الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعصار اليمين يضرب فنلندا!

جمال الخرسان

2011 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


يوم الاحد السابع عشر من نيسان الجاري توجه الناخبون في فنلندا الى مراكز الاقتراع من اجل اختيار 200 عضو للبرلمان الفنلندي من بين 2315 مرشحا توزعوا على خمسة عشر دائرة انتخابية. وفي مساء اليوم نفسه اعلنت نتائج الانتخابات التي اظهرت تحولا دراماتيكيا في خارطة القوى السياسية الفنلندية. فمن قاعة الموسيقى الانيقة جدا وسط هلسنكي وبحضور 300 وسيلة اعلامية وقف زعماء الاحزاب مصطفين الى جنب يتبادلون الحديث حول النتائج التي تعلن تدريجيا لحظة بلحظة وفقا للنسب المؤية وكلما صعدت اسهم احدهم تلقى حفاوة الاخرين مع ابتسامة السياسيين الماكرة.
الانتخابات كانت استثنائية ليس فقط في الاعداد لها وطبيعة الملفات التي تم التطرق لها اثناء الحملة الانتخابية للاحزاب بل كذلك في نسبة المشاركة التي وصلت الى 70.4% من بين قرابة الاربع ملايين ونصف فنلندي الذين يحق لهم التصويت، ثم في نتائجها المفاجئة جدا بالنسبة للفنلنديين انفسهم اذ لاول مرة يكون الفائز في المرتبة الاولى حزب المؤتمر الوطني ( يمين وسط ) الذي حصل على 44 مقعدا فيما حصل في المرة السابقة على 50 مقعدا، الى جانب الصعود المدوّي لحزب ( الفنلنديون الحقيقيون ) من خمسة مقاعد في الدورة السابقة الى 39 مقعد في الدورة الحالية. فيما اكتفى حزب المعارضة الرئيسي الديمقراطي الاشتراكي بـ 42 مقعدا علما انه حصل في الدورة السابقة على 45 مقعدا. اما ابرز الخاسرين فهو حزب الوسط الذي لم يحصل الا على 35 مقعدا رغم انه كان ابرز الفائزين في الانتخابات السابقة حيث حصل على 51 مقعدا. وما تبقى من المقاعد فقد وزع بالشكل التالي: اتحاد اليسار 14، الخضر 10، حزب الشعب السويدي 10، الحزب الفنلندي المسيحي 6.

الانتخابات البرلمانية في فنلندا اقيمت لاول مرة في يوم 15-16/3/1907 وتعد الدورة الحالية هي الدورة الانتخابية البرلمانية السادسة والثلاثون شارك فيها سبعة عشر حزبا فيما لم ينجح في الوصول الى البرلمان سوى ثمانية احزاب، وصل البرلمان الجديد 86 عضوا جديدا، فيما كان عدد النساء اللاتي وصلن للبرلمان 84 امرأة. ولاول مرة يصل مرشح اسود للبرلمان الفنلندي.
حزب (الفنلنديون الحقيقيون ) وهو الحزب الذي تأسس عام 1995 على تركة حزب الريف الفنلندي وله توجهات
سياسية متطرفة ضد مساهمة فنلندا في الازمات السياسية للاتحاد الاوربي، كذلك تجاه سياسة الهجرة، وغيرها من الملفات المتعلقة بالشأن الداخلي الفنلندي .. سحب البساط بقوة من تحت اقدام القوى الاخرى وخصوصا حزب الوسط ( المزارعون سابقا ) لان نفوذ الاخير يتركز في القرى والارياف وهي ذات الشريحة التي استهدفها حزب الفنلنديون الحقيقيون.

ان صعود اليمين في اوربا ظهرة ليست غريبة في السنوات الاخيرة وفنلندا ليست استثناءا من ذلك لكن صعود حزب يميني متطرف بهذا الشكل والذي كان بمثابة الحصان الاوسد في في هذه الانتخابات كان صادما لمعظم المراقبين للشأن الفنلندي الذي عرف منذ امد بعيد ثلاثة قوى سياسية كبيرة تتنافس فيما بينها كل مرة ( الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حزب المؤتمر الوطني، حزب الوسط) مع حظوظ متواضعة للاحزاب الصغيرة، لكن الانتخابات الحالية فسحت المجال لحزب جديد قادم بقوة من الخلف ووقف في المرتبة الثالثة وشكل قوة سياسية كبيرة رابعة على الصعيد السياسي.. لكنه في نفس الوقت قد يضع فنلندا في مواجهة الاتحاد الاوروبي وتتكرر ذات القصة التي حصلت مع الزعيم النمساوي جورج هايدر عام 2000.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انبطاح مستوطنين بسديروت خوفا من صواريخ غزة


.. ضابط استخبارات أمريكي يستقيل بسبب ما يجري من أحداث في غزة




.. ملك بريطانيا تشارلز الثالث يكشف عن فقدانه لإحدى حواسه بسبب ت


.. أخبار الساعة | صحيفة أميركية: مصر تدرس سحب السفير وقطع العلا




.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية يقول لـ-العربية- إن واشنطن ض