الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاهدات وانطباعات سريعة

احمد عبد مراد

2011 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في كل زيارة لي للعراق ينتابني شعور حزين مصحوب باليأس والمرارة والاحباط العميق لما وصل اليه العراق والعراقيون من حالة يرثى لها ،ليس فقط على صعيد اومجال محدد من اوجه الحياة فلو كان الامر كذلك لوجد طريقه للمعالجة والحل ولكن عندما تصاب كل اجزاء الجسم بالعطب فأمر المعالجة يكون اصعب واصعب بل ربما مستحيل ،لا اريد ان اتطرق الى ما يعانيه المواطن العراقي فمن ذا الذي لايعرف حجم الكارثة فأن ابسط مواطن يمكنه وبأسترسال وسلاسة منقطعة النظير ان يحدد لك المشاكل والمصائب التي وقعت على رأسه بل واكثر من ذلك حيث ان الانسان العراقي غير المنظوي تحت الواجهات الحزبية يمكنه ببساطة ان يحدثك عن الوضع السياسي المأزوم اصلا والصراعات السياسية والحزبية والطائفية والشللية وعجز تلك االقوى مجتمعة عن امكانية تحقيق حتى ولو مكسبا واحدا لصالح الشعب ويمكن لاي مواطن ان يشخص لك مواطن علل السلطة وهزالتها ومواطن ضعفها القاتل بحيث انك سوف تصاب ومهما كنت تمتلك من امل ومن معنويات وتطلعات وردية للمستقبل بالاحباط واليأس والحيرة والتعاسة التي حلت بالعراقيين ،فلا تجد العراقي بحاجة للتذكر والتفكير عندما يريد الحديث عن المساوئ وهنا يمكن ان نذكرالبصرة مثالا فمن فضيحة صفقات السمن النباتي وحليب الاطفال الفاسدة وغيرها الكثير والتي بقيت مطروحة على مدى اكثر من سنة في حاويات حديدية تحت لهب الشمس الحارقة ورطوبة الشتاء المعروفة (بأيام الهواء الشرقي)الى مافيات موانئ ام قصر والسرقات والاتاوات التي يتحدث عنها القاصي والداني والى معاقبة العمال الذين كشفوا سرقة لجان المشتريات في الميناء الى توزيع شقق السكن على اناس لا تمت لهم صلة بالموانئ بعد دفع الرشى المطلوبة الى عدم جدية تاهيل المصانع كالحديد والصلب والاسمدة الكيمياوية وصناعة الورق والتدخل في مجال العمل النقابي ونقل العمال من البصرة الى الرمادي بعمل لا يمت لاختصاصاتهم بصلة اما على مستوى الفساد الاداري والمالي والسياسي فهناك مجلدات يصعب الحديث عنها هنا حيث ان كل هذه المشاكل مجتمعة هي التي حركت الشارع العراقي من جنوبه الى شماله وسقط اكثر من عشرين شهيدا وعشرات الجرحى. وعندما تسأل المواطن الست انت من انتخب هذا البرلمان وحكومته ؟ يجيبك بنعم ،اذن لماذا لم تحسن الاختيار ؟ فيجيبك اعطني البديل.
وهنا بيت القصيد وهو الفخ الذي نصب للشعب العراقي الجريح الا وهي الطائفية البغيضة والتى الكل يدينها ولكن تظهر وتتجلى في كل تصرفات القوى المسيطرة على القرار السياسي ،فهل يمكن ان نقول للانسان العراقي ذق مرارة موقفك واختيارك الخاطئ ام ماذا؟ ومن المؤهل ليكون البديل في ظل الصراعات والمتاهات السياسية والتي ليس لها اول ولا آخر....في العراق من شماله الى جنوبه حيث زرت اربيل وبغداد والبصرة بما في ذلك الفاو شريان العراق النفطي والمهدد بالانهيار السكاني حيث يجري الحديث عن النزوح الشامل المرتقب نتيجة نضوب المياه العذبة للزراعة والشرب كذلك ،فما سمعت غير كلمات اليأس والقنوط والخوف من المستقبل وما شاهدت غيروجوه شاحبة مرسومة عليها الحيرة والتسائل الذي ليس له جواب مقنع يطمئن ذلك الانسان الذي يشعر بالالم والندم جراء خطأه يوم الانتخاب عندما قال نعم لهؤلاء الحيتان ممثلى الطائفية بأمتياز.
عندما سألت اناسا من مختلف الفئات العمرية ومن مختلف المشارب المذهبية والتي تحاول الخروج من هذه الدائرة الضيقة لماذا لا تخرجون من هذه الدائرة واللعبة الطائفية ولماذا لا تنتخبون البديل بعد ان تبين لكم الابيض من الاسود ؟اجابو نعم رأينا الاسود ولكن اين هوالابيض الذي تشير اليه نحن لا نعرف احدا ؟ عندها عرفت ان البديل لا زال مجهولا وان من يحاول ان يولد على الساحة السياسية غير معروف لعموم الناس وهنا لا بد من التسائل اين هي ثمار نشاط القوى السياسية الديمقراطية والتي تطرح نفسها بديلا وحلا سياسيا في الوقت الذي لم يسمع بها المواطن العادي والذي يبحث عن بديل للطائفية المقيتة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس القبرصي يرد على تحذيرات حسن نصرالله • فرانس 24


.. إسرائيل تعتقل من جديد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني السابق




.. قتيل باستهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة في جنوب لبنان


.. المواطنة الفلسطينية أمل خسرت من أهلها 7 أفراد ونزحت 4 مرات ف




.. عائلات فلسطينية تعود لمنازلها المدمرة في خان يونس وتبدأ ترمي