الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لا نسمع بجمعة الشكر ، أو بثلاثاء العرفان

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 4 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


حتى لا نخدع أنفسنا ، و نحن نرى حسني مبارك رهن الإعتقال ، و نجلاه قيد الإحتجاز .
و حتى لا يخدعنا أخرون ، هم أعداء للثورة .
حتى لا يسخر منا ، و يضحك علينا ، أعداؤنا ، في سرائرهم ، حين يرون إننا إبتلعنا خداعهم .
حتى يكون واضحاً للجميع إننا نعرف حقيقة المجلس العسكري الحاكم ، و الأهم حقيقة من ورائه ، و أعني ، بالتأكيد ، عمر سليمان .
حتى لا ننسى التضحيات ، و حتى لا نزيد آلام أسر شهدائنا ، عندما يتصورون إننا نسينا تضحيات ذويهم ، و هتفنا لسافكي الدماء .
حتى لا تسقط الجرائم .
حتى لا نسمع بجمعة الشكر ، أو بثلاثاء العرفان .
حتى لا يحدث كل هذا ، علينا أن نتذكر دائماً أنه إذا كان لا شكر على واجب ، فإن الأولى ألا يكون هناك شكر ، أو عرفان ، لمن أدى واجبه مكرهاً ، و تحت ضغط منا .
المجلس العسكري الحاكم حين قام بالقبض على مبارك ، لم يقم بذلك إلا بعد مرور نحو شهران من سقوط مبارك عن عرشه ، فقد تلكأ عن عمد مستغلاً حالة التخبط التي دخلت فيها الثورة بعد الحادي عشر من فبراير ، حالة التخبط التي كانت نتيجة الفشل في تحديد الأولويات لدى بعض من تصدروا للقيادة ، و الذين رفضوا الإستماع لأي رأي مخالف لرأيهم ، هو أهم ما خدم المجلس العسكري الحاكم .
المجلس العسكري الحاكم إعتقل حسني ، و نجلاه ، فقط بعد أن عرف إن بوصلتنا عادت للعمل ، و لمس مدى الإصرار الذي لدينا ، خاصة بعد أن رأى النية للإعتصام ، أي عندما رأى أن تظاهراتنا قد بدأت في التحول إلى ثورة ، بعد أن كانت قد تحولت إلى مجرد نزهات أسبوعية ، فاقدة للرؤية ، منذ الحادي عشر من فبراير 2011 .
أما الدافع الأهم في ذلك التحول الذي حدث من جانب المجلس العسكري الحاكم ، فهو تخضب يداه بدماء الشعب .
لقد دفعنا على الأقل شهيداً واحداً - أو شهيدين بحسب تقديرات أخرى - و هو ثمن كبير جداً لأن حياة اي فرد لا تقدر لدينا بأي ثمن .
المجلس العسكري الحاكم سارع بالتحرك ، فقط بعد أن فوجئ بإنه أصبح يسير في نفس الطريق الذي سار عليه مبارك في أيام الغضب .
لكن هل أفاق المجلس العسكري الحاكم كلية ، و أدرك أن إطاعته العمياء لتوجيهات عمر سليمان سترديه أرضا كما أردت سابقه ؟؟؟
هل أدرك المجلس العسكري الحاكم بأن عمر سليمان يدفع به للهاوية ، و إنه عندما سيسقط ، كما سقط مبارك قبله ، فإن هناك إحتمال كبير ألا يشاركه عمر سليمان دفع الثمن ، كما تملص عمر سليمان من قبل ، و ترك مبارك يدفع الثمن وحده ؟؟؟
على أي حال ففي نظرنا أن المجلس العسكري الحاكم ، و عمر سليمان ، شركاء ، و عليهما يقع وزر جريمة قتل شهيد المطالبة بمحاكمة مبارك ، جريمة الثامن من إبريل 2011 .
إنني أعلم إننا شعب ذكي واعي ، لهذا تعلم الأغلبية حقيقة المجلس العسكري الحاكم ، و تعلم أن عهد الوصاية العسكرية قد بدأ رسمياً منذ الحادي عشر من فبراير 2011 ، و لكن هذا لا يمنع أن هناك أقلية قد تُخدع ، لهذا من الضروري الإشارة إلى المحاولات الدائبة ، و الصفيقة ، لجهازي توجيه الرأي العام في كل من وزارة الداخلية ، و جهاز إستخبارات عمر سليمان ، لتنظيف صورة المجلس العسكري الحاكم مما علق بها من وصمات العار ، وصمة التلكأ في محاسبة الجاني الأكبر ، و وصمة الإفراط في إستعمال القوة في التعامل مع المتظاهرين السلميين ، و المعتصمين ، و وصمة المحاكمات العسكرية للمدنيين ، و وصمة القتل في الثامن من إبريل 2011 ، و هنا نلاحظ أن وزارة الداخلية عادت لتعمل في تناغم مع بقية الأجهزة الأخرى المدافعة عن نظام المجلس العسكري الحاكم ، و عمر سليمان .
وصمة التلكأ في محاسبة مبارك ، مع بقية الوصمات المشينة الأخرى ، لا يمكن أن تُنسى ، و جريمة الثامن من إبريل لن تسقط ، و لكن هل سيحاسب على تلك الجريمة عمر سليمان مع المجلس العسكري الحاكم أم فقط الأخير منهما ؟؟؟

18-04-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا