الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى سقوط الصنم

علي الزاغيني
(Ali Alzagheeni)

2011 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


في ذكرى سقوط الصنم
هل كان سيسقط الطاغية لو لا أمريكا ؟
منذ سقوط بغداد على هولاكو وحتى اعلان العراق دولة لها كيان عام 1923 والتخلف والظلم والفقر والجهل هو الذي يسيطر على ابناء العراق من شماله حتى جنوبه بعد ان عاث العثمانيون في البلاد خرابا وفسادا وظلما .
وتامل العراقيون خيرا بعد ان طرد الانكليز الدولة العثمانية بعد ان اصبحت هرمة وسيطر عليها المرض وأصبحت كالرجل العجوز لا حول ولا قوة بعد إعلان الدولة العراقية وأصبح العراق دولة ولكن الأمر ليس كما تمنى الشعب فبدلا من التحرر من سيطر الانكليز على البلد وخيراته ليكون تحت احتلال اخر وهيمنة اخرى ويستمر مسلسل الجوع والتخلف رغم ثرواته واكتشاف النفط على اراضيه .
لكن العراق بعد الانقلاب الدموي الذي طاح بالزعيم عبد الكريم قاسم على يد البعث جعل العراق بدوامة من العنف والدماء واصبح بقبضة مجموعة من الجلاوزة والمتعطشين للدماء .
قد لا يخفى على الجميع ان حلم سقوط الطاغية وانهيار جمهورية الخوف التي أدارها طيلة فترة حكمه كان ذلك حلم بعيد التحقيق ولم يتوقع احد من العراقيين ان يرى ذلك اليوم الذي يتهاوى به صنم العصر وحزبه الذي حكم الوطن بقوة السيف والظلم وكتم الافواه وسياسة الدم والقتل والحروب .
لقد تحقق هذا الحلم بعد طول الانتظار وبعد تضحيات طويلة من أبناء الشعب وتشرد وعلى الرغم ان هذا الحلم حققته قوات التحالف او قوات الاحتلال او سمها ما شئت المهم في الامر ان صباح يوم 9/4/2003 أشرق بنوره الجديد بشمس الحرية على عراقنا الحبيب .
للأسف رياح التغيير لم تاتي بما تشتهي سفن العراقيين ربما هذا ما خطط له الأمريكان ودهات البيت الابيض ومن يريد بالعراق سوء فساد الخراب والدمار وعمليات السلب والنهب لتطول كافة مؤسسات الدولة ووزارتها الا من أراد الأمريكان حمايتها لينقلوا للعالم صورة مشوهة عن العراقي ويعيدوا للاذهان حكاية علي بابا وتناسوا ان للعراق تاريخ عريق وحضارة لا تضاهيها اي حضارة في ارجاء المعمورة وخاصة تاريخهم الذي لايعرف سوى الدماء والعبودية .
ان الظلم وسياسة الجوع والترهيب الذي سببه نظام الطاغية جعل هذا المواطن البسيط والجائع يتحول الى انسان اخر في لحظة من الزمن وكأن هذه الاموال والبنايات هي ملك للطاغية وعائلته ونسى انها ملك الشعب وحقه الطبيعي لكن للاسف تعرضت جميعها للسرقة والحرق والتدمير وهذا ما خطط له من قبل جهات اقليمة ومخابراتية لا فساد فرحة الشعب بسقوط الطاغية وبداية عهد جديد .
انه من الخطا جدا ان يقارن ما بين فترة حكم الصنم وحكومته البلهاء التي كانت كرقع الشطرنج يحركها كيف يشاء ولا تعرف سوى كلمة نعم وما بين زمن ما بعد الطاغية , على الرغم من ان الحكومات جاءت بطريقة ديمقراطية وعن طريق صناديق الاقتراع الا انها لم تقدم الشئ المنتظر منها وظلت حكومة محاصصة طائفية وخيبت الامال الكبيرة لابناء الشعب العراقي .
كنا نتامل في التغيير الصحيح في مختلف اوضاع الوطن وليس فقط تغيير الوجوه باخرى وينقلب حال العراق من نظام دكتاتوري الى فوضى شاملة تعصف به الى حافة الانهيار بعد انتشار الميلشيات المسلحة في شوارعه لمحاولة السيطرة والهيمنة بقوة السلاح وفرض ارادتها وفق ما تشتهي لتجعل منه اشبه بقنبلة موقوتة الجميع يحاول الهروب قبل ان تنفجر .
كنا نتأمل تغييرا بعيدا عن تدخلات دول الجوار وفق مصالحها وبعيدا عن كل الأهواء الحزبية والشخصية في قيادة لا تفرض عليها شروطا وتفرض علينا تحت اسنة الحراب ,كنا نتامل في عراق يعود اليه كل المهاجرين ليشاركوا في بناء الوطن وليس العكس بهجرة من تبقى من العقول والكفاءات العلمية .
ان اهم الاولويات التي كان على الحكومة القيام بها بعد سقوط الصنم هو تغيير العلم العراقي على الرغم من المسابقة التي اعلن عنها لاختيار علم جديد الا انها ربما خضعت لمساومات مما جعلها لا ترى النور وبقي علم البعث يرفرف في سماء العراق رغما عن تطلعات ابناء الشعب بتغيره .
قد يكون العراق هو البلد الأكثر حرية وديمقراطية على الرغم الإحداث التي عصفت به ألانه يمثل الانتقالية الصحيحة نحو الديمقراطية اذا ما قورن بالدول العربية التي تحاول حكوماتها بشتى الطرق كتم الأفواه وتقييد الحريات لتبقى محافظة على كراسيها الهشة ولكن رياح التغيير قادمة لتعصف بهم لينالوا جزاؤهم العادل ويلعنهم التاريخ .
سقط الصنم واختفى الى الابد وقبله رحلت حكومات وسترحل حكومات اخرى ومعها سترحل الاحزاب ولكن العراق سيبقى خالدا ابدا الدهر .
علي الزاغيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية وشكرا على المقال الجميل
وليد حنا بيداويد ( 2011 / 4 / 17 - 20:34 )
تحية
المقالة تحتاج الى اعادة النظر و صياغة الجمل من جديد هذا اولا. ثانيا فيها الكثير من المغالطات والكلام غير الصحيح، فلو سالنا على سبيل الجدال ماذا حققت الحكومة التى اعقبت سقوط نظام صدام بالفعل الاميركى ونتيجة نقاق ماتسمى الاحزاب الوطنية والمخضرمة العراقية، ماذا يمكن ان يجيب السيد كاتب المقال عن المنجزات التى حققتها الحكومة الاميركية فى العراق، ؟؟
هل يمكن لكاتب المقال ان يعمل احصائية للاخطاء التى ارتكبت فى عهد النظام السابق التى بلا شك كانت هناك العشرات من الاخطاء وانا لست بناكر لهذا ان يقارنها بالاخطاء التى ارتكبت فى عهد الحكومة الاميركية فى العراق مع اخذ بنظر الاعتبار الفترة الزمنية
لست هنا بصدد الدفاع عن احد ولا عن تجربة احد ولكن على الاقل ان العراق كان له كرامة وحرية مثلما هى موجدة فى جميع بلدان العالم واود ان اعلم الاخ كاتب المقال كم كنا متوهمين بالحرية فلا توجد حرية مطلقة مثلما يتصور كاتب المقال فولله الحرية الموجودة فى اوروبا مكبلة بالالوف من القوانين ولايمكن للانسان ان يتحرك خطوة بدون اخذ موافقات السلطة والشرطة والامن
كان فى العراق قانون هو السائد ولكن هل يوجد الان قانون و

اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة