الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقط النقاب عن وجه الانظمة العربية

جورج حزبون

2011 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



الأنظمة العربية ، كيانات خارج الزمن ، لم تستوعب التاريخ حيث هي استحدث شرعيتها من الاستعمار المباشر ثم الغير مباشر ، فقد ورثتها بريطانيا وفرنسا إلى أميركا في الخمسينات ، وبقيت أنظمة مخلصة لولي النعم ، ورتبت أوضاعها على هذا الأساس ، فتلقت الأموال المخصصة ، والأسلحة المحددة ، وبرعت في أنشاء ((العسس)) ودربتهم أميركا وحلف الأطلسي ، فقد اشرف الخبير الألماني على تعذيب المناضلين في أقبية الأردن حين انتفض الشعب مطالبا ( بأردن ديمقراطي ) ، والأمر نفسه في سجون العرب المختلفة ، حتى مصر عبد الناصر ، كان أبرز أجهزتها (( المخابرات )) وفي سوريا سبعة أجهزة مخابرات ، وجميعها وجد مصلحة في التحالف مع القوى الغيبية السلفية لمواجهة قوى التقدم والديمقراطية ، وتجربة السادات في التحالف مع الإخوان معروفة و موثقة .
والمراقب لردة فعل الحكام العرب اتجاه انتفاضة الجماهير ، يستخلص عدم قدرة هؤلاء الحكام على فهم شعوبهم ، ولعله الأهم عدم القدرة على إدراك تغير الزمن والإصرار على البقاء في ذات المربع .
صحيح كان بشار الأسد لبقاً أكثر من بوتفليقة ، لكن كرر الاثنين في خطاباتهم نفس مقولات بن علي( فهمتكم ) وكذلك مبارك وان تغير الشكل والموقع والأسلوب ، إلا إن الجامع لهم هو تأخرهم عن إدراك الحظة التاريخية التي التقطتها الجماهير ، فكم كان مناسباً ( لبوتفليقة ) لو بقي في صورة ذلك المناضل في الستينيات وذلك الشجاع وهو يقود الوفد العربي بعد حرب أكتوبر 73 ويواجه أميركا والعالم ، إما مشهده الكسير اليوم ففيه من الحقارة أكثر مما فيه من الشفقة .
يقول ( أرسطو ) للقائد الاسكندر //...... فان الرعية ان قدرت إن تقول قدرت إن تفعل // كان ذلك قبل حوالي خمسة الآلاف عام ، فطالما الجماهير قالت ووصل إلى حد إن تقول فهي لا تقود إلا فاعلة ، لأنها تحملت حد الانفجار ، لقد راكمت شعوبنا العربية من الاضطهاد ما لا يحتمل ، إلى حد إن المجتمعات الغير عربية كانت تعتقد أنها شعوب مستكينة بفعل التقاليد وربما الدين ، لا شك أن الدين ، كان له دوراً سلبياً ، ليس فقط لتحالف الأنظمة معه ومع ممثليه ، إنما لان رسالته تدعو للقبول بالظلم حيث إن الأرض هي واد الدموع وان الجنة للمتقين ، وكما قال انجلز // الدولة تحتاج إلى جلاد وقسيس ذلك يقمع والأخر يواسي // وفي وضع شعوبنا الأمر أكثر صعوبة حيث حركات الإسلام السياسي تعمل على وقف حركة الزمن واعتبار إن منهج السلف قبل إلف وخمسمائة عام هو الأصل والمطلوب ، ومن يخرج على ولي الأمر فهو كافر ، وهكذا رضيت هذا الشعوب بحكام سفاحون على إن تبقى في طاعة الدين وقراءات أتباع أبن تميمة وأبن عبد الوهاب .
أن التحركات الراهنة للإسلام السياسي لا تجرى معزولة أو في فراغ ، فإذا أخذنا بالاعتبار ما هو جار في مصر وفي سوريا وفي الأردن ، نجد ان هناك اختلافات ظاهرة إلا أنها جميعاً تقع في دائرة التأثير على حركة الجماهير ، وإبراز الحضور ، والترهيب للقبول بما هو اقل من سقف مطالب حركة الثورة والشعب وهذا يؤكد مرة أخرى إن لحركة الإسلام السياسي غايات لا تتفق مع مطالب الشعب وحركة التاريخ ، وهذا لم يجري عندنا فقط حدث في فرنسا أبان الثورة وكان للكنيسة دور رجعي بصفتها مؤسسة إقطاعية ومصلحتها بالوقوف مع النظام كجهة مضمونة عكس الوقف مع الثورة الغير مضمونة .
الشرعية تكتسب من الشعب ، والحرية ليست منحة بل حق ينتزع ، والدين حالة وجدانية وليست مؤسسة لها أوصياء على الأرض يقمعون وفي السماء يحاسبون ، وما محاولات الخلط إلا ثورة مضادة لتهدئة ثوران بركان الجماهير والعودة إلى السكون والظلم والاستبداد ، ولا يجوز النظر إلى بعض الإجراءات كحبس مبارك على أنها انجاز يلهي ، فألاهم لا زال بعيداً ، ويحتاج إلى الكثير من الصبر والمتابعة والنضال حتى تنتزع حقوق الشعوب فليس تحرك الشعب بالأماني ، بل إن النكسة إحباط تعيق إعادة الحركات لعقود طويلة إن لم تتحقق المطالب واضحة .
ان ما أصبح يسمى ربيع العرب ، لا زال حركة جماهيرية ثورية ، تذكر بثورية كومونين باريس ، الذين لم تكن تنقصهم الشجاعة ، لكن كان ينقصهم الانتباه لتحركات الرجعية التي ما لبثت ان انقضت عليهم ، الأصل في الموضوع إن الأنظمة حسب ما هو واضح أصبحت بعد مرور أكثر من شهرين تدرك أنها لا تستطيع الاعتماد على القوة المسلحة ، إذ لربما تنتقل الى صفوف الشعب ولن تقوم بقمعه ، فأخذت تستخدم فرق ذات مسميات مختلفة ( بلطجية .. شبيحا ) إنما هي تستخدم الإرهاب بأنواع أخرى قد لا تحرجها إمام عالم يراقب وأعلام يسجل ثم جهات تحاسب ، وبدأت تدفع مجموعات دينية للتحرك ولو للبلبلة ، فلماذا الاحتجاج العاصف على تعين محافظ قبطي في مصر ؟!! الإجراء ليس جديدا بالمضمون ، لكن المقاصد أيضا ليست لترسيخ الوحدة المجتمعية وبالتالي الوطنية ، ثم قتل المتضامن الايطالي في قطاع غزة لماذا ؟! فالرجل له ثلاث سنوات مقيما متضامنا يشارك الشعب الفلسطيني همه وألمه ، فماذا قتل ؟ ما هي الرسائل المطلوب توجيهها ؟ فعلا ساذج من يعتقد ان الأنظمة هي عبارة عن رؤوس تقطع بل يجب الحاقها بالذنب ، ولن تجد أنظمة القمع والتخلف افضل من التحالف مع الدين والسلفية لان مضامينهم جميعا واحدا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه