الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا ماقلته للرئيس جورج بوش / الرسالة الثانية

ناهدة التميمي

2011 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


هذا ما قلته للرئيس جورج بوش / الرسالة الثانية
في رسالتي الثانية التي وجهتها له على ايميله في البيت الابيض قلت له ياسيادة الرئيس لو تعلم كم فرح العراقيون بمجيئكم الى بلدهم بعد فترة من الظلم والقهر والبطش والاعدامات والسجون والتهجير والتعذيب وقطع الرؤوس وجدع الانوف وقطع الالسن , حتى اطلقوا عليكم محررين وفاتحين واستقبلوكم بالورد والاهازيج, ولكن سرعان ماتلاشى هذا الفرح ليحل محله الشك والحيرة والالم لما جرى في بلادهم .. هم تصوروا انكم ستأتون محررين فاتحين وستاتون بحكومة قوية تمسك البلاد وتعيد الامن والنظام وتُسيِّر الامور الى الاحسن الذي يحلمون به .. ثم فوجئوا ببنيتهم التحتية تُحْرق وتُهْدم ووزارتهم تنهب ومتاحفهم تنهب وتاريخهم ويبدد وبنوكهم تُسْرق وهذا رايناه على شاشات الفضائيات , ثم تحول املهم الى يأس وهباء عندما دمرتهم العصابات الطائفية واعْمَلَت فيهم قتلا وتفخيخا وذبحا وارهابا ورعبا ..
انا اعلم انكم لم تاتوا من اجل سواد عيون العراقيين لتنقذوهم, ولكن تحكمكم لغة الارقام والنفط والخطط المستقبلية والستراتيجية وماتريدونه للمنطقة غير انكم اخترتم الوسيلة الخطأ .. كان يجب عليكم ان تجعلوا من العراق نموذجا يحتذى به للتدخل الامريكي اي كان يجب ان تجعلوا منه واحة للديمقراطية الحقة والرفاة والتقدم حتى يكون عبرة لشعوب العالم ورسالة منكم اليهم ان امريكا ليست عدوة الشعوب وحامية للديكتاتوريين بل انظروا انها يمكن ان تساعدكم وتقودكم للرفاهية وماتحلمون به .. اما وقد شاعت في العراق المحاصصة الطائفية في الحكم وشجعتم التقسيم والتشرذم , وسرحت ومرحت عصابات الارهاب والقاعدة والتفجير والقتل والدمار فان اي شعب في الكون سيفكر الف الف مرة قبل ان يستنجد بكم ويطلب مساعدتكم للتدخل في امره لان العراق وتجربته المريرة ستكون ماثلة امامه للعيان .. فاي شعب في العالم لايحب ان يرى بلده مجزءا ولايريد لثروات شعبه ان تنهب ولا للفوضى ان تعم فيه .
اما بشان كركوك ياسيادة الرئيس, ارى انكم تشجعون الاكراد ليستحوذوا عليها في الشمال كما انكم تشجعون الكويتين في قضم المزيد من الاراضي في الجنوب وانا واثقة انكم لو شئتم الان لاوقفتم هؤلاء وهؤلاء عن الزحف على المزيد من الارض العراقية .. وتركتم ابناء الوسط يتقاتلون بينهم ويذبح بعضهم بعضا لاسباب طائفية , بينما الزحف جار عليهم شمالا وجنوبا .. في رايئ ان كركوك يجب ان تبقى عراقية لكل الطوائف لانكم لااظن انكم تريدون جهة واحدة تسيطر عليها وتزعلون باقي الجهات .. العرب السنة يقولون ان كركوك لهم وهي امتداد طبيعي لصلاح الدين وهؤلاء كما تعلمون لديهم امتدادات في كل الوطن العربي وهم لن يفرطوا بكركوك ابدا وكل الدول العربية خلفهم في هذا المطلب .. والتركمان يقولون ان كركوك تركمانية منذ الازل وهؤلاء لهم امتدادات في تركيا والبلقان وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة الناطقة بالتركية مثل اذربيجان وطاجكستان ودول اخرى كثيرة غيرها ولااظنكم تريدون معاداة هؤلاء لكم او ان يتخذوا منكم موقفا معاديا .. كما ان للاكراد مطالب في كركوك ويعتبرونها جزء مهم من دولتهم المستقبلية .. لذا انا ارى ان تبقى كركوك عراقية خالصة لاتسيطر عليها جهة واذا كان نفطها يهمكم الى هذا الحد ساعدوا المدينة في تطوير منشاتها النفطية وتقدمها واستثمروا فيها وبذلك تكون الفائدة لكم ولهم .
كما اني ياسيادة الرئيس دائما استمع الى نشرات اخباركم والى الاعلام الموالي لكم عربيا وعالميا فاسمع عبارة الحكومة الشيعية في العراق .. والحقيقة كما تعلمون ان الحكومة ليست شيعية ونسبة السنة والاكراد فيها اكثر من الشيعة بكثير .. الشيعة ليس لهم الا رئاسة الوزراء, والنواب جميعا من الطائفة السنية او الاكراد ورئاسة البرلمان لهم ووزارات سيادية للاكراد والسنة ورئاسة الجمهورية لهم .. اذن هذا تعبير غير مقبول ومحرض على هذه الطائفة .. نعم تخلصتم من الدكتور الجعفري والان المالكي تريدون التخلص منه ولكن نصيحتي لكم هي تتعاملوا مع الامر بشكل اخر وتنظروا اليه من منظور اخر .. انه اول حزب اسلامي عقائدي يصل الحكم في الوطن العربي .. ومحاصرتكم له ومحاولتكم التخلص من المالكي ايضا سترسل برسائل سلبية الى كل الاحزاب الاسلامية في المنطقة وسوف تستعدونهم عليكم .. بل العكس هو مايجب ان تعملوه .. ان تمدوا له يد العون وتساعدوه على تخطي الصعاب وبهذه سترسلون رسائل تطمين لكل الاحزاب الاسلامية في الوطن العربي والمنطقة انكم لستم ضد الاسلاميين وبانكم يمكن ان تتعايشوا معهم سلميا بفهم كل لمصالح الاخر وبدون حساسيات .. كما انها ستكون رسالة تطمين الى ايران ايضا انكم لستم ضد الشيعة الاسلاميين ولستم اعداء لهم .. وهي ايضا رسالة تطمين الى الاحزاب الاسلامية في مصر والمغرب العربي اضافة الى مشرقه ..

د. ناهدة التميمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #بايدن يدافع عن #إسرائيل.. ما يحدث في #غزة ليس إبادة جماعية


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ومرافقي




.. هل هناك أي نوع من أنواع الامتحان أمام الجمهورية الإيرانية بع


.. البيت الأبيض.. اتفاق ثنائي -شبه نهائي- بين أميركا والسعودية




.. شوارع تبريز تغص بمشيعي الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه