الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (٤) : الأسقف المنخفضة

عبير ياسين

2011 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



لعل الملمح الأساسى لفكرة القدرة على الحلم هى القدرة على تحقيق الحلم... فما معنى أحلام بلا أمل وأحلام لمجرد الحلم

وهنا لازلت بالطبع أتعامل مع الفكرة الأساسية التى تتحرك فى إطارها فكرة شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس كما أطلقوا على أنفسهم عبر صفحة الفيسبوك المعنونة بنفس الاسم والموجودة على الفيسبوك تحت هذا الرابط http://www.facebook.com/#!/hnatgwezb1pound

ولعل تركيزى على تلك الأفكار النظرية يتعلق بعدد من التساؤلات والتعليقات المثارة كما لاحظت حول الفكرة، فمن جانب هناك التساؤل حول ضرورة الفكرة من عدمها، والقدرة على تنفيذها، بالإضافة إلى التساؤل حول الأولويات وترتيبها. تلك التساؤلات جعلت فكرة الحلم أساسية فى إطار الحديث عن فكرة الزواج بجنيه واحد بس، كما جعلت ما يتعلق بالأحلام واللحظة الحالية التى تمر بها مصر نقاط أساسية فى النقاش حول الفكرة

ومع الحديث عن أبعاد مختلفة لفكرة الحلم: كاستعادة القدرة على الأحلام، وضرورة تجاوز فكرة التراتبية أو دائرة الانتظار وحدود الحلم يصبح من الضرورى أن نتحدث عن سقف الأحلام، فهل للأحلام أسقف؟ والا يفترض فى الأحلام أن تكون محلقة وقادرة على تجاوز الأطر التقليدية؟ وهنا يصبح من المهم النظر لسياق المرحلة والحديث الحالى

فعندما نكون فى نظم غير ديمقراطية ودوائر مغلقة للترقى فى المجتمع حيث يحصل أهل الحظوة على كل شئ، تصبح فرص تحقيق الأحلام محدودة وربما ينجو البعض بقدرتهم على الحلم فى حين يسقط العدد الأكبر فى دوائر الاستمرار والتكرار ورفض الأحلام بشكل مسبق ما دامت الأحلام غير قابلة للتحقيق. وعندما تكون الأسقف محدودة تصبح الرؤية محددة والحركة مقيدة بتلك الحدود المسموحة وفقا لسياسة الأسقف المنخفضة

عندما تتحرك الأسقف قليلا، كما حدث خلال السنوات الأخيرة من عمر النظام السابق فى مصر، بحكم أفعاله الضاغطة على البشر وليس بحكم خياراته الذاتية ورغبته فى تحقيق إصلاحات حقيقية، نقول عندما يحدث هذا الحراك تبدأ حركة الأيدى فى الأمتداد قليلاً قليلاً بحثا عن مساحات جديدة، وتبدأ الأحلام فى العودة للمشهد مرة أخرى. تعود الأحلام مرة أخرى وتتوسع مساحات الأحلام مرات ومرات، فمع الوقت تعود الثقة فى القدرة على تحقيق الأحلام

منذ سنوات وعندما ترشح باراك أوباما لانتخابات الرئاسة الأمريكية، كنت مؤيدة وبشدة ليس بحكم سياساته أو قدرته على تحقيق منجزات للعرب لم يكن بإمكانهم تحقيقها خلال تلك العقود الماضية، ولكن لما يمثله من حالة تعبر عن أسقف عالية الارتفاع لدرجة تجعلها شبه منعدمة، فلا غياب مطلق للأسقف بالطبع

ففى حالات يمكن لأى فرد تتوفر فيه الإمكانات أن يترشح لأى منصب وأن يثق فى الأليات القائمة كوسيلة للوصول أن قم ما يفيد بأهليته، فى تلك الحالات تصبح الأحلام ممكنة ومشروعة وطبيعية لأنها قابلة للتحقق

وفى حالات أخرى عندما يكون الالتحاق بالوظيفة أو فرصة ترقى رهناً بعوامل أخرى، هى بدورها فاسدة كالنظام الذى أنتجها تصبح الأحلام مؤلمة وضبابية أن وجدت. ففى عالم نحلم بلا أمل فى تحقيق الحلم ندرك أن الأسقف منخفضة للغاية

فى عالم نؤمن بأن الأحلام ممكنة وتحقيقها ممكن بالمزيد من الجهد والعمل تصبح الأسقف مرتفعة وتصبح السماء هى الحاجز الممتد

فى عالم بأسقف عالية )أو شبه غائبة( تحلق الأحلام عالية، بعضها يستقر فى الأرض مزدهراً وبعضها يستمر فى التحليق حتى لحظة أخرى. وحاليا لازالت فكرة الزواج بجنيه واحد بس محلقة


وللحديث بقية مع قصة الجنيه والزواج فى مصر ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يبقى الحلم أخر ترياق
سرسبيندار السندي ( 2011 / 4 / 18 - 17:45 )
بدتية تحياتي لك ياعزيزتي عبير ... فالحلم يبقى ترياق ألأسير وزاد الفقير ... في عالم لم يخلو يوما من جمال أو حمير ...!؟

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة