الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير7

صبري يوسف

2011 / 4 / 17
الادب والفن


تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 7


أصرّح بكل مصداقية أن فكرتي غير مستوحية من أيّ من الفيلمين، لكنها تبرعمت من فكرة الشهادة، أو العلمليات الانتحارية! لكنّي أحببتُ أن أطوّر العمليات الاستشهادية أو إن شئت أن تقول الانتحارية بطريقة حداثوية تناسب حداثة وتطورات العصر، لأنني عندما كنتُ أشاهد الأخبار وأجد شاباً أو شابة في مقتبل العمر تقوم بعملية استشهادية، كنت أشعر بنوع من الأسى والحزن ناهيكم عن تراكمات الأحزان القابعة فوق روحي وقلبي منذ أو وعيت على وجه الدنيا حتى الآن، حروب على كل الجبهات، تلاحقني وتسمِّم ليلي وغربتي وأنا في قطب الشمال من هذا الكوكب المبتلي بحماقات البشر! وهكذا تلألأت فكرتي في خضم جنون هذا الزمان، وأنا أرى أن الإنسان العاقل الهادئ الرصين نادراً ما يصلح للحرب، فلكي تكون صالحاً للحرب لا بدّ أن يكون لديك قدراً لا بأس به من جنون الحرب أو شغف الحرب أو انشراخات قوية في ذبذبات الدّماغ، ومحاولة تسطيح الكثير من تجاعيد المخ للاقتراب من مملكة الحيوان، هذه المملكة التي وجدت فيها ضالّتي المنشودة التي أبحث عنها كي أبنى عليها فرضيات أفكاري وأضع على رقابها وظهرها وحدباتها كلّ الرِّهان!

قبل أن أدخل في تفاصيل فكرتي أريد أن أشير إلى أنني من أنصار الرِّفق بالحيوان، وقد أشرت في ديوان: "الانسان ـ الأرض، جنون الصولجان" إلى الكثير من المزايا التي يتحلّى بها البغال أكثر ممّا يتحلّى بها الكثير من بني البشر!

كنتُ مسترخياً على سريري، بعد أن تشبّعت من السُّموم التي تتهاطل عليّ من جرّاء الهجومات المجنونة لاسرائيل على الشعب الفلسطيني واللبناني، تجرف الأخضر واليابس، والعرب في سبات عميق كأنهم ينافسون أهل الكهف، وهكذا لمعت الفكرة، فكرة الاستعانة بالبغال والجمال والحمير، والكلاب الضالة! لكني كنتُ أشعر بنوع من الألم لما ينتابني من رؤى ظالمة في حقِّ البغال والجمال والحمير، أريد أن أعترف أنني كإنسان أحمل بين جنباتي أحياناً بذور الشرّ، لكن شرّي وشراراتي تفاقما من خلال الشرور المتهاطلة على ليلي ونهاري لهذا اِخترت أهون الشرور لعلي أستطيع أن أضع حدّاً لشرور وجنون إنسان العصر، وبعد أن تاكدّت أن الكائن الحي لا يمكن أن يقضى على شرور العالم بفعل الخير والحوار والأخلاق الرفيعة لأن الشرير لا يسمع ولا يرى ولا يستجيب إلى فعل الخير والحوار والاخلاق، وهكذا قررت أن أبحث عن شرٍّ حضاريٍّ يناسب حضارة العصر السقيمة! حضارة مشينة، بعيدة عن شهقة الطفولة وبعيدة عن نداوة وردة وعن حنين عاشقة!

لا أعلم بالضبط مَن قال: الحرب هي الحرب كيف تقضي على خصمك فذلك هو الحل، ومن هنا أحببت أن أخطِّط بشكل محكم ومدروس للقضاء على الخصم، مع أني لا أجد لي خصماً في الحياة، فأنا لا أحبُّ الخصومة ولا أحبُّ الحرب ولا أحبُّ القتل ولا أحبُّ الصراعات المجنونة، ولا أحبُّ أن أحرِّرَ أرضاً مغتصبة، ولا أرضاً محتلة، لأن الأرض كلها لا تعنيني، ما يعنيني هو أن أنام مرتاحاً خلال السنوات الباقة من حياتي، ما يعنيني هو أن أضع الكثير عند حدّهم كي يفهموا انني أيضاً أفهم ولي إيديولوجياتي في الحياة والبحث عن النوم العميق بعيداً عن ترَّهاتهم وسياساتهم الممجوجة وأهدافهم السخيفة على حساب رقاب القوم والعباد وفقراء هذا العالم، لهذا يخطأ مَن يظن انني أهدف أن أحرّرَ أرضاً ما مغتصبة، لكني أريد أن أحرِّر ذاتي من سطوة مجانين هذا العالم، أريد أن ألقِّنهم درساً ربّما يكون دراميّاً في آخر ما توصّلت إليه في عمليات الشهادة والانتحار!
.... ... ... .... ... ..... ... ... .....!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الفلسطيني الكبير كامل الباشا يكشف لحظة حصوله على جائز


.. جدول ليالي مهرجان الموسيقى العربية?? #معكم_منى_الشاذلي




.. استقبال خاص من منى الشاذلي للفنان كامل الباشا الممثل العربي


.. محمود حميدة بصحبة ابنته في حفل افتتاح مهرجان وهران للفيلم ال




.. في ليلة لا تُنسى.. أوركسترا الموسيقى الغنائية تُشعل أجواء مس