبال المائية داخل البحر مما يفعل ذلك من المطبات المائية الخطيرة التي تهدد بدورها المصالح التي تمد أوروبا وأحلافها بالطاقة والبترول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد