الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسقاط نظام المالكي.. رأي آخر

عبدالمنعم الاعسم

2011 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


إسقاط نظام المالكي..
رأي آخر

اولا، لا ينطبق مفهوم النظام السياسي على التشكيلة السياسية الحاكمة في العراق ولا على مفردات الادارة السياسية الاقتصادية الاجتماعية القائمة، وثانيا، لم تأخذ هذه التشكيلة طابع الفردية الحاكمة لرئيس الوزراء نوري المالكي، وهو نفسه لم يقدم منظومة قوانين وسياسات متكاملة لكي تصبح نواتات لنظام سياسي يحمل بصمته، فضلا عن ان خطب الرجل وممارسته للادارة والحكم لم تحمل في ذاتها ترسيما لنظام سياسي، بل ان الكثير من التحليلات الموضوعية تستبعد فكرة قيام نظام سياسي في العراق على اشلاء نظام الدكتاتورية وان الحديث يجري عن مرحلة انتقالية تتضارب وتتشابك فيها انماط عديدة من الانظمة(والارادات) السياسية، دكتاتورية. دينية. عائلية ..الخ.
وثالثا، فان الذين يهتفون بسقوط نظام المالكي في العراق يعنون شيئا آخر ربما ابعد من المالكي، أو اقرب الى تمرين في العوم لكن في ماء ضحل.
لكن في كل الاحوال، ليس ثمة نظام سياسي مقدس وغير قابل للسقوط، ولا تستطيع اية عصمة، بما فيها معصوميات اللاهوت، ان تحول دون سقوط نظام من النظم السياسية حتى وإن كان عادلا، فالسقوط يتم من خلال تناسب القوى وانهيار التوازن (الرياضي) بين قوتين يفقد معه النظام امكانية الاستمرار، فيخلي الطريق (عبر الحرب او السلم او المقاومة) امام نظام سياسي بديل.
ثمة في التاريخ الحديث امثلة كثيرة عن سقوط انظمة، لعل اكثرها دويا هو سقوط النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي، واحدثها سقوط دكتاتوريات الارخبيل العربي في العراق ومصر، وثمة سقوطات اخرى على الطريق، في ليبيا واليمن، واخريات في اكثر من بلد في المنطقة حان قطافها. وقبل هذا سقطت انظمة كثيرة، ملكية وجمهورية عن طريق الثورات الشعبية او الانقلاب العسكري او التدخل الخارجي، وحل محلها انظمة اخرى، سرعان ما سقط العديد منها ضمن دورات الصراع والمصالح شروط وظروف داخلية عاصفة.
وفي غضون ذلك عكفت ورش التفكير السياسي على بناء نظريات ومفاهيم عن مصطلح النظام السياسي، ثم عن متواليات الانظمة، ثم عن الثورات والانقلاب، ثم عن شرعية النظام السياسي ونفاذ مقوماته، لغرض رصد اتجاهات كل عصر من العصور وترسيم ادوات التغيير والصراع بين قواه المحركة، وتقديم تنبؤات عن مآل الاتظمة السياسية، وقد اجمعت الرؤى على حقيقة واحدة بان اكثر الانظمة السياسية قدرة على الصمود والتواصل هي الانظمة القادرة على التكيّف والتطور ومماشاة رياح التغيير واستحقاقات التطور والاسئلة الجديدة للحياة.
فاسقاط النظام ليس شعارا، وليس كل شعار عن اسقاط النظام يتحقق بمجرد ان يلوّح به في الشارع ان تتبناه جهة او شريحة، وقد سمعنا في تظاهرات ساحة التحرير وفي بعض المحافظات من يهتف بشعار إسقاط النظام، واحسب ان بعض اصحابه استعاروه من اصوات المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة، وبعضه الاخر اخذه مأخذ الانفعال والاحتجاج ضد ممارسات الشرطة او سياسات ومفاسد الحكومة والطبقة السياسية النافذة، والبعض القليل من ينتمي الى جماعات سياسية انتقامية تناهض الوضع القائم برمته وتتوعد بالقصاص حتى من جمهوره، هذا الى جانب من ينادي باسقاط النظام وفي اعتقاده انه يطالب بتنحية الحكومة او ضد مسؤول فيها او حتى ضد مجلس المحافظة وربما سخص نافذ فيه.
بوجيز الكلام، فان المطالبة باسقاط النظام(او الوضع أو حكم العملية السياسية) من خلال حركات الاحتجاج الشعبية (إذا ما احسنا الظن باصحابها) مقبولة ومبررة وضرورية اذا ما تحددت في مفردات البديل، ومن دون ذلك فان هذه المطالبة تقفز من فوق العناوين الصارخة لمعاناة الملايين حيال التهميش والفساد تدني الخدمات واستشراء البطالة والمفاسد السياسية والادارية والتضييق على الحريات، قفزا محسوبا بخطأ المعاينة الى النتائج.
*
"نحتاج الى اسلاك شائكة لا تبشّع منظر صف الازهار الذي تحميه".
السيدة ميتران








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حكومة ألبديل ضرورة ملحة لأنقاذ ألشعب وألوطن
طلال ألربيعي ( 2011 / 4 / 18 - 13:07 )
ألبديل طرح مئات ألمرات ,ان لم نقل أكثر. وهو ببساطة أقامة دولة علمانية/مدنية وحكومة كفاءات و بعيدة عن ألمحاصصة ألطائفية وألحزبية وألفساد, حكومة تحترم حق أللأنسان في ألتعيبر وألتظاهر ألسلمي وتضمن أستقلال ألقضاء وتوفر للشعب ألخدمات ألأساسية على أللأقل وتصون حقوق ألمرأة وحقوق ألمكونات ألدينية وأللأثنية وتسعى ألى ألحفاظ على ألبيئة, وذات برنامج وطني زمني للتطوير يحدد أنجازه كفاءة ألحكومة أو عدمها.
حكومة ألمالكي ألسابقة وألحالية (٥ سنوات) فشلت فشلا ذريعا في تحقيق ألبديل وهي مصرة على ألسير في أيذاء ألشعب و تخريب ألوطن, ولذلك فأن تغييرها عن طريق أنتخابات مبكرة مثلا يشكل ضرورة ملحة لأنقاذ ألشعب وألوطن


2 - مجموعات من المافيا
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 4 / 19 - 09:22 )
تحية للاستاذ عبد المنعم وللصديق العزيز طلال
نعم .....(( لا ينطبق مفهوم النظام السياسي على التشكيلة السياسية الحاكمة في العراق ))
في العراق الان لاتوجد ((دولة)) و (( حكومة)) ..بل مجموعات من المافيا..وعليه تجد المتظاهرين يهتفون باسقاط النظام لانهم يعرفونه جيدا.
تتحكم بجهاز اداري فاسد لحد النخاع ومع ذالك تجد طبيبا جراحا مثل عبد الخالق حسين يدافع بضراوة عن المالكي , ليس حبا به بل من اجل ان يغيض الاخرين (المطلك و فرقته)
مع المودة


3 - شعارات لتشويه سمعة المتظاهرين الشباب
عمر علي ( 2011 / 4 / 19 - 16:11 )
انا شخصيا حضرة مرتين في مظاهرات الجمعة فان هؤلاء الذين رفعوا شعارات اسقاط المالكي ماهم الاحفنة صغيرة من البعثين ومجموعة صغيرة لاترى الا بالمجهر من مراهقي حزب العمال الشيوعي التي تقودهم الرفيقة ينار وهدفهم معروف التشويش على المظاهرة وتشويه سمعتها وبالتالي توفير حجة لاجل ضرب المظاهرة من قبل ميليشيات المالكي.وبالمناسبة هذه المجاميع هي اصلا ضد العملية السياسية برمتها لانها مجاميع تعاني من الافلاس والاحباط. كان لي شخصيا لقاء مع قائد الشباب الحر الذي يقود المظاهرات وهو الاستاذ جلال وكان شابا مفعم بالحيوية والنشاط وهو يدعي باللبرالية الوسطية، وقد زرته في مقره وكان لي معه حديثا شيقا وسالته عن موقفه من رفع هكذا شعار فاجابني بشكل مباشر وبدون لف ودوران نحن نرفض هذا الشعار وظهر في نفس اليوم على شاشات التلفزة وادان هذه المجاميع الدخيلة على المظاهرة التي ترفع هكذا شعارات بعيدة عن شعارات شبيبة المظاهرة، قائلا نحن مع العملية السياسية ولكننا نريد اصلاح مسيرتها.طبعا المظاهرات في ساحة التحرير تختلف عن مظاهرات تكريت والموصل والرمادي التي كانت تقاد من قبل بقايا شراذم البعث المتحالفة مع القاعدة
تحية ل

اخر الافلام

.. شاهد| تصاعد أعمدة الدخان عقب اعتراض مسيرة في سماء صفد شمال إ


.. ضابط دفاع مدني يتفاجأ باستهداف الاحتلال منزله بحي الزيتون في




.. من الحرب إلى الموت.. مأساة سودانيين توفوا بطريقهم إلى مصر


.. ولي العهد السعودي: عدم تمكنا من المشاركة بقمة مجموعة السبع ت




.. سخرية من اتهامات حوثية.. معتقل يمني يواجه تهمة -التأثير على