الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 8

صبري يوسف

2011 / 4 / 17
الادب والفن


تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير8



جاءتني الفكرة ما بين الحلم واليقظة، ثم ترعرعت وترعرعت إلى أن وصلت إلى حدِّ مذاق الدمعة! لأن أفكاري لا أخفي عليكم أحياناً تبكيني، من شدّة العاطفة أحياناً ومن طزاجةِ غرابتها أحياناً أخرى!

وهكذا ومن خلال تواصلي مع عالم الحيوان وتركيزي على تطوير هذا التواصل بعد أن يئست من تطلعات الكثير من البشر، تولَّد لدي طاقات لا بأس بها للتأثير عن بعد أو عن قرب على عالم البغال والجمال والحمير، فجمعتُ ملايين البغال الشاردة والجمال التائهة والكلاب الضَّالة والحمير المسترخية عند منحدرات الجبال!
سررت لاستجابة البهائم، لمَ لا، كانوا يطيعونني منذ أن كنتُ طفلاً، وتبادر إلى ذهني أن أعيّن على كلّ فوجٍ من أفواج بهائمي مجموعة من المروِّضين، كي يروّضوا دوابي لخوض المعركة القادمة، معركة حاسمة تضع حدّاً لعنجهيات البربرية التي تطرحها هذه الدولة الخارجة عن القانون! فقد أوعزت أوامري إلى المروِّضين الذين جاؤوني من كافة أنحاء الوطن، خاصة أننا بلدان لها تواصلها مع مملكة الحيوان، اِندهش المروِّضون من الرواتب الضَّخمة التي رصدتها لهم، لأنني طرحت نفسي رئيس قوات البهائم والدَّواب الضَّالة على امتداد البلاد من الماء إلى الماء، فهطلت عليَّ الأموال من كل حدبٍ وصوب، والكثير ممن كان يغدق علينا الأموال، كان يظن أن اللغة التي أطرحها ما هي إلا ترميزات وأسرار عسكرية، فلم يتدخل في تفاصيل المعركة التي أخطِّط لخوضها بثقة عمياء بحيث أن تخلخل أجنحة أكبر عدو على وجه الدنيا!

وهكذا بدأ المروِّضون بالتدريب، تدريب البغال، والجمال والحمير والكلاب، كلّ مجموعة على حدة! وربّما يتساءل أحدهم على ماذا يتدرَّبون هذه البهائم؟ تريَّثوا يا أعزائي، خذوني في حلمكم، فالصبر مفتاح النصر، فها قد صبرتم عقوداً من الزمن ولم يتم تحرير متراً واحداً من الديار المقدسة والديار الدافئة، ألا تستطيعوا أن تصبروا بضعة دقائق، ستغضب الجِّمال من نفاذ صبركم!

جاءني خبر مستعجل من مروِّضٍ في قطّاع القسم الجنوبي من فيلق الجِّمال، أن تدريبات ترويض الجِّمال تسير بشكل مدهش وأن هناك تقدُّم جيد في تجاوب استعدادات الحمير لكن بعض البغال ما تزال عنيدة في القطاع الشمالي لهذا نحتاج إلى مروِّضين من نوعٍ خاص لبعض البغال العنيدة!

تذكّرتُ بغلتنا البنّية عندما كنتُ طفلاً، حيث أنها ما كانت تستجيب لمتطلبات أخي الكبير، فكان والدي يتقدَّم نحوها ويبعد أخي عن ميدان الترويض، ثم ينظر إليها ويضع يده بهدوء على رقبتها الغليظة، يفرك رقبتها، فتحكُّ رأسها بوالدي، ثم تتواصل معه بطريقة ودّية، فكنتُ أشعر آنذاك أنها مستعدة لأن تحمل قمحنا وتأخذه إلى أبعد الطواحين، متعةٌ لذيذة كان ينتابني وأنا أركب على ظهرها عابراً البراري الفسيحة متوجّهاً نحو عوالم الطواحين المعبّقة بنكهة الحنطة!
... ... ... .... ... ..... ... .... .....!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يرسم برج إيفل في حقل زراعي احتفالا بدورة الألعاب


.. الكينج وكاظم الساهر وتامر حسني نجوم حفلات مهرجان العلمين فى




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يتحدث عن كلمات أغنية ع


.. عوام في بحر الكلام - الشاعرة كوثر مصطفى تتحدث عن أعمالها مع




.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 8 يوليو 2024