الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خالد القشطيني، نحن في زمن العولمه وليس القوقعه

هشام عقراوي

2004 / 10 / 25
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


يبدوا ان خالد القشطيني مصر حد التعصب على عداءه للغة الكوردية و الكورد و لا يريد أن يفهم قيمة اللغه الثقافيه لدى الشعوب ومدى تمسك القوميات بلغاتها مهما صغرت أو كبرت. يبدوا أن خالد القشطيني لم تنفع معه رؤية الهند و ولاية اسام الهندية (مقالة أسام وكردستان) و تنوعها الاثني و الديني كي يفهم معنى الدولة الفسيفسائيه المركبة وهو مستمر في أبداعاته الخياليه و قياس الشعوب و قيمة اللغات بعدد الاشخاص الذين يتكلمون بها.
ولأنه من النوع الذي يكتب ولا يقرأ، و ينفي ولا يثني، و يكر ولا يفر، لذا وجب التعريف و التفسير و اصبح الجهاد في ساحات الصفحات والاعلام فرض عين على كل من يقاتل بعقل المنطق و يحمل بندقية الديمقراطية و أحترام الراي الاخر ويعطي الامم حقها بأختيار ما تراها مناسبا لشعوبها.
بعد كل هذه الكتابات التي نشرة من قبل الكتاب الكورد و العرب كرد فعل على فكر القشطيني ومعتقداته حول عدم جدوى تكلم ودراسة الكرد بلغتهم القومية وأثباتهم بالدليل و البرهان أهمية دراسة الكرد بلغتهم و تطوير هذه اللغة ولكن القشطيني رفض و يرفض أن يعترف بالهزيمة الفكرية ويبدو أنه كالعديد من القادة يريد أن يستمر في حرب غير متكافئة علميا وتأريخيا ولا يريد أن يعلن خسارته بروح رياضية فاضلة وبديمقراطية تصان فيها حقوق الاقلية (الاكثرية و الاقلية في المفهوم الديمقراطي و ليس الاجتماعي القومي) بنفس درجة أعطاء أحقية الحكم للاكثرية ويبدو ان القشطيني من النوع الذي يفهم الديمقراطية بأنها حكم الاغلبية فقط وليس هناك في قاموسه اللغوي شيئا اسمة ضمان حقوق الاقلية.
القشطيني يقول حرفيا و بجرة قلم بأنه (أعتماد الكردية سيعرقل نمو كردستان و يسئ لمستقبل أبنائها) و ( أن التفكير الضيق بالنزاعات القومية لا يجلب للمجتمع غير الـتأخر و الفقر و البؤس في هذا العالم المعاصر الذي أصبح قرية صغيرة متكاملة لا يمكن لأي فرد أو دولة أو جنس أن يعزل نفسة عن الاخرين. ما أتمناه هو الا يرتكب أخواننا الاكراد نفس الخطأ الذي ارتكبه 22 مليون مواطن أسامي في الهند عندما صوتوا للاستقلال في الاقتراع الذي نظمته الحكومة لهم). (خالد القشطيني الشرق الاوسط وصوت العراق).
للجواب على هذه الافكار العنصرية حد العظم بحق الكرد وحقوقهم أقول:
1) وصف اللغة الكردية كعائق في نمو كردستان هي كلمة باطلة و المراد بها ايضا هو باطل. فاللغة الكردية هي من ولادة تلك الارض و ذلك الشعب ومن المستحيل أن يتحول الى عائق في نمو كردستان لأننا نعيش في عصر العولمة و تداخل الثقافات وليس نفيها. صحيح هناك في تأريخ العالم لغات ماتت وأخرى هي في طرقيها الى الزوال و لغات هي فقط للتحدث و ليست لغات دراسة. ولكن اللغة الكردية تجاوزت تلك المرحلة و الان بأمكان الكرد كباقي الشعوب التي تمتلك لغة ثقافية، الكتابة و الدراسة و التحدث بلغتهم و متابعة التطورات العلمية الحاصلة في مجال تكنولوجيا اللغات. فاللغة الكردية دخلت في لغة الكومبيوتر و الطباعة و الاعلام و العلم و الادب و ليست هناك اية عوائق في تطوره وبالتالي فانه لا يشكل عائقا في طريق تطور كردستان، أن كان فعلا ذلك هو السبب في قلق السيد القشطيني على الكرد.
القشطيني يقول بأنه من الافضل للكرد الدراسة باللغة العربية كي يتابعوا التطور وينمو كردستان ويدعي بأنه (ديمقراطي زيادة عن اللزوم) طبعا هذه دعوة صريحة الى اذابة الشعب الكردي في بودقة اللغة العربية و بعدما يتعلم الكرد اللغة العربية و ينسوا لغتهم القومية يأتي احفاد القشطيني كي يقولوا لنا نحن الكرد بأن الكرد عرب الجبال، على الطريقة الشوفينية التركية. وبعكس نظرية القشطيني فأن الكرد في تركيا بعدما منعوا من التكلم و الدراسة بلغتهم لمدة تزيد عن 75 سنة، كسرالكرد الطوق وعادوا الى التكلم و الدراسة بلغتهم مرة أخرى و أحياء اللغة الكردية في ذلك الجزء من كردستان من براثن القتل والذبح وبعد أن كانت اللغة الكردية لا يتحدث بها سوى حوالي 20 مليون كردي قبل 15 سنوات صار المتحدثون بها الان 40 مليون و منهم 8 ملايين يدرسون أيضا باللغة الكردية. وهناك جامعات وبكل المراحل و الاختصاصات باللغة الكردية. أذن اللغة الكردية هو في طور النمو وليس التقوقع والانحسار.
أذا فكرنا بنفس طريقة القشطيني فأن أوربا و دول مثل سويسرا و السويد و الدنمارك و جيكيا و غيرها من الدول يجب أن تكف عن الدراسة و التكلم بلغاتها و عليهم التكلم بالانكليزية أو الفرنسية أو الالمانية أو غيرها من اللغات الكبيرة. وأذا فكرنا بنفس طريقة القشطيني فيجب ان تمنع القوميات الاخرى العائشة في أوربا من الدراسة بلغاتها و الساميون الذين يعيشون في السويد و لا يتجاوز عددهم العدة ألاف سيحرمون من الدراسة بلغتهم. ولكن يبدوا أن المام الاستاذ القشطيني بما يجري في العالم قليل او ينتقي ما يريدة ينسجم مع أفكارة ولا يدرك بأن العرب و الكرد و الترك والصوماليون وباقي القوميات في دول مثل السويد لديها الحق بالدراسة بلغاتها و تطوير لغاتها كي تواكب التطور. والان أصبح من الواضح لماذا الاكاديميات الكردية في السويد و فرنسا و ألمانيا هي أكثر نشاطا وتطورا من مثيلاتها في تركيا و أيران.
وكمعلومه قد تفيد القشطيني معرفتها حول النمو و التطور اللغوي في العالم، أن الدول الاوربية و المتطورة أنهت مرحلة اللغة الواحدة وبدأت بتدريس أحدى اللغات(المتطورة) على الاقل في مدارسها بجانب اللغة القومية. ففي السويد مثلا تدرس اللغة الانكليزية بجانب اللغة السويدية وأحدى الغات الاخرى مثل الفرنسة أو الالمانية أو الايطالية و غيرها. اي أن الشخص السويدي (9 ملايين فقط مع اللاجئين) يجب أن يكون ملما على الاقل بثلاثة لغات. هذا بحانب حق الاجانب بدراسة لغة الام ايا كانت قوميتهم و عددهم ويعتبر تصريح كالذي اصدرة القشطيني بحق اللغة الكردية عنصرية يعاقب عليها حسب القانون لأنه في الواقع لاتوجد لغات تقف ضد التطور و النمو.
فالامم تجد الحلول المناسبة لمواصلة النمو و التطور اذا ارادت. وأذا أصبحت اللغة الكردية (جدلا) عائقا في طريق نمو كردستان كما يدعي القشطيني فهناك لغة عالمية يستندون عليها و يلجأ أليها الكل في حالة عدم استطاعة لغاتهم تلبية التطورات العلمية المطلوبة، ألا و هي اللغة الانكليزيه. فحتى الدول العربية و الاوربية في مراحلها الدراسية المتقدمة تستخدم المناهج الانكليزيه و لحد الان الدراسة في كلية الطب في العراق هي باللغة الانكليزية لنفس السبب. فهل من المعقول ان ندعوا العرب الى الدراسة باللغة الانكليزية بدلا من العربية؟؟؟ الكورد كباقي القوميات و الدول اذا اضطروا الى استخدام لغة أخرى في مرحلة الدراسة الاكاديمية لمتابعة التطور فسيستخدون اللغة الانكليزية لأنها من أكثر اللغات تطورا و أكثر المصادر العليمة وحتى المتحدثون بالعربية يلجؤون الى اللغة الانكليزية في الدراسات العليا.
2) حول الانعزالية لدى الكورد وخوفة من تأخر كردستان أذا قرر الانفصال عن العراق، اقول للاستاذ القشطيني بأن أنفصال كردستان هو بيت القصيد في كتابتك و هذا هو الذي تخاف منه وتعاديه و ليس تاخر كردستان. والكرد ليسوا بمعتزلة و التأخر الموجود هو نتيجة للاحتلال و الحرب وليس ناجما عن اللغة الكردية وطبيعة الكورد. و السنوات الخمسه الماضية من تأريخ كردستان تثبت للقاصي و الداني حقيقة الشعب الكردي و الثقافة الكردية.
فبعد أن توفرت للكرد فرصة حكم أنفسهم بأنفسهم و بعد أن بدأوا بالدراسة بلغتهم (الكردية)، عندها فقط وفي فترة قياسية لا تتجاوز الخمسة سنوات، الوصول الى مرتبة تناهز أن لم تكن أعلى من النمو الموجود في كل دول المنطقة. هذا ناهيك عن الديمقراطية و الحريات السياسية الموجودة في كردستان الان، وهذا وحدة دليل على ثقافة الكورد الرامية الى التطور و النمو وما الاقتتال الداخلي الذي حصل في كردستان 1994 الا خوفا و محاولة فاشلة للدول المحيطة بكردستان و نظام صدام كي يمنعوا الكرد من التطور و بناء المجتمع الذي يريدونة.
الكرد بطبيعتهم يريدون التطور و يتقون اليه ولغتهم هي من أحدى العومل المساعدة لذلك التطور ويمنعهم من التقوقع نظرا لكثرة لهجاتة. هذا التنوع في اللهجات تفرض علية المرونه في التفكير و التحدث و بالتالي الفهم وعندما يضطر الكردي للتقليد فسيقلد الاصل وليس الفرع ويسشرب من العين وليس من النهر كما شرب الهنود من الثقافه الانكليزيه ولغتهم. ولابد أن القشطيني يرى الفرق الحاصل في العراق و ايران وحتى تركيا الان وبين كردستان العراق من كل النواحي. لابد انه يرى الارهاب والقتل و التأخر و التخلف الحاصل في هذه الدول و يرى الدعوات المنادية لتطبيق شريعة الغاب. أما في كردستان فهناك البناء و الحضارة و التقدم و التسامح و النمو. والكرد أستطاعوا مواكبة العولمة و استيعابها و تسييرها وأستخدامها لمصلحتم وكونوا الجسور الثقافية مع باقي الامم و العالم وكسروا طوق الانعزالية التي فرض على الكرد من قبل الحكومات العراقية المتعاقبه. الكرد بلغتهم وثقافتهم سيواكبون النمو و التطور و أدعوا السيد القشطيني أن ينام وفي (بطنه بطيخه صيفي) وأن لا يخاف على الكورد ويركز أكثر على التأخر الحاصل في العراق كي يستطيع الاستاذ القشطيني مواكبة النمو الحاصل في كردستان العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا